أكد السفير محمد الربيع، الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، قدرة مصر على التحدى والوصول إلى حد الكفاية الانتاجية وسد احتياجات المواطن العربى، داعيا إلى توجيه الاستثمارات العربية صوب مصر باعتبارها صمام الأمان، ليس فقط لمواطنيها، بل للمنطقة بأسرها.
وقال الربيع، فى تصريحات له، إن مصر باعتبارها رائدة وحاضنة للعمل العربى المشترك بتاريخها الحافل استطاعت مواجهة مخططات استهداف الأمة العربية التى دبرها أعداء هذه الأمة، وذلك نيابة عن الأمة العربية، داعيا الدول العربية الى ضرورة دعم جهود مصر وزعيمها الرئيس عبد الفتاح السيسى، لأهمية ذلك ليس فقط لمصر ولكن للأمة العربية.
وأكد أن الرئيس السيسى، يستهدف الخروج من الوادى الضيق والتركيز على المشروعات القومية الكبرى وتنويع مصادر التصنيع من الصناعات الخفيفة والمتوسطة الى الصناعات الثقيلة ومن الاطار الروتينى إلى التكنولوجيا المتقدمة للنهوض بالاقتصاد المصرى، وبناء الصناعات التكميلية والمشروعات الكبرى التى تعتمد الحداثة والتطوير لاحداث نقلة نوعية لمصر فى اطار خطة 2030، وإحلال القمح المصرى محل المستورد للوصول إلى حد الاكتفاء الذاتى خلال الفترة القادمة، بل والتصدير الى الخارج أيضا.
وأوضح أن الأمة العربية تعيش أوضاعا استثنائية سواء بالنسبة للدول الغنية أو الفقيرة على وجه سواء، مؤكدًا أن الوضع الاقتصادى لدول المنطقة يعانى من مخططات دولية تستهدف وضع مقدرات هذه الأمة أمام اختبارات قاسية على كافة المحاور.
وحذر الربيع، من أن معظم دول المنطقة يعتمد فى تلبية احتياجاته الحقيقية خاصة من السلع والمنتجات الغذائية الضرورية على شركات ومؤسسات من خارج دولها على الرغم من أن غالبية اقتصادات الدول العربية هى فى الأساس اقتصادات زراعية ومنذ فجر التاريخ.
وأشار إلى أن خطورة الوضع القائم حاليا يتمثل فى ندرة المنتجات والمحاصيل الزراعية فى ظل تنامى معدلات الزيادة السكانية فى غالبية دول الوطن العربى التى ترتفع بنسبة 4% تصل إلى 10 ملايين نسمة سنويا إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة إلى نسبة 18% معظمها فى فئة الشباب من خريجى الجامعات والمعاهد العليا فضلا عن ثبات معدلات التشغيل.
وحث الدول العربية على ضرورة العمل على تنمية القطاع الخاص والحكومى وزيادة الأنشطة المصرفية والتمويل، وإعادة التفكير جديا فى تفعيل مفاهيم وآليات التكامل العربى مع ضرورة ادخال مفاهيم جديدة فى ظل التكتلات الدولية التى تبحث عن مصالحها فى اطار العولمة.
كما دعا إلى أهمية تعظيم الاستفادة من الامكانات والموارد الطبيعية والبشرية التى يزخر بها العالم العربى والاستفادة من تنوع الموارد ووضع البرامج والاستراتيجيات التى تعتمد التكامل والتشابك ووضع برامج للصناعات المختلفة والتبادل التجارى وصناعة البرمجيات والاستفادة من تجارب الدول التى سبقت فى احداث التنمية لمواطنيها مثل سنغافورة والهند وكوريا الجنوبية وماليزيا وغيرها فضلا عن ضرورة الاستفادة من العلماء، وتطوير برامج التعليم وربطه بسوق العمل فى كافة المجالات.
وأوضح أن الدول العربية تنفق المليارات على التعليم، لكن فى النهاية يتوجه النابغون والعلماء الى دول خارج المنطقة حيث يفيدون بعلمهم مجتمعات خارج الوطن العربى مشددا على أنه آن الآوان للبحث عن آلية لتشجيع عودة العقول المهاجرة والترويج للاستثمار داخل المنطقة العربية والعمل على جذب رؤوس الأموال العربية المهاجرة.
