تحقيقات و تقاريرعاجل

الإخوان هم داعش قليل الدسم…هدفهم والملالي مشترك

شرحت الكاتبة راشيل إرنفلد السبب الذي دفع الجماعات الإخوانية في الولايات المتحدة وكندا إلى التزام الصمت حيال قمع طهران للمتظاهرين علماً أنّ المجموعات نفسها دعمت بقوة الثورات العربية التي أنتجت حكومة إخوانية قصيرة الأجل في مصر وزعزعة لاستقرار الدول الأخرى.

وفي موقع “أمريكان ثينكر”، أوضحت أنّ منظمات أمريكية وكندية مثل مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية “كير”، جمعية الطلبة المسلمين “أم أس أي”، الجمعية الإسلامية لأمريكا الشماليّة “إيسنا” (بما فيها فرعها الكندي) تتقاسم أجندات مشابهة.

هذه المنظمات تعمل كمظلة لعدد من المجموعات الأصغر، فيما تهدف جمعيّاتها الخيرية إلى توسيع مدى تنفيذ الأجندات الأساسية. وقد تمّ إدراج بعضها في محاكمات ماليّة مرتبطة بنشاطات إرهابيّة. تتمتّع المنظمات برغبة في نشر الدعوة وفرض أي نسخة من الإسلام لإقامة حكم ديني عالمي من خلال النشاط السياسي. هذه الرغبة سمّاها البروفسور كلايف كسلر الإسلام السياسي أو “داعش قليل الدسم”.

فرض الملالي للإسلام السياسي على الشيعة وغيرهم

تتابع إرنفلد فتكتب أنّ الملالي نجحوا في فرض الإسلام السياسي في إيران منذ ثورة 1979، وضاعفوا جهودهم مع مرور الوقت لنشره في كل مكان. لكنّ جهودهم لم تتوقف عند المجموعات الشيعية بل امتدت إلى تنظيم الإخوان وفروعه مثل حماس والجهاد الإسلامي والقاعدة. لكن حكومة الإخوان لم تدم طويلاً في مصر (يونيو 2012 – يوليو 2013) لأن الشعب المصري رفض قمعها باكراً. وتبع الإطاحة بالحكم الإخواني إجراءات تحظر نشاطاته في مصر ولاحقاً في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والبحرين. لكن حينها، كان تيار الإخوان قد وسّع شبكة حضوره في الغرب حيث لا حدود لنشاطاته بل تلقى تشجيعاً في غالب الأحيان. لقد ضاعف زعماء التيار الإسلامي جهودهم لنشر، وفي حال أتيحت الفرصة، لفرض الإسلام السياسي على المسلمين وعلى “الكفار” معاً. وحظرت حكومة السيسي الإخوان وفروعهم واعتقلت عدداً من قادتهم وناشطيهم ووضعت يدها على وثائق تظهر هوية عدد من أتباعهم في العديد من المناطق بما فيها أمريكا الشمالية حيث كان الإسلام السياسي يكسب قوة.

أهمية إصدار لوائح بالتنظيمات الإخوانية

وتعرفت السلطات المصرية إلى أتباع التيار الإسلامي في بريطانيا كممولين لهجمات إرهابية في مصر وسيناء. وقد أمنت القاهرة لائحة بهؤلاء الممولين إلى السلطات الأمنية في بريطانيا. وقد تساعد لائحة مشابهة تشمل ناشطي الإخوان في أمريكا الشمالية والمتعاطفين معهم على تقييد توسع الإسلام السياسي في الولايات المتحدة وكندا. وهنالك حاجة إلى هذه اللائحة لأنّ المجموعات المرتبطة بالتنظيم في أمريكا وكندا محت معلومات مرتبطة بها عن مواقعها الإلكترونية. وأعطت الكاتبة مثلاً عن إيسنا وفرعها الكندي الذي يرأسه مدير تنفيذي معين حديثاً وهو طه غيور الذي كان ناشطاً في مجموعات أمريكية وكندية مرتبطة بالإخوان وتنشر الإسلام السياسي. لقد تحدث بشكل علني عن كيفية تطبيق الشريعة في شمال أمريكا. وفي أحد مقالاته، أشار غيور إلى أنه يمكن تطبيقها من خلال اتباع إجراءات تصاعدية: “إذا لم يتم تبني مقاربة شاملة (للشريعة) عندها يمكن لأحدهم أن يتوقع مشاهدة صور مرعبة عن تطبيق حرفي، انتقائي، متطرف للنص الإسلامي، مثل ما شهدناه في الآونة الأخيرة”.

الإخوان والملالي … الهدف واحد

تشرح إرنفلد أنّ غيور ينصح بنسخته من داعش قليل الدسم لمنع هذا من الحصول. وأوصى مجلس مدرسة مقاطعة تورونتو بغيور كمتحدث يريد الحضور إلى المدارس من أجل “خلق حوار صحي يهدف إلى بناء الجسور بين المجتمعات”. إنّ إيسنا تبشر بفرض الشريعة تدريجياً في شمال أمريكا وهي غير مختلفة عمّا يفرضه نظام الملالي في إيران. لهذا السبب، ليس مفاجئاً عدم إعلان أي من فروع إيسنا أو تنظيمات إخوانية أخرى الدعم للإيرانيين الذين يريدون تحرير أنفسهم من أغلال نسخة الملالي من داعش قليل الدسم.

زر الذهاب إلى الأعلى