السياسة والشارع المصريعاجل

نص كلمة الرئيس السيسي في مؤتمر “حكاية وطن”

 

 

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي – في كلمة ألقاها في افتتاح مؤتمر “حكاية وطن” -أن ما أنجزته مصر على مدار الفترة السابقة إنما ثمره لحلم صاغه هذا الشعب العظيم بعزيمة وتحدي منذ أن قرر أن يثور على من حاول سلب آماله وتطلعاته واختطاف وطنه وسرقة هويته فكانت حكاية وطن.. هي إرادة وإصرار أمة .

وفيما يلي نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي

السيدات والسادة .. شعب مصر العظيم ..

نجتمع هنا اليوم ونحن على مشارف إنهاء فترة رئاسية أو فترة تكليفكم لي بمهمة قيادة هذا الوطن العزيز أو كما اعتبرتها مهمة إنقاذ وطن والحفاظ على حاضره ومستقبلة خضناها سويا وسط أجواء عاتية تعصف بالإقليم ودوامة من سقوط وانهيار لدول المنطقة وأخطار جسيمة تحيط بالوطن ..في كافة الاتجاهات.. وقبل أن نستعرض سويا ما حققناه وما أنجزناه فإنه من المحتم علينا أن نستعرض ما كان من تحديات تواجهنا ولكي نمتلك القدرة على رسم خارطة المستقبل فإنه من الواجب علينا أن نستخلص الدروس والعبر من الماضي ونقيم الواقع على أساس من الموضوعية والتجرد.. ولذلك فانني أجد أنه من الواجب عليا أن أتقدم إليكم بكشف حساب بفترة رئاسية في كل مجالات العمل الوطني من خلال جلسات للنقاش والحوار وتبادل الرؤى تتسم بالشفافية والمصارحة نستعرض خلالها التفاصيل والبيانات في إطار عرض للأرقام والحقائق المجردة وتحليلها على أساس علمي وفني..

سنروي سويا حكاية وطن ما بين الرؤية والأنجار كيف كنا ..كيف أصبحنا وستكون الرواية رواية الصدق .. الصدق وحده ولا شيئ سواه .

وأقول لكم الحق أن ما انجبته الأمه المصرية العريقة على مدار الفترة السابقة إنما هو ثمرة لحلم صاغه هذا الشعب العظيم بعزيمة وتحدي منذ أن قرر أن يثور على من حاول سلب آماله وتطلعاته واختطاف وطنه وسرقة هويته فكانت حكاية وطن هي إرادة واصرار أمة

إنها رواية شعب عظيم استطاع في أربع سنوات بتماسكه وتلاحمه ووحدته أن يقف صامدا متحديا التحدي ذاته واجتاز بقوته وصلابته اعتى المخاطر وقصة شعب عظيم رفض أن يخضع لغير إرادته الحرة أو أن يرضخ لمصير تأباه عزته وكرامته وشموخه .

وتابع السيسي قائلا:- لقد وضعنا سويا حجر الأساس لمشروعنا الوطني الهادف لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة في وطن حر نهض بأيد أبنائه, أبناء شعب كريم قوى.

“أبناء الشعب المصري العظيم لقد استطاع المصريون بوعيهم العميق وبصيرتهم النافذة أن ينقذوا بلادهم من مسار مظلم تحيطه نظر اقتتال داخلي ومؤامرة تسعى لتفكيك دعائم الدولة وإفشالها وإنهاك مؤسساتها، لقد وقف أبناء هذا الوطن العزيز بشجاعة ضد الإرهاب وبذلوا تضحيات هائلة في معركتهم لإعادة الأمن والاستقرار ضد أعداء الحياة والإنسانية.

وكان في صدارة هذه المعركة أبنائنا من رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية, والذي سيكتب التاريخ تضحياتهم وبطولاتهم بحروف من نور في سجل نضال الوطن المصري، وعلى الجانب الآخر كان المصريون في غمار معركة أخرى لا تقل شراسة أو نبلا عن معركة مواجهة الإرهاب وهي معركة بناء المستقبل وإرادة الأمل وزراعة الأمل وإرساء أساس سليم متين لمستقبل هذا الجيل والأجيال القادمة.

ووضعنا سويا حجر الأساس لمشروعنا الوطني الهادف لبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة في وطن حر نهض بأيد أبنائه, أبناء شعب كريم قوي.

الأخوة والأخوات.. إن تاريخ الأمم ليس حلقات منفصلة أو جزر منعزلة بل هو سياق متصل يزدهر بالنضال والانتصارات التي تولد من رحم الصمود والمعاناة، وعلى الدوام كانت أمتنا أمة عظيمة صانعة للفخر والمجد, ولكي نستطيع العبور للمستقبل علينا أن نقف وقفة حقيقة لنستخلص الدروس والعبر لما سبق ونوثق لما تحقق توثيقا حقيقيا ثم نرسم ملامح الطريق إلي المستقبل.

السيدات والسادة الحضور الكريم.. إن من نحياه اليوم هو الناتج لما قمنا به من أمس وعلى مدار 50 عاما مضت تعرضت أمتنا لضربات عنيفة ومتتالية، ودعوني أذكركم بتلك اللحظة التي كادت أن تنكسر فيها إرادتنا الوطنية حين تعرضت لحرب يونيو 67 والذي ما زالنا حتى اليوم نعاني من أثاره وتداعيته, ثم كان العبور للنصر في أكتوبر والذي أعاد الكرامة الوطنية قبل الأرض وتوحدت الأمة العربية كلها تحت لواء النصر.

وما لبثت المنطقة أن تستقر حتى تفجرت الحرب العراقية الإيرانية التي امتدت على مدار 8 سنوات كاملة حصدت خلالها أرواح مئات الآلاف وأهلكت عشرات المليارات من الدولارات من أموال الشعبين.

وتأثرت الدول حولهما وراحت مقدرات الشعوب المجاورة في صراع لا جدوى منه ولا طائل إلا الخراب والدمار ولم تكن الأمة أن تخرج من آتون هذه الحرب حتى تعرضت لهزة أكثر عنفا وجرحا أكثر عمقا حين فوجئنا جميعا بالغزو العراقي للكويت عام 1990 وعلى مدار عقدين من الزمان عصفت الحروب بالعراق, وجرى ما جرى من تدمير لمقدرات الشعوب وإراقة لدماء الملايين وإهدار غير مسبوق للموارد العربية.

وقبل أن تتبدد سحب الحروب من سماء منطقتنا العربية حل عام 2011 بأحداث ألمت بالمنطقة, انفجر خلالها الغضب المكنون في الصدور, وكانت الثورات طامحة للتغيير نحو الأفضل قبل أن تعتليها قوى الشر والظلام باسم الدين تارة وباسم الحرية والديمقراطية تارة أخرى.

ووجدت القوى صاحبة المخططات والأطماع في الثروات والمقدرات العربية ضالتها في انتفاضات الشعوب وما آلت إليه من من وصول الجماعات حاضنة التطرف وراعية الإرهاب إلي السلطة ووجدت الفرصة سانحة لإسقاط الدول العربية والإجهاز على مقدرات الأوطان وتفكيك أوصالها, وكانت الخسائر الناجمة عن الأحداث التي شهدتها مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن هائلة وضخمة وقد حددت بعض التقديرات الدولية حجم هذه الخسائر بحوالي 900 مليار دولار في البنية التحتية وخلفت أكثر من مليون و400 ألف قتيل وأكثر من 15 مليون لاجئ، ومن قبلهم كانت أفغانستان والصومال وما عانته من ويلات الحروب والاقتتال الداخلي.

إنني لا أتحدث عن مؤامرات متصلة، ولكنني أنبه إلي أن الغفلة هي التي تصنع المؤامرة والضعف يبعث على العدوان والتفكيك والانقسام والتشرذم في معاونة الهدم التي نهديها بأيدينا لأعداء الأمة لتحقيق أطماعها.

وتابع الرئيس السيسي قائلا: “السيدات والسادة.. إنني منذ أن بدأت ممارسة حياتي العملية والمهنية كنت أراقب مقدمات ما يجري في منطقتنا وأتابع عن كثب إرهاصات ما يحدث على أرض مصر خلال العقود الماضية.

وفي مرحلة معينة كنت قد توقعت مبكرا, وأدركت أن مصر هي الهدف الرئيسي, والجائزة الكبري لمن أراد بهذه الأمة شرا, وحين تنهض مصر وتستقر تنهض الأمة العربية بأثرها وتستقر, وتتواري الدول من حولها إن هي توارت, غير أن هذا الشعب العظيم كان بالمرصاد لما يدبر لبلاده, وكانت إرادة الله داعمة لمصر وللمصريين وظلت عنايته تظلل أرضها الطيبة التي تجلى بنوره عليها.

أبناء مصر الكرام.. كنت أظن, وليس كل الظن إثم, أن نهاية مسيرتي المهنية لخدمة الوطن هي حين كنت وسط ممثلي فئات وطوائف المجتمع المصري في الثالث من يوليو عام 2013 منحازا ومعي رجال القوات المسلحة بإرادة شعبنا العظيم, وكنت اعتبر أن قمة طموحي قد وصلت إليها حين توليت قيادة الجيش المصري العريق, وأشهد الله سبحانه وتعالى أنني ما كنت طالبا لمنصب أو سلطة ولا متطلع لأي مهام أخري بعد انتهاء مهمتي في قيادة الجيش المصري, الذي أفخر بالانتماء إليه, واعتز بدوره الوطني, ولكنني لم أتردد أمام تكليفكم لي بالترشح لرئاسة الجمهورية وتولي الأمانة وقررت أن أكون مواطنا مصريا

اخترتموه للقيام بمهمة إنقاذ وطن وحماية أمة.

ومنذ اللحظة الأولي اخترت الصراحة طريقا فصراحتكم بحجم التحديات والمخاطر, وحقائق الأوضاع علي الأصعدة السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية وقلت لكم بكل وضوح أن إعادة بناء الدولة المصرية وإحداث تغير حقيقي في حياة المصريين وأبنائهم يستلزم منا جميعا العمل الشاق والتضحيات الجسام والإخلاص والتجرد حتي نصل جميعا إلي الهدف المنشود, وقد أبلغتكم في غير ذات مرة أنني بمفردي لا أستطيع أن أحقق شيئا, لكننا معا نستطيع أن نقهر أعتى التحديات.. لا أستطيع بمفردي أبدا. وخرج الرئيس السيسي عن النص قائلا: “لن يستطيع أي رئيس يعمل حاجة بدونكم.. لن يستطيع”.

لكننا معا نستطيع أن نقهر وأن نصنع لبلادنا مجدا يليق بها وتاريخا نفخر به وتفخر به الأجيال المقبلة, وسبيلنا نحو ذلك هو التوحد حول الوطن والاصطفاف من أجله”.

وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا: – “شعب مصر العظيم .. منذ أن بدأنا مسيرة العمل الوطني معا منذ الثامن من يونيو عام 2014 كانت الرؤية واضحة ومستمدة من آمال وتطلعات هذا الشعب الكريم ,وكان اختياري واضحا حيث قررت أن أقتحم المشكلات وأواجه التحديات في مسارات متوازية من أجل ايجاد حلول حقيقية لا ترتكز الى الحلول الوقتية التى تؤدى الى مزيد من التفاقم بعد حين”.

” وقد كانت فلسفة مسار العمل الوطني في هذه الرؤية قائمة على أهداف أربعة هي .. أولا.. توفير فرص عمل لملايين الشباب المصري لتقليل نسب البطالة واستيعاب حجم التدفق الهائل على سوق العمل ولاسيما من العمالة المصرية العائدة من مناطق الأزمات في البلدان العربية ,وذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات العملاقة ذات الطابع القومي وكان في المقدمة حرصنا على هذه المشروعات هو الاعتماد على الخامات والايادي المصرية والشركات الوطنية.

