نشرت صحيفة ( الشروق ) : مقالاً للكاتب ” عماد الدين حسين “.. تضمن ما يلي :
1 – يوماً بعد يوم يتبين أن الهدف الرئيسي لزرع وتوطين وتشجيع التنظيمات المتطرفة والإرهابية في سيناء هو ضمان أن تظل سيناء منفصلة عن الوادي والدلتا تماماً ، وفي حالة من الصراع الدائم .
2 – هناك أسباب داخلية كثيرة وموضوعية لنشأة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة في هذه المنطقة ، خصوصاً منذ تفجيرات شرم الشيخ ودهب وطابا منذ عام 2004 .
3 – مؤكد أن الحكومات المختلفة خصوصاً في عهد ” مبارك ” تتحمل جانباً كبيراً من عدم تنمية سيناء بصورة صحيحة ، حينما ركزت فقط على التنمية السياحية في شرم الشيخ ، وأهملت التنمية الصناعية والزراعية والاجتماعية والبشرية في عموم سيناء شمالاً وجنوباً .. أقول ما سبق حتى لا يعتقد البعض أنني أعتمد نظرية المؤامرة تفسيراً وحيداً لما يحدث هناك .. بل تقديري أن المؤامرة ما كانت لتحدث أولاً ، وتنجح ثانياً لولا وجود أسباب موضوعية بالفعل على أرض الواقع تؤهلها لذلك .
4 – من يلاحظ نمط عمليات الجماعات الإرهابية سيكتشف بسهولة أنهم لا يحاربون الجيش والشرطة فقط ، بل المجتمع والعمران بأكمله ، بهدف تعطيل نمط الحياة الطبيعي والبحث عن نموذج تخيلي موجود في أذهانهم فقط ، فمنذ بداية العمليات الإرهابية بشكلها الكثيف عقب إخراج جماعة الإخوان من الحكم عقب ثورة يونيو رأينا أنها لم تستهدف فقط الجيش والشرطة أو حتى قادة وشيوخ القبائل الذين انحازوا للدولة ولكن ضد تعمير المنطقة .
5 – النتيجة النهائية لنشاط هذه الجماعات أنها تعطل أي عملية تنمية حقيقية في سيناء بحجة أنها تحارب الحكومة أو الدولة ، والسؤال الجوهري : من الذي يستفيد من هذا التعطيل ؟ .. إسرائيل ولا أحد غيرها ، فهي تحكم وتخطط منذ زرعها في المنطقة لفصل سيناء عن الوادي والدلتا ، بحيث لا يكون هناك عمران حقيقي لسيناء يمنع احتلالها بسهولة تحت أي ظرف .. لكــن ما يفعله داعش والقاعدة ، وكل من يؤيدهم أو يلتمس لهم الأعذار يحقق الحلم الإسرائيلي .
6 – لمواجهة هذا المخطط لا بد من أن نسابق الزمن وأن تبذل كل الجهات المختصة ذات الصلة جهودها للقضاء على الإرهابيين أولاً ، وبالتوازي معها تعمير سيناء .