يخطىء كثيرا من يظن أن حملة ترشيح الرئيس السيسى لفترة رئاسية قادمة أمرا هينا، فى ظل عدم بروز مرشح قوى يخوض تلك الانتخابات المفصلية فى تاريخ مصر الحديث بما تشهده من أحداث دراماتيكية تجعل أعين العالم مفتوحة على مصراعيها وترصد عن كثب طبيعة ما يجرى على الساحة الحالية من أحداث وتطورات.
صحيح أن حملتى “كلنا معاك من أجل مصر” و “علشان تبنيها” قد رصدت أكثر من 25 مليون مواطن يدعمون ترشيح الرئيس لفترة رئاسية ثانية، لكن يصبح ضرويا جدا أن تشهد اللجان الانتخابية حضورا مكثفا طوال أيام إجراء العملية الانتخابية لتقديم صورة حقيقية تعكس وعى المواطن المصرى بانجازات الرئيس طوال أربع سنوات ماضية من العمل الشاق والمضنى لتأمين مستقبل أفضل للمصريين.
شهدت فعاليات “علشان نبنيها” و”كلنا معاك من أجل مصر” خلال الأشهر الخمسة الماضية حملة طرق أبواب للميادين والقرى والنجوع للتعريف بالإنجازات والمشروعات القومية والتحديات الاقتصادية و الأمنية والدولية التى تواجه الدولة المصرية فى مرحلتها الحالية، وتنبيه الشعب بما يحاك ضد الدولة من مؤامرات خارجية وداخلية ، وذلك عبر سلسلة من المؤتمرات والندوات، وتذكير المواطنين بما نجحت فيه المؤسسة العسكرية فى القطاعات المدنية بقيادة الرئيس السيسى من إزالة خطر جماعة الإخوان الإرهابية” عندما تصدى لهم بجسارة فى 30 يونيو 2013، وقد استطاع بعون الله ورعايته من كسر شوكتهم وكشف مؤامرتهم التى حيكت ضد مصر والمصريين.
ولقد أكدت الحملتين على أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أعاد صياغة الوطنية المصرية بحكمة وواقعية من جديد من خلال إنجازات حقيقية تمس كافة المواطنين على أرض المحروسة، كما أنه يعد أول رئيس مصرى يقتحم قضية العلاقات الإسلامية المسيحية ولم يترك مناسبة لاشقائه فى الوطن والدم ودوما هو طرف مشارك بالأفكار والرؤى العصرية التى تستلزم لغة خطاب دينى جديد يجمع ولا يفرق بروح السلام والمحبة المعروفة فى تاريخ الحضارة المصرية على مر السنيين، كما برز أيضا من خلال الندوات والمؤتمرات أن الرئيس السيسى أحدث توازنا فى السياسة الخارجية المصرية واتجه إلى كافة القوى الكبرى ولم يكن ذلك التوازن موجوداً من قبل، خاصة فى الثلاثين عاما المصرية، والتى شهدت حالة من الركود السياسى والاجتماعى والاقتصادى والثقافى على كافة الأصعدة.
أوضحت الحملتين أمام الرأى العام داخليا وخارجيا أن الرئيس ركب الصعاب وهو راضى وارتضى الإصلاح انطلاقا من حس إيمانى عميق ومعرفة حقيقية بطبيعة بلده وشعبه الذى فوضه أكثر من مرة فى مكافحة الإرهاب والتصدى لقوى الشر من ناحية، ومن ناحية أخرى السماح له بإحداث نقلة نوعية فى مجالات التنمية المختلفة على كافة الأصعدة ، وهو فى ذلك لا يؤمن بخداع المواطن بل على العكس تماما أصر منذ البداية على المكاشفة الحقيقية ومواجهة القررات الصعبة، إلى جانب اهتمامه البالغ بالقوات المسلحة لتكون قوية وليس لخوض الحرب، فمعلوم أن مصر قدرها بحكم الجغرافيا والتاريخ أن تواجه كل العواصف والأنواء التى تحيط بالمنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط.
سلسلة من المؤتمرات والندوات التى بدأت منذ 27 أغسطس 2017 طافت غالبية أقاليم مصر تحت عنوان “صناعة الأمل” بمشاركة نخبة من المتخصصين فى المجالات الاقتصادية والخدمية والأمن القومى ، ظلوا طوال تلك الشهور يفندون مشاكلنا ويشرحون لنا التحديات فضلا عن التعريف برحلة إنجاز الشعب والدولة التى تمت منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن وضرورة استكمالها فى المرحلة القادمة لعبور بر الأمان ، حيث إن مصر تمر بمرحلة حرجة ، وتعيش أزمات اقتصادية طاحنة تنال من بسطاء هذا البلد ، الأمر الذى يشير إلى أن أى دولة فى مرحلة النهوض تحتاج إلى أبنائها المخلصين بمزيد من الجهد والعرق أكثر من أى وقت مضى .
