لأول مرة، تحدث أرمل خبيرة التجميل البريطانية من أصل باكستاني التي أعدمت في جريمة شرف، كاشفاً تفاصيل شهورها الأخيرة. وانسابت كلمات سيد مختار كاظم المؤثرة في وثائقي أعدته هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، يذاع نهاية الشهر الحالي، حسب «العربية نت»، الاثنين.
وقضت سامية شهيد، 28 عاماً، وهي بريطانية من أصول باكستانية كانت تقيم في برادفورد ببريطانيا، في جريمة شرف بعد أن ودعها زوجها الثاني، في رحلتها الأخيرة من دبي إلى باكستان، حيث عثر عليها متوفاة في منزل عائلتها بولاية البنجاب في باكستان في يوليو 2016.
وقال مختار إن أرملته أغريت بالسفر إلى باكستان، وهناك اغتصبت وقتلت خنقاً على أيدي طليقها الأول ابن عمها، محمد شاكيل، بدعم من أفراد من الأسرة الذين كانوا غاضبين للغاية من زيجتها الثانية، عقب انفصالها بالطلاق عن الزوج الأول دون علم الأسرة، نقلاً عن «ديلي ميل» البريطانية.
وحققت الشرطة الباكستانية مع والد سامية، وسط شبهات بمشاركته في جريمة إعدامها دفاعاً عن شرف العائلة، لكن أطلق سراح الأب، محمد شهيد، بكفالة في يناير، بعد أن نفى التورط في قتلها.
وقال الزوج الثاني، الذي ارتبط بالضحية عام 2014 بعد طلاقها من زوجها الأول شاكيل، إن أقارب زوجته استدرجوها من منزلها الجديد في دبي، الذي انتقلت إليه عام 2015، إلى باكستان بعد أن زعموا أن والدها مصاب بمرض خطير.
كما أكد كاظم أنه تلقى خبر وفاة زوجته بعد وصولها باكستان بستة أيام فقط. وبعد مرور 8 أيام على الحادث، اعتقلت الشرطة الباكستانية كلا من زوج سامية الأول ووالدها. واعترف طليقها بأنه قتلها خنقاً بوشاح، وهو ينتظر المحاكمة حتى الآن.
وأوضح مختار أن زوجته كانت تحاول استرضاء عائلتها التي لم تخفِ إحساسها بالعار بسبب فشل زواجها الأول.
وتشير التقديرات إلى أن ما يقرب من 1000 امرأة يقتلن في باكستان كل عام لانتهاكهن الأعراف المحافظة حول الحب والزواج والسلوك العام.
زواج مخطط
وكان والدا سامية قد رتبا زواج سامية بابن عمها شاكيل عندما كانت في الخامسة والعشرين من عمرها. وفي فبراير 2012 انتقلت إلى باكستان للعيش معه، ولكنها لم تكن سعيدة على الإطلاق.
والتقت سامية لأول مرة بمختار في عام 2013 بعد عودتها إلى المملكة المتحدة من باكستان، في محاولة للمساعدة في الحصول على تأشيرة لشاكيل، الذي بقي في البنجاب.
ووجدت سامية مع مختار العاطفة التي افتقدتها مع زوجها، الذي اعتاد على ضربها أثناء إقامتها في باكستان وإصابتها بكدمات، وساءت العلاقة بينهما.
وفي مايو 2014، اقتربت سامية من إمام محلي لطلب الطلاق بموجب الشريعة الإسلامية، وفي سبتمبر 2014، تزوجت ومختار في حفل سري، وصفه الأخير بأنه «أسعد أيام حياته».
وفي نهاية المطاف، وبحلول مايو 2015، اتخذت سامية قرار الانضمام إلى زوجها مختار في دبي. وفي يوليو 2016، أخبرتها أسرتها أن والدها كان مريضاً جداً وقريباً من الموت. ووصلت سامية إلى باكستان يوم 14 يوليو 2016، وعثر عليها ميتة في منزل عائلتها بعد 6 أيام.
وقال مختار إن زوجته تلقت مكالمات هاتفية من أمها وشقيقتها اللتين قالتا إن والدها يوشك على الموت.
ويشير تقرير صادر عن الشرطة في أعقاب وفاة سامية إلى أن والدتها، امتياز، وشقيقتها، مديحة، متهمتان بابتزاز الضحية واستدراجها إلى السفر لباكستان، فيما يعد تحريضاً على القتل.
وكانت سامية قد أخبرت أصدقاءها في المملكة المتحدة عن شعورها بالقلق وعن نيتها الانضمام إلى عائلتها في باكستان، لأنها لن تغفر لنفسها إذا مات والدها. وعلق أحدهم في الوثائقي: «كانت تخشى على حياتها، ولكن لم يكن لديها أي ضمانات بأنها ستعود».
وقاد مختار زوجته إلى المطار في دبي بعد أن أرسلت شقيقتها تذكرة طائرة إلى باكستان. وقال: «كنت مستاء، ولكن عجزت أن أمنعها من السفر. في طريقنا إلى المطار، طلبت منها أن تراجع قرارها، لكنها عانقتني وطمأنتني: لن يحدث شيء».
من جانبه، نفى عم الضحية لوثائقي هيئة الإذاعة البريطانية كل الاتهامات التي طالت دور الأسرة في التحريض على قتل سامية.