ودعا إلى ضرورة الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة والعلوم المتطورة والتركيز على صناعة البرمجيات، مؤكدا ان مسئوليتنا تكمن فى ضرورة حماية الأجيال القادمة بالانتباه إلى المخططات التى تحاك لهذه المنطقة.
كما أكد ضرورة الحفاظ على الموارد المائية وتعميق ثقافة المواطن لترشيد استخدام هذا المورد المهم والحفاظ عليه وضرورة التعاون بين الأقطار العربية ومساندة الجامعة العربية لأداء مهمتها فى تطوير العمل العربى المشترك وحماية الأمة العربية.
وشدد على قدرة الدول العربية لمواجهة التحديات بما تمتلك من امكانات وقدرات وموروثات ثقافية وقيم اجتماعية، داعيا الى توحيد الصفوف وان تكون هناك سياسة اعلامية تعمل على رص الصفوف لحماية الشباب العربى لمواجهة ما يخطط لهم من خلال وسائل الاتصال الاجتماعى وثورة التواصل التكنولوجى التى أصبحت تخترق وتستهدف الثوابت لتفكيك أواصر الأسر والمجتمعات.
ووجه الشكر للإعلام المصرى الذى يرصد هذه المخططات ويوجه التحذيرات لمواجهتها مشددا على ضرورة اعادة التوعية ونشر ثقافة القراءة والإطلاع، كما دعا إلى إقامة المؤتمرات والحلقات النقاشية والاستفادة بخبرات وطاقات المفكرين والمثقفين العرب للتوعية بكافة الأخطار التى تحدق بالمنطقة العربية والتى أصبحت تطال الجميع.
وحول الجهود التى يبذلها مجلس الوحدة الاقتصادية العربية فى مجالات العمل العربى المشترك أوضح السفير محمد الربيع ان هناك الكثير من المجالات التى يعمل من خلالها مجلس الوحدة الاقتصادية العربية لتنشيط التعاون العربى وربط المنطقة العربية بعضها ببعض حيث أنشأ الشركات القابضة التى شملت معظم الأقطار العربية دون استثناء وهو بصدد انشاء المزيد من الشركات التى تركز على الأمن الغذائى العربى وإعداد برنامج يستهدف تحقيق تحسين معيشة المواطن العربى من خلال الاعتماد على الصناعات التحويلية وكيفية خلق قيمة مضافة للمواد الخام من خلال التصنيع الكامل ونصف المصنع بدلا من الاعتماد على تصدير هذه المواد على هيئتها الخام وخلق فرص العمل المشترك تحت شعار صنع فى الوطن العربى.
وأضاف أن الدول العربية لديها تاريخ فى الكثير من الصناعات مثل الصناعات التقليدية والسلع الغذائية والنسيجية والحرفية وغيرها التى يمكن تطويرها والمنافسة بها، موضحًا أن هناك مشروعات لإنشاء شركة لتصنيع الجرارات وتصنيع الأسماك وتعليبها واللحوم الحمراء للاستفادة مما تملكه الدول العربية من ثروات فى هذه المجالات إلى جانب مشروع للصناعات الدوائية لتأمين احتياجات المواطن العربى من الدواء إلى جانب نشاط الشركة العربية للصناعات الدوائية التى تؤدى دورها لتوفير المستلزمات الطبية والدوائية.
وقال إننا “قمنا بإنشاء جهاز لتسويق منتجات الدول العربية خارج الوطن العربى والمنافسة فى الأسواق الخارجية”، كما دعا إلى مشروعات الربط بالسكك الحديدية بين دول المشرق والمغرب العربى بدلا من الاعتماد على الطرق البرية فى نقل البضائع والاستفادة من انخفاض الأسعار فى هذا المرفق قياسا بمرافق النقل البديلة، كما دعا إلى تطوير الصناعات النفطية وصناعة البتروكيماويات والتكاتف لإعادة اعمار الدول العربية التى تأثرت من مخططات استهدافها والعمل على اعادة تنميتها بما يعود بالنفع على مواطنيها.