ويبدو الهدف الأسمى للحملتين مجتمعة هو دعم ترشح الرئيس عبد الفتاح السيسى لفترة رئاسية جديدة ، وذلك تقديراً لجهوده خلال الفترة الرئاسية الأولى فى محاربة الإرهاب والفساد وترسيخ الأمن وما حققه من انجازات ومشروعات قومية، لكن ذلك لاينفى أبدا بيان حجم التحولات التى شهدها المجتمع على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وتطوير المنظومة الصحية والتعليمية والثقافية ، مستندة فى ذلك لحجم الإنجازات التى تحققت فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، والتى فاقت فى الواقع ما تم تحقيقه فى 30 عاما .
كما أن الحملتين كانتا وماتزال لديهما عملية منظمة على مستوى المحافظات لتقديم الخدمات لجميع المصريين، ولعلهما سوف تترجمان حجم الإنجازات تلك فى يوم الانتخابات المقبلة، ولتكن رسالتنا للعالم فى الانتخابات القادم : أننا نقف جميعًا خلف قيادتنا السياسية، ولنا كل الفخر أن يرأسنا رئيس بحجم الرئيس عبدالفتاح السيسي، فالواقع العملى يعكس بما لايدع مجالا للشك إن مصر استعادت فى عهد الرئيس السيسى جزءا كبيراً من مكانتها الخارجية بفضل السياسة المتوازنة والحكيمة من خلال أداء رفيع المستوى فى كافة القمم والمؤتمرات على الصعيدين العربى والدولى ، وذلك بتقديم المشورة وعرض تجربة مصر الفريدة فى التصدى للإرهاب.
وهو ماظهر جليا مع حملة “مواطن التى اتخذت شعاراً لها وهو “كلام من القلب”، حيث تحاول أن تعكس ما يدور فى خاطر وقلب المواطن البسيط تجاه الرئيس عبد الفتاح السيسى، ومن ثم تفاعلت كافة الفئات فى التوقيع على استمارات دعم ترشيح الرئيس لفترة رئاسية قادمة محفوفة بالأمل، ولذا استهدفت الحملة كل أبناء الشعب من عمال وفلاحين وحرفيين وموظفين وطلاب وأساتذة جامعات وغيرهم من الذين عاشوا مع رئيسهم خلال فترته الأولى ولمسوا بأنفسهم – رغم الصعوبات التى تواجه المجتمع – حجم الإنجاز والعمل والجهد الذى بذل من أجل مصر، رغم التحديات والصعوبات التى واجهت الدولة المصرية خلال السنوات الأربع الماضية.
والآن تصبح المطالبة باستمرار الرئيس لكى يكمل ما بدأه فى مسيرة البناء ضرورة حتمية، رغم شعور فئة كبيرة من أبناء الشعب ببعض المعاناة نتيجة القرارات الاقتصادية المصيرية التى كانت كالدواء المر الذى لا بديل عنه، ولكنهم فى النهاية يشعرون برضا وقناعة بأن القادم أفضل والعجلة ستدور وسيحصدون هم وأبناؤهم ثمار الصبر فى مصر جديدة ستستعيد مكانتها بين الأمم المتقدمة بإذن الله وتوفيقه ، ومن ثم فقد شهدت المؤتمرات والندوات التى أقيمت طوال الشهور الماضية تطوع الآلاف فى كافة محافظات مصر للمشاركة فى فعالياتها التى تنقسم إلى عدة محاور، منها توقيع استمارات لمطالبة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالترشح للانتخابات المقبلة، فضلا عن حملة طرق أبواب للميادين للتعريف بالإنجازات والمشروعات القومية والتحديات الاقتصادية و الأمنية والدولية التى تواجه الدولة المصرية، بالإضافة الى سلسلة من المؤتمرات تحت عنوان “صناعة الأمل” بمشاركة نخبة من المتخصصين فى المجالات الاقتصادية والخدمية و الأمن القومي، للتعريف برحلة إنجاز الشعب والدولة التى تمت منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن وضرورة استكمالها.