ثانيا .. تقديم مصر بصورة جديدة إلى العالم كساحة عمل وبناء في كافة المجالات وسط منطقة تموج بالاضطرابات والخراب والدمار حتى تعود إلى مصر مكانتها الإقليمية والدولية التي تليق بها وهو الأمر الذي تحقق بالفعل .

ثالثا.. إنشاء قاعدة صلبة للبناء الصناعي من اجل تحويل مصر إلى مركز صناعي دولي متقدم من خلال تشييد البنية الأساسية اللازمة لإنشاء هذا المركز عبر إقامة شبكة طرق هائلة وأنفاق تربط الضفة الشرقية والغربية لقناة السويس وإنشاء محطات توليد للطاقة الكهربائية ومحطات مياه الشرب والصرف الصحي ومطارات حديثة وموانئ متطورة ومناطق صناعية متخصصة ,مما يمهد الطريق لجذب الاستثمارات الخارجية وبما يحقق تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطن.

“رابعا :” تحصين الدولة المصرية في مواجهة التحديات والتهديدات والمخاطر وتعزيز عناصر القوة الشاملة للدولة ولاسيما القدرات العسكرية من أجل الحفاظ على الأمن القومي وحدود الدولة وتأمين السلام والدفاع عن مقدرات هذا الوطن ومكتسباته وثرواته”.

” وعلى مدار فترة مسؤوليتي حققنا طفرة غير مسبوقة في مؤشرات التنمية الاقتصادية أوجز فيما يلي..

أولا.. ارتفاع الاحتياط النقدي إلى حوالي 37 مليار دولار بعد أن كان 16 مليار دولار في عام 2014.

ثانيا.. انخفاض ميزان العجز التجاري في العامين السابقين بمقدار 20 مليار دولار منها 4 مليارات دولار زيادة في الصادرات المصرية بالخارج , بالإضافة إلى انخفاض الواردات بمبلغ 16 مليار دولار.

ثالثا.. كما انخفضت معدلات البطالة من 13.4 % إلى 11.9 % ويأتى ذلك في ضوء توفير فرص عمل كثيفة في المشروعات القومية الكبرى وبما يصل إلى 3.5 مليون عامل.

رابعا.. انخفاض معدلات التضخم من 35% إلى 22% خلال الشهر الحالي ونستهدف الوصول بها إلى نسبة 13%.

خامسا.. تراجع عجز الموازنة العامة كنسبة للناتج المحلي الإجمالي من 16.7% عام 2013 إلى 10.9% عام 2017.

سادسا.. ارتفاع تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة بنسبة 14% في العام المالي 2016-2017, وقد بلغ إجمالي حجم استثمارات مشروعات التنمية منذ منتصف 2014 نحو تقريبا 400 مليار جنيه في مشروعات الأسكان والتشييد ومياه الشرب والصرف الصحي والتنمية العمرانية”.

” وللقضاء على ظاهرة العشوائيات والمناطق غير الأمنة وتوفير المسكن الملائم للمصريين شرعت الدولة في تنفيذ خطة متكاملة للأسكان الاجتماعي تستهدف فئات الشباب وكذلك القضاء على العشوائيات , حيث تم بناء 25 ألف وحدة سكنية لتوفير مسكن ملائم لقاطني المناطق العشوائية الخطرة. وخرج الرئيس عن النص قائلا:” وهنا عايز أفكر نفسى وأفكركم إن إحنا قلنا نحن نستهدف في 30 يونيو 2018 أن نكون أنجزنا ما يساوي 180 الف وحدة سكنية لأهالينا بهذه المناطق”.

وتابع الرئيس السيسي قائلا: “كما تم تنفيذ 245 ألف وحدة سكنية إسكان اجتماعي للمواطنين بتكلفة إجمالية بلغت 32 مليار جنيه وجاري تنفيذ 355 ألف وحدة بتكلفة71 مليار جنيه.. ( يعني إحنا بنتكلم على تقريبا 600 ألف وحدة سكنية بتكلفة حوالي 100 مليار جنيه).

