السياسة والشارع المصريعاجل

عميد العلوم الإسلامية : تصريحات جابر عصفور عن الأزهر غير مسؤولة وتدعو للفتنة الطائفية

استنكر الدكتور عبد المنعم فؤاد عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، تصريحات الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، الذي زعم فيها عدم دستورية جامعة الأزهر، لأنها لا تقبل دراسة المسيحيين فيها، معتبرها سبب تخلف مصر.

وقال «فؤاد» إن الأزهر لا ينتظر تصريحات عصفور أو غيره، فمصر دولة مؤسسات وليست غابة حتى يخرج علينا في آخر الزمان من يقول بعدم دستورية جامعة الأزهر التي هي فخر لمصر وخرجت العلماء والوزراء ورؤساء دول ويفيد إليها طلاب أكثر من مائة دولة للدراسة فيها وتعلم الإسلام الوسطي الصحيح.

وأكد العالم الأزهري، أن جامعة الأزهر عبر العصور لم تخرج متطرفًا أو إرهابيًا، منبهًا على أن الأزهر لا يخرج أصحاب فكر متشدد، لأن علماءه يحترمون الرأي الآخر ويؤمن بالتعددية في المذاهب والاختلاف بفروع المسائل الفقهية، لافتًا إلى أن جامعة الأزهر هي منارة العلم في العالم الإسلامي.

وأشار إلى أن كلام الدكتور عصفور غير مسؤول ويحتاج إلى مراجعة، ويلعب على الوتر الطائفي، منوهًا بأن جامعة الأزهر مثلها كأي جامعة أخرى لها ضوابط وشروط لقبول المتقدمين إلى جميع كلياتها، سواء كانت الكلية عملية أو علمية أو شرعية، ومن ضمن الشروط أن يكون المتقدم حاصلًا على الشهادة الابتدائية والثانوية الأزهرية، وأن يكون حافظًا للقرآن الكريم، وعارفًا بأحكام التجويد والفقه الإسلامي، والسنة النبوية، والشريعة الإسلامية، فإذا توفرت الشروط السابقة فلا تمنع الجامعة أحدًا من الدراسة فيها.

وتساءَل: لماذا أطلق الدكتور عصفور هذه التصريحات في هذا التوقيت التي نحن في أمس الحاجة فيه إلى الوحدة المصرية، وليس التفكك أو الفتنة الطائفية التي قد تحدثها تلك التصريحات بين نسيج الوطن الواحد -المسلمون والمسيحيون-، مضيفًا: «فلم نسمع واحدًا من الإخوة المسيحيين يطالب بما طالب به الدكتور عصفور، بل المسيحيون يعرفون مكانة الأزهر ودستوريته، وأن الأزهر والكنيسة كـ«اليدين لا يمكن أت تصفق إحداهما دون الأخرى، فلماذا النفخ في الكير الآن؟!».

وطالب العالم الأزهري، المجتمع المصري بضرورة الانتباه إلى تلك الدعوات الطائفية، التي تصدر ممن يدعون أنهم أهل استنارة وتنوير لضرب الوحدة الوطنية.

وكان الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، قد زعم أن حالة التخلف التي نعيشها ترجع لحالة الجمود الذي عليه الأزهر، لافتًا إلى أن الحالة التي يعيشها ليست وليدة اليوم، ولكن الدولة تعاني منها منذ الإمام محمد عبده الذي توفي عام 1905 والشيخ العطار الذي عانى من تلك الحالة الجمودية.

واعتبر «عصفور» في تصريحات مثيرة للجدل جاءت بمداخلة هاتفية مع الإعلامي «محمد الباز» في برنامج «90 دقيقة» المذاع على فضائية «المحور»، أن جامعة الأزهر غير دستورية وتقام بالمخالفة للدستور المصري لكونها لا تسمح لغير المسلمين من الالتحاق بها أو الانضمام إليها رغم ما فيها من كليات علمية غير الكليات الشرعية، مضيفا أن تلك الجامعة مخالفة للمادة الأساسية في الدستور التي تنص على المساواة بين المواطنين وعدم التفريق بينهم، مشيرا إلى مخالفة وضع الأزهر بالصورة القائمة للدستور.

واتهم «عصفور» الأزهر بأنه لا يعترف بوجود الدولة المدنية ويعمل على تقيدها في جميع ما يقدم للطلاب داخله، موضحًا أنه لا يتوقف على شيخ الازهر الذي يعد شخصية واعية مثقفة، ولكن الأزهر به أغلبية مسيطرة لا تفهم التجديد وترفض الاجتهاد والتأويل وتفهم النصوص فهم حرفي لا يتناسب مع العصر.

زر الذهاب إلى الأعلى