فى الوقت نفسه تفاعلت بعض الأحزاب المصرية التى تؤمن بأن من يحب مصر عليه بالعمل، ومن أجل ذلك قالها المؤتمرين فى كافة المحافظات “عشان كده بنقول للرئيس عبد الفتاح السيسى إحنا معاك من أجل مصر بندعوك للترشح لفتره رئاسية ثانية حتى ترى نتيجة مشروعاتك القومية التى بدأتها، وتوحيد القدرات والطاقات والإمكانيات المتاحة والعمل على تعظيمها لخدمة الأهداف الرئيسية والثوابت المشتركة المتفق عليها وفق وثيقة تدعو للعمل المشترك، وقد أكدت الأحزاب التى وقعت على هذه الوثيقة الالتزام بالثوابت الأساسية الآتية وهى:
– العمل على توحيد قوى الأحزاب السياسية والتنسيق بينها فى كافة المواقف القومية.
– دعم وحماية مؤسسات الدولة المصرية، واعتبار الوحدة الوطنية بين جناحى الأمة المسلمين والمسيحيين خطا أحمر وأن قواتنا المسلحة والشرطة خط أحمر.
– دعم الخدمات الأساسية للمواطنين، وخاصة فى مجال الصحة والتعليم وتيسير سبل العيش الكريم للمواطنين ورعاية وحماية محدودى الدخل والفقراء.
– العمل بكل قوة لتمكين المرأة والشباب سياسيا واقتصاديا ورعاية أصحاب الاحتياجات الخاصة.
– دعم تحركات الدولة المصرية للحفاظ على حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل.
– الحفاظ على هوية مصر العربية لتحقيق الوحدة العربية الشاملة بما يحافظ على الأمن القومى العربي.
– التأكيد على مبدأ التواصل والتشاور المستمر للحكومة مع كافة الأحزاب السياسية.
– الاصطفاف الوطنى خلف القيادة السياسية فى حماية حدود مصر والجبهة الداخلية للقضاء على الإرهاب.
– التأكيد على أهمية المشاركة فى الاستحقاقات الدستورية وفى مقدمتها انتخابات رئاسة الجمهورية.
– التأكيد على حرية الصحافة والإعلام بشرط إتاحة الفرصة لجميع الآراء والاتجاهات للتعبير عن نفسها فى إطار مبادئ الدستور.
وفضلا عن ماسبق فقد اتفق رؤساء الأحزاب على أن يعتمد الهيكل التنظيمى للتحالف على مبدأ ومنهج القيادة الجماعية والعمل بروح الفريق، واعتبار أن هذا التحالف هو البداية على الطريق الصحيح لعمل حزبى سياسى جديد على أرض مصر، وأن الباب سيظل مفتوحا لانضمام أحزاب أخرى إليه تلتزم بهذه الوثيقة خاصة أن العمل الوطنى يحتاج إلى الجميع من أبناء مصر، وأن أرواح الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم دفاعا عن الوطن وأمنه واستقراره ووحدة أراضيه تنادى الجميع أن يتوحدوا تحت مظلة مصر، خاصة أن هناك قوى معادية فى الداخل والخارج تستهدف مصر الدولة ومصر الحضارة ومصر التاريخ، وأن وحدة الشعب المصرى هى حائط الصد المنيع لإسقاط مخططات تلك القوى وعلى الأحزاب السياسية أن تقدم القدوة والمثل لشعب مصر العظيم.
وأخيرا لسنا بصدد الحديث عن إنجازات الرئيس خلال الفترة الأولى ولن نقول إن “السيسي” قضى على أزمة الكهرباء، وأصبح هناك فائض فيها، وأقام أكبر مشروع استزراع سمكي، وأقام الطرق الجديدة، وأقام أكبر محطة طاقة شمسية فى مصر، ورفع مستوى الجيش المصرى إلى رقم 10 على مستوى العالم، بل نقولها صريحة وقوية تحيا مصر برئيسها البار الذى يحنوا على البسطاء فى كل موقع أو مؤتمر أو مكان تطأ قدماه فيها أرض مصر، وبفضل أحزابها الوطنية التى تشارك فى مسيرة بناء مصر الحديثة على أسس موضوعية تكفل لنا جميعا سبيل العيش بكرامة، وفى النهاية يبقى الفضل موصولا لكل أبنائها المخلصين الذين قدموا أروحاهم فداء لترابها المقدس فى سبيل التصدى لقوى الكراهية والظلام من جماعات إرهابية تستهدف مقدساتنا وأبنائنا الآمنين فى بيوتهم وكنائسهم ومساجدهم .. حما الله مصر ورئيسها وشعبها من كل شر وسوء.