هل يعقل أن يمضى رجل أكثر من نصف عمره يعمل فى مهنة “الفن” بإخلاص وجهد وعرق، ثم يتجاهلونه صناع هذه المهنة نتيجة هذا الإخلاص وهذا الجهد وهذا العرق.. الفنان القدير سيد صادق يحدث معه هذا التجاهل الكبير.. فالرجل الذى أفنى أكثر من نصف حياته فى السينