الحوارات مع القنوات الفضائية الأجنبية، جلبت المشكلات لرئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح، وتسببت في إلقاء القبض عليه؛ لما احتوته على تحريض ضد الدولة، خصوصا حواره على قناة “الجزيرة” القطرية، وقناة العربي الجديد المقربة المحسوبة على النظام القطري أيضا، وتبث من العاصمة البريطانية “لندن”.
واليوم، وعقب ساعات من إلقاء القبض على أبو الفتوح واتهامه بنشر أخبار كاذبة وشائعات ضد الدولة، قامت قناة “بي بي سي” البريطانية بإذاعة الحوار الأخير مع رئيس حزب مصر القوية، قدر له شخصيا عدم مشاهدته أثناء إذاعته؛ لوجوده داخل سجن “طره” الآن.
واتسم حواره مع القناة البريطانية بنبرة أكثر اتزانا وهدوءا عن تلك التي استخدمها مع القنوات القطرية السابق الإشارة إليها، وتطرق أبو الفتوح خلال اللقاء إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، معربا عن تطلعه لوجود رئيس للبلاد، ضمن انتخابات حقيقية وشفافة، لافتًا إلى أنه يمني النفس بوجود برلمان منتخب يمارس الدور التشريعي والرقابي على أكمل وجه، معقبًا: «لما يحصل كده دي شيء يشرفني ويجعلني مرفوع الرأس أمام العالم.. مصر دولة كبيرة ولها قدر، ويفخر بها العالم العربي والإسلامي، يجب أن تعيش حياة ديمقراطية».
واعترف أبو الفتوح، أنه بعد ثورة 30 يونيو، انخرط عدد من شباب جماعة الإخوان في العمل الإرهابي، وقاموا برفع السلاح في مواجهة مؤسسات دولته، مستنكرا تصرفات هذه العناصر في ممارسة العنف والتطرف ضد الدولة، معقبًا: “لو أخويا أو أبويا خالف القانون ورفع السلاح ضد أبناء وطنه، فإنه يستنكر ذلك بشدة”، لافتًا إلى أنه لا يجد مبررًا لممارسة أحد العنف، نتيجة تعرض أحد من أسرته للاضطهاد أو القتل أو السجن، متابعًا: «أرى أنه لا طريق لنا إلا العمل السلمي، والنضال المسلح ضد الدولة لن يأتي بنتيجة، وسيأتي بمزيد من الخسائر».
وشدد على أنه يرفض وبقوة الإرهاب المسلح الموجود في سيناء، واصفًا تنظيم داعش الإرهابي بـ”الصهيوني”، معلنا في هذا السياق على دعمه وتأييده للعملية الشاملة لتطهير سيناء من الإرهاب.
وأردف: “أنا ضد القتل خارج القانون.. ومحدش بيقول إن قواتنا من الجيش والشرطة يتعاملوا مع التنظيمات الإرهابية المسلحة بطبطبة”، مؤكدًا أن أكبر عقبة تواجه الدولة في تنمية سيناء التنظيم الداعشي الإرهابي.
وأشار إلى أنه على الرغم من ثقته في المستشار هشام جنينة، وإخلاصه ومواقفه الوطنية النبيلة الشريفة، إلا أن تصريحاته الأخيرة مرفوضة، وكان لا يجب أن يقوم بها، معتبرًا ما قام به جنينة بـ”السقطة والخطأ” الذي لا يجب أن يصدر عنه.
وطالب من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بضرورة اتخاذ إجراءات ضد الفاسدين الذين تحدث عنهم خلال مؤتمر “حكاية وطن”، لافتًا إلى أنه من مسئوليات رئيس الدولة إبلاغ النيابة العامة عن الفاسدين والقضاء على الفساد.
وأبدى أبو الفتوح، احترامه وتقديره وتقديسه للقوات المسلحة، بقوله: “أغار جدًا على الجيش المصري.. واللي بيموتوا في سيناء دلوقتي وفي حرب 73 ولادنا وليسوا بمرتزقة.. إحنا نجوع علشان نجيب سلاح لجيشنا العظيم”، لافتًا إلى أنه لا يجب الزج بالجيش في صراعات سياسية، لدوره في الدفاع عن الوطن.
ووصف أبو الفتوح الإعلام المصري بـ”المسعور”- حسب قوله، زاعمًا أنه محاصر إعلاميًا من القنوات الفضائية، مردفًا: “لدي استعداد أتحدى أي مسئول في الدولة يظهر معايا في الإعلام ويقولي: كلامك مش صحيح.. لدي الشجاعة للاعتذار فورا ومحاسبتي عن خطأي”.
ولفت: إلى أنه يتعرض للشتائم والسباب من كتائب تنظيم الإخوان الإلكترونية، وأنهم وجهوا له اتهامات بالنفاق، معتبرين تصريحاته دعما للدولة المصرية الرافضين لها ولنظامها ولجيشها، معقبًا: “لعنة الله على اللي عايز يهد الدولة -في إشارة للإخوان، ومؤكدا أنه رغم اختلافه مع النظام إلا أنه سيظل يدافع عن وطنه مصر وشعبه.
وأشار إلى أن طلبه لرحيل مرسي كان مختلفًا عن مبارك، مضيفًا: “محمد مرسي أدار الوطن بتنظيم الإخوان، وليس بدولاب الدولة المليء بالوطنيين الشرفاء.. حذرته بعدم الاستعانة برجال تنظيمه وتعيينهم وزراء ومحافظين.. وجميعهم لا خبرة لهم في أي شيء”.
وتابع: “دورنا كحزب معارض انتقاد الحزب الحاكم حينما يخطئ، والإشادة به حينما ينجز، مشيدًا بإنجاز الكهرباء على الرغم من ارتفاع الأسعار”.