أشادت المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد،بجهود الرئيس عبد الفتاح السيسى وبما يقوم به فى حربه ضد الإرهاب،مؤكدة أن مصر تخوض حربا شرسه ضد الإرهاب الأسود وتبذل جهودا حثيثه لمنع تقسيم العالم العربى..متمتمة بكلمات كبيرة .. “كان الله فى العون ..ربنا يقدركم ويعينكم يا مصريين على الإرهابيين “.
وفى تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط قالت ” إن مصر عشقى وحبى الأول والأخير .. إنها بلادى وقلبى كما الجزائر ولا يستطيع أحد أن يفرق بين حبى لها وحبى للجزائر “،وأعربت “بوحيرد” عن سعادتها البالغة بحرارة الاستقبال التى وجدتها فى أهالى أسوان “بناة وحماة السد العالى ” كما وصفتهم،منوهة بأن السد العالى كان مصدر إلهام وإرادة فى فترة الستينات، ليس فقط للشعب المصري، بل للشعوب العربية كلها.
وتابعت قائلة “ولما لا والشعب المصرى عظيم فى مروءته وكريم بخلقه”،مؤكدة أنها لا تنسى تضامن الشعب المصرى مع قضية الشعب الجزائرى وثورته ضد الاحتلال الفرنسى، وتكريمها من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر،وطالبت المناضلة الجزائرية ،الشباب بأن يكونوا على مستوى المسئولية لمواجهة الهجمة الاستعمارية الشرسة التى تواجه الأمة العربية ” .
وأكدت جميلة بوحيرد،أن محاولات الهيمنة التى يحاول الغرب فرضها على الوطن العربى الآن ستبوء بالفشل حال تسلح شبابه المضلل ” رجالا وفتيات ” بالوعى الثقافى والسياسى والاجتماعى للتمييز بين الغث والثمين فيما يبث له من أفكار وآراء من أجل حماية المجتمع والحفاظ على هويته الثقافية والاجتماعية .
ودعت المناضلة الجزائرية الحكومات العربية إلى بذل المزيد من الجهد فى تثقيف الشباب والأخذ بأيديهم والاستماع لهم والاهتمام بقضاياهم وإشراكهم فى الأمر،ونقل الخبرة الصحيحة اليهم والعمل على تقويم سلوكياتهم التى تتعرض بصفة مستمرة للاستحواذ من جانب قوى الغدر،لافتة على ان حال الأمة العربية فى الماضى كان أفضل من الآن .
وقالت بوحيرد،إن السينما لم تتناول المرأة العربية فى الوقت الراهن بما يليق بالتضحيات التى تقدمها فى سبيل إعداد الأجيال القادرة على تحمل الصعاب،منوهة بأن المرأة هى أيقونة الحياة فى الماضى والحاضر والمستقبل وتقع عليها مسئولية جسيمة فى تحرير العقول والأوطان من التخلف والقهر .
وألقت المناضلة،باللائمة على بعض الشباب ممن أسمتهم “مسلوبى الإرادة والعقل ” غير المدركين لما يحاك للهوية العربية من محاولات طمس وتغييب عبر نظرية فرض الأمر الواقع على الوطن العربى حيث تعمل قوى الشر على تمزيقه وتقسيمه .
يذكر أن جميلة بوحيرد من مواليد 1935 وتلقب بأيقونة المرأة العربية لنضالها ضد الاستعمار الفرنسى،وقد ولدت جميلة فى حى القصبة، بالجزائر العاصمة،من أب جزائرى مثقف وأم تونسية من القصبة وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد أنجبت والدتها 7 شبان، كان لوالدتها التأثير الأكبر فى حبها للوطن فقد كانت أول من زرع فيها حب الوطن وذكرتها بأنها جزائرية لا فرنسية، رغم صغر سنها آنذاك، وواصلت جميلة تعليمها المدرسى ومن ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء،كما مارست الرقص الكلاسيكى وكانت ماهرة فى ركوب الخيل .
وعندما اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954،انضمت بوحيرد إلى جبهة التحرير الوطنى الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسى وهى فى العشرين من عمرها، ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل فى طريق الاستعمار الفرنسى.
ونظرا لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم 1 حتى ألقى القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة فى الكتف، وهنا بدأت رحلتها القاسية من التعذيب.
ومن داخل المستشفى بدأ الفرنسيون حينها فى تعذيب المناضلة، وتعرضت للصعق الكهربائى لمدة ثلاثة أيام من جانب المستعمر كى تعترف على زملائها، لكنها تحملت هذا التعذيب، وكانت تغيب عن الوعى وحين تفيق تقول الجزائر أمنا. أعرف أنكم سوف تحكمون على بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلى تغتالون تقاليد الحرية فى بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة،وتحدد يوم 7 مارس 1958 موعدا لتنفيذ الحكم . إلا أن العالم كله ثار ضد الحكم واجتمعت الأمم المتحدة ممثلة فى لجنة حقوق الإنسان بعد مقال للكاتب المصرى عبد الرحمن الشرقاوى عن جميلة بو حيرد،وتم اتخاذ قرار أممى بإلزام فرنسا بعدم تنفيذ حكم الإعدام ومن بعدها ومن قبلها صارت جميلة بوحيرد أيقونة العرب .