على هامش الدورة الـ54 لمؤتمر ميونخ للأمن والذى يحضره العشرات من رؤساء الحكومات ووزراء الخارجية والدفاع ومئات من خبراء الشؤون العسكرية والأمنية، سيطرت ثلاث قضايا أساسية على محادثات المشاركين ، كان فى مقدمتها العمليات الناجحة للقوات المسلحة المصرية فى سيناء لاجتثاث الإرهاب والتى تعد خطوات دفاعية عن أمن واستقرار مصر والبحر المتوسط وأوروبا، وما ستقوم به مصر بعد الانتهاء من حملتها ضد الإرهاب وتطهير سيناء.
وسيطرت على مباحثات وفود الدول بحسب مصادر الحرب المزعومة بين حزب الله اللبنانى وإسرائيل والتهديدات التى توجهها تل أبيب للبنان وتعديها على الحدود البرية والبحرية تسيطر على ، حيث أكدت مصادر أن إسرائيل تشيع خلال تواجدها بالمؤتمر فى كل مكان أنها لا تريد الحرب، لكنها لن تسمح باستمرار وجود “أسلحة تهدد أمنها”، لافته إلى أن تل أبيب لم تجد صدى علنى لدى الأوربيين حول ما تشيعه.
إلا أن المصادر أكدت أنه خلال عدد من الاجتماعات المغلقة فى أروقة المؤتمر تم بحث الأمر على أكثر من مستوى، لمعرفة ما إذا كانت تل أبيب جادة فى تهديدها لبيروت أم لا لمناقشة تداعياتها التى لن تنعكس على لبنان وحده بل على المنطقة بأكملها، حيث حذر عدد من المسئولين الأوربيين تل أبيب من أن الحرب فى المنطقة حال نشوبها لن تكون نزهة، مشددين على أن الحرب فى ظل المعطيات الحالية يمكن بالفعل أن تشتعل لأهون سبب، وحينها لن يعلم أحد مداها لكن الأكيد أنها لن تنتهى بسرعة، ولن تظل مقتصرة على حزب الله وإسرائيل فقط.
أما الأزمة السورية وتدخل إيران فيها كانت حاضرة وبقوة، حيث دارت حوارات جانبية بين مسئولين روس وإيرانيين وأتراك حول التسوية السياسية للأزمة وتطورات العمليات العسكرية على الأرض، وكان وزير الخارجية الإيرانى جواد ظريف حاضرا فى اجتماعات كثيرة خلال أيام المؤتمر جميعها حول استشفاف الموقف الإيرانى من الأزمة السورية.
وكان المسئولون الألمان أكثر المعنيون ببحث الأزمة السورية مع كافة الأطراف، ليس فقط بسبب آلاف المهاجرين الذين باتوا ضيوفاً عندها إلى حين، بل أيضاً بسبب تزايد احتمالات وصول إرهابيين مع اللاجئين ليشكلوا خلايا نائمة تهدد البلاد بعمليات إرهابية، فليس سراً أن جواز السفر السوري الحقيقي يباع على الأرصفة وفى الأكشاك، وليس سراً أن عشرات الآلاف الذين باتوا مسجلين كلاجئين سوريين في ألمانيا ليسوا سوريين، بل ولا يتحدث أغلبهم العربية، ولهذا فألمانيا معنية بشدة وأكثر من غيرها.
قضية أخرى أيضاً مطروحة على بساط البحث فى الغرف المغلقة باعتبارها مثار اهتمام من الجميع: إلى أين سيذهب الإرهابيون الذين يتم طردهم يوميا فى عمليات التطهير فى سوريا والعراق ومصر، فمصر قررت التخلص منهم بشكل كامل من خلال عملية سيناء 2018، وفرنسا ترفض نقلهم إلى مالى أو أفريقيا لأنهم يهددون مصادر المواد الخام التى تحتاجها، واليمن لم يعد من الممكن إرسال إرهابيين إليه.