ولتعظيم أحوال الدولة وتحسين البنية التحتية والاستثمارية وتسيير حركة نقل المواطنين والبضائع تم تحقيق نهضة ضخمة في مجال تطوير شبكة الطرق القومية حيث بلغ ما تم إنشاؤه وتطويره من طرق حوالي 7 آلاف كيلومتر (وده إحنا اللي مستهدفينه برضو 2018/6/30) بتكلفة إجمالية تخطت 85 مليار جنيه, وما يقرب من 200 كوبري تكلفتهم حوالي 25 مليار جنيه.

وعلى مسار مواز, كانت مواجهة أزمة انقطاع الكهرباء منذ يوليو 2014, وسد العجز المزمن في توليد القوة الكهربائية, في مقدمة أولويات الدولة.. حيث تم إضافة قدرات كهربائية بلغت 25 ألف ميجاوات من الطاقة التقليدية والمتجددة حتي يونيو 2018 تكافئ حوالي 12 ضعف قدرة السد العالي.

وخرج الرئيس عن النص قائلا (أن عاوز أقف عند نقطة الكهرباء لأن البعض يتصور منا أن الكهرباء المطلوبة منا فقط هي محطات توليد طاقة وأنا عاوز أقولكم إن إحنا شغالين في إنشاء شبكة نقل لكهرباء متقدمة ومحطات تحكم قد تصل تكلفتها حوالي من 60 إلى 70 مليار جنيه.. المحطات مش هتبقى كفاية, وكفاءة استخدامها لن تتحقق إلا بإننا نؤهل الشبكة اللي بتنقل هذه الطاقة وكمان محطات التحكم ليها).

عودة للنص: “ولتوفير احتياجات الدولة من الوقود سواء لاستخدام المواطنين أو للاستخدامات الصناعية والاستثمارية فقد تم تنفيذ خطة طموحة لتطوير قطاع البترول من خلال توقيع 62 اتفاقية بحث واستكشاف, حيث تم تضاعفت الاحتياطات المضافة من اكتشافات الغاز الطبيعي 8 أضعاف عن مثيلاتها خلال الفترة من 2010 إلي 2014 لتصل إلى 36.8 تريليون قدم مربع وتم تنفيذ مشروعات لتمية حقول الغاز الطبيعي بإجمالي استثمارات بلغت 12.6 مليار

دولار ليصل إنتاجها إلى 5 ملايين قدم مربع في اليوم بزيادة قدرها 130% عن الفترة من 2010 إلى 2014.

الأخوة والأخوات.. لم يشغلنا الحاضر وتحدياته عن العمل في إطار رؤية بناء المستقبل وصياغته بما يمهد الطريق من أجل حياة أفضل للأبناء والأحفاد.. لقد استشرفنا متطلبات الغد بالمواءمة مع ضرورات اليوم, وكانت رؤية مصر 2030 هي الرؤية الوطنية التي تشمل كل مجالات العمل الوطني, وانطلقنا في تنفيذها بعزم وإصرار ليأتي الجيل التالي الذي سيحمل مسئولية البلاد ويستكمل خطواتها ومراحلها ويرفع بناء مصرنا الجديدة.. وقد ارتكزت هذه الرؤية على زيادة الرقعة العمرانية على أرض مصر لمواجهة الزيادة السكانية المتنامية, والتي تمثل تحديا كبيرا فلقد بلغ تعداد المصريين الآن ما يفوق 100 مليون نسمة, ومن المقدر أن يصل هذا الرقم إلى 150 مليون نسمة في عام 2030, ولذلك فقد كان من الحتمي أن نبدأ على الفور في بناء عدد من المدن الجديدة المتطورة تواكب متطلبات الحياة والتقدم في عصر جديد, وانطلقنا وفق خطة مدروسة ومرسومة نقيم العاصمة الجديدة و13 مدينة أخرى في شمال الدلتا وشرق القناة في سيناء والساحل الشمالي وفي صعيد مصر, توفر المسكن اللائق وفرص العمل الواسعة والمرافق والخدمات المتطورة لعشرات الملايين من المصريين خلال السنوات المقبلة”.

