أعلن مسئول في العاصمة الأفغانية كابول أن مسلحين اثنين على الأقل من المسلحين الأربعة، الذين هاجموا فندق انتركونتيننتال بكابول مساء أمس السبت قتلا.
وقال نجيب دانيش المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية لوكالة الأنباء الألمانية ( د.ب.أ. )، إن قوات الأمن الآن في الطوابق العليا للفندق، وتم نقل بعض النزلاء المحاصرين من داخل المبنى بأمان أثناء عمليات التطهير، مشيرا إلى أنه لا يوجد ما يمكن قوله عن عدد الضحايا في الحادث حتى الآن ، وأنه لا يستطيع الإدلاء بمعلومات بشأن إقامة ضيوف أجانب في الفندق.
وأوضح دانيش لقناة “طلوع نيوز” المحلية أنه ” تم قبل أسبوعين تكليف شركة خاصة حماية أمن الفندق. ونجري تحقيقا لمعرفة من أين دخل منفذو الهجوم الذين قد يكونون استخدموا الأبواب الخلفية للمطبخ، فكان هناك إطلاق نار عشوائي، لكن لم نسمع دوي أسلحة ثقيلة تستخدم من الداخل”، محذرا السكان المقيمين بجوار الفندق بلزوم داخل منازلهم.
وفي وقت سابق، قال نصرت رحيمي، وهو متحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية، لوكالة الأنباء الألمانية إن المهاجمين أشعلوا النار في مطبخ الفندق و ارتكزوا في الطابقين الرابع والخامس من المبنى، وأن قوات خاصة طوقت المنطقة.
ويعمل الفندق بمثابة نقطة التقاء لنخبة العاصمة الأفغانية ويستقبل العديد من الضيوف الدوليين. بينما قال أحد النزلاء اتصلت به وكالة فرانس برس “اسمع أصوات الطلقات التي يبدو أن مصدرها الطابق الأول، لكن لا أعرف أين هم. نحن مختبئون في غرفنا. اعملوا على وصول النجدة بسرعة”. وأوضح النزيل أنه موجود في الطابق الثالث.
ويأتي الهجوم الذي لم تتبناه أي جهة حتى الآن، بعد سلسلة تحذيرات محددة صدرت في اليومين الماضيين بشأن الفنادق وأماكن تجمع الأجانب في كابول. وتنظم في فندق انتركونتيننتال الفاخر في كابول والذي يضم أربعة مطاعم، لكنه لا يتبع سلسلة الفنادق العالمية التي تحمل الاسم ذاته، حفلات زفاف ومؤتمرات واجتماعات سياسية. ويقبل على شرفاته المضيئة المطلة على كابول أفراد الطبقة الثرية.
وقال لفرانس برس المسئول في وزارة الاتصالات عبدالله ثابت إن نحو أربعين شخصا بين مديرين ومسؤولين محليين كانوا مساء السبت في الفندق، لحضور مؤتمر كان سيعقد الأحد. وأوضح ” لا نعلم ما إذا كانوا أصيبوا أو قتلوا”.
وكان الفندق شهد صباح السبت مؤتمرا عن الاستثمارات الصينية في أفغانستان، إلا أن دانيش أوضح أنه لم يكن من المقرر عقد أي مؤتمر مساء السبت.
والفندق الذي فتح أبوابه للمرة الأولى في 1969، كان تعرض لهجوم في يونيو 2011 تبنته حركة طالبان وأوقع 21 قتيلا. واقتحمت حينها مجموعة من تسعة مسلحين الفندق. وتطلب إنهاء الاعتداء تدخل القوات الخاصة الأفغانية بدعم من مروحيات الحلف الأطلسي. ومنذ ذلك التاريخ بات الفندق تحت حراسة أمنية مشددة مع مداخل خاصة وعمليات تحقق من السيارات وبوابات إلكترونية عند المداخل. لكنه محاط بحدائق ومناطق خضراء قد تتيح التسلل خلسة إليه.
وقالت مراسلة لفرانس برس دخلت الفندق صباحا لحضور المؤتمر، إنه يمكن تفادي عمليات التفتيش عند المدخل بالقفز من فوق الحواجز. ويأتي هجوم السبت بعد أيام من زيارة وفد مجلس الأمن الدولي لكابول، والتي انتهت الإثنين الماضي وغداة اجتماع وزاري لمجلس الأمن في نيويورك خصص لأفغانستان.