تحقيقات و تقارير

في يناير 2018.. دول عربية ترفع الدعم عن العيش والبنزين وتطبق “القيمة المضافة” لمواجهة عجز الموازنة

لم يكد ينتصف شهر يناير الأول من العام الجديد 2018 حتى أعلنت عدة دول عربية، أغلبها من الدول الخليجية، عن رفع الدعم عن عدد من السلع والخدمات أو تطبيق ضرائب لأول مرة على شعوبها في وقت نشهد فيه تصاعد لأسعار النفط والغاز وسط تزايد عدد الاكتشافات البترولية في المنطقة، وكان البترول بمشتقاته والخبز أبرز المواد التي استهدفتها الحكومة في إطار خطتها لترشيد الدعم أو البحث عن موارد جديدة لميزانيتها، ودعت منظمات دولية مثل صندوق النقد الدولي دول الخليج إلى تنويع مصادر دخلها بعيدا عن احتياطيات النفط.

السعودية والإمارات تطبقان ضريبة القيمة المضافة لأول مرة 
أسعار العيش تتضاعف في السودان 
تونس ترفع سعر الوقود قبل اقتراب ذكرى ثورتها 

وكانت البداية من الخليج، حيث بدأت كلا من السعودية والإمارات في تطبيق ضريبة القيمة المضافة لأول مرة، بداية من أول يوم من شهر يناير، وفرضتا 5 في المائة على غالبية البضائع والخدمات، وهي ضريبة غير مباشرة تُفرض على جميع السلع والخدمات التي يتم شراؤها وبيعها من قبل المنشآت مع بعض الاستثناءات، وتطبق ضريبة القيمة المضافة في أكثر من 160 دولة حول العالم حيث تعد مصدر دخل أساسيًا يسهم في تعزيز ميزانيات الدول، كما التزم أعضاء أخرون في مجلس التعاون الخليجي، البحرين والكويت وعمان وقطر، بإدخال ضريبة القيمة المضافة، على الرغم من أن بعضهم قد أجل خططه حتى عام 2019 على الأقل.

وتفرض ضريبة القيمة المضافة في كل مرحلة من مراحل سلسلة الإمداد ابتداءً من الإنتاج ومرورًا بالتوزيع وحتى مرحلة البيع النهائي للسلعة أو الخدمة وتعد هذه النسبة من أقل النسب بالعالم، وتعيش بعض الدول المتقدمة والنامية على إيرادات الضرائب وتعد مصدر دخل لها، وبحسب تقديرات إماراتية فإن العائدات من ضرائب القيمة المضافة ستصل إلى حوالي 12 مليار درهم (3.3 مليار دولار)، وتعهدت كلا من الرياض وأبوظبي بعدم فرض ضرائب على المعيشة والدخل، وتتزامن الضريبة مع إجراءات في السعودية بفرض ضرائب على التبغ والمشروبات الغازية، فضلا عن خفض بعض الإعانات المقدمة إلى المواطنين، وفي الإمارات تم رفع رسوم الطرق وإدخال ضريبة سياحية.

وفي البحرين، رفعت المنامة أسعار البنزين لجعلها “أكثر اقترابا من المستويات الدولية”، حيث ارتفع سعر البنزين “أوكتين91” إلى 140 فلسا للتر (37 سنتا أمريكيا) من 125 فلسا، في حين، زاد سعر البنزين “أوكتين92” إلى 200 فلس للتر من 160 فلسا. ورغم هذه الزيادة فإن أسعار البنزين في البحرين تبقى بين الأدنى في العالم، وتواجه ميزانية المملكة ضغوطا شديدة من تكلفة الدعم، الذي يبقي أسعار الوقود منخفضة.

وكذلك أعلنت الحكومة الأردنية رفع الدعم عن الخبز وزيادة أسعاره بنسب تراوحت ما بين 65 و100 بالمئة، على أن يتم تعويض محدودي الدخل لتجنيبهم وطأة القرار، وقال وزير الصناعة والتجارة، يعرب القضاة إن «الأسعار الجديدة للخبز، تطبق اعتبارا من مطلع شهر فبراير المقبل ولمدة عام، وعزا الوزير الأردني، أسباب رفع الدعم، إلى أن «غالبيته يذهب لغير الأردنيين وعددهم نحو ثلاثة ملايين شخص، من مجموع السكان الذي يقدر بنحو 5ر9 مليون نسمة».

وفي السودان، ضاعفت الحكومة أسعار الخبز بسبب موازنة عام 2018 التي خفضت سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار، ورفعت الدعم عن الخبز وزادت تعرفة الكهرباء، وبدأت أسعار المواد الغذائية والوقود في الارتفاع منذ العام الماضي عندما قررت الحكومة إلغاء الدعم من أجل إصلاح الاقتصاد، ويعاني الاقتصاد السوداني منذ انفصال جنوب السودان عام 2011 اخذا معه 75% من إنتاج النفط الذي كان حجمه 470 ألف برميل يوميا، إضافة إلي عقود من العقوبات الاقتصادية الأمريكية.

وفي تونس، رغم اقتراب ذكري اندلاع ثورتها في 2011، والتي كانت شرارة ما عرف بـ”الربيع العربي”، رفعت الحكومة أسعار الوقود، ليزيد سعر البنزين 2.85% ضمن خطط لخفض الدعم الحكومي وتقليص عجز الموازنة، في إطار إصلاحات رئيسة يطالب بها المقرضون الدوليون، وهذه هي الزيادة الثانية، بعد أن رفعت الحكومة التونسية أسعار البنزين بنسبة 6.7% في يوليو الماضي، وتكافح تونس لكبح جماح العجز التجاري المتزايد بسبب ارتفاع واردات الطاقة، وسجل العجز التجاري التونسي مستوى قياسيًا مرتفعًا عند 5.82 مليار دولار في أول 11 شهرًا من 2017، بزيادة 23.5% على أساس سنوي.

زر الذهاب إلى الأعلى