وتابع الرئيس عبد الفتاح السيسي قائلا ” جنبا إلى جنب مع بناء المدن الجديدة شرعنا في إقامة مشروع عملاق هو استصلاح وزراعة مليون ونصف المليون فدان وذلك فى إطار خطة طموحة تستهدف استصلاح 4 ملايين فدان وهو ما يعادل قرابة نصف مساحة الرقعة الزراعية التي امتدت على أرض مصر منذ عمق التاريخ إضافة إلي مشروع أخر لإنشاء 100 ألف صوبة زراعية تعادل في إنتاجها مليون فدان.

ومع كل ذلك شرعنا في إقامة مشروعات كبرى للاستزراع السمكي بشمال الدلتا وشرق القناة بجانب مشروعات ضخمة لمزارع الإنتاج الحيواني والدجاجي, وغايتنا من كل ذلك هي توفير الاحتياجات الغذائية للمواطنين والقادمين الجدد من المواليد في بلد يعتمد على الاستيراد فى جانب كبير من غذائه كذلك زيادة المعروض من المحاصيل والخضر والفاكهة واللحوم والأسماك للحد من أسعارها بل وتخفيضها بجانب توفير الملايين من فرص العمل في التجمعات الزراعية الصناعية التى نقيمها حول مشروعات الاستصلاح والاستزراع السمكى والثروة الحيوانية .

فى ذات الوقت أولينا اهتماما كبيرا بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة وقطعنا شوطا وخطوات واسعة في إنشاء مدن صناعية متخصصة كمدينة الجلود بالروبيكى ومدينة الأثاث بدمياط وغيرهما, كما خصصنا 200 مليار جنيه قروضا ميسرة للشباب من البنوك بفائدة مخفضة لا تتجاوز 5% لتوفير التمويل اللازم لهم لإنشاء مشروعات صغيرة منتجة تفتح لهم مصادر الرزق وتوفر لغيرهم فرص عمل واسعة .

الأخوة والأخوات .. لقد انجزنا خلال أقل من 4 سنوات ونكاد ننتهي من إنشاء ما يقرب من 11 ألف مشروع على ارض مصر بمعدل 3 مشروعات في اليوم الواحد وهو رقم قياسي غير مسبوق لأي دولة ناهضة وتبلغ تكلفة هذه المشروعات نحو 2 تريليون جنيه .

وخرج الرئيس عن النص قائلا “هتوقف عند هذه الأرقام, الكثير ممن يسمعوني هيقولوا إزاي ومش ممكن, وأنا بقولهم في كتير من البيتعمل انتو ماشوفتهوش وماتعرفوش عنه أي حاجة خالص, هقول حاجة “30 يونيو 2018” هيكون غير المليون ونصف المليون فدان بيتزرع على جنب 200 ألف فدان تانيين ولو وزير الزراعة صدق معايا فى كلامه وخلص الـ20 ألف فدان الى أنا طلبتهم منه هيكون 220 ألف فدان, وانا باتكلم بكل جد أواخر عام 2018 ونصف 2019 يبقى مليون فدان, انا بكلمكم كلام حقيقى ومليش دعوة بالمليون ونصف فدان بتوع شركة “الريف المصرى” أنا بتكلم عن حاجة تانية بتتعمل دلوقتى وشغالة بالفعل, بجانب ده انا بتكلم وقولت قبل كدا أن احنا وصلنا إلى 100 ألف صوبة ومليون رأس ماشية ومزارع سمكية تقرب من 40 ألف فدان, انتو عارفين 2 تريليون جنيه ده رقم كبير أوى, المهم الناس ماتقولش الفلوس بتيجى منين بس ” .

زر الذهاب إلى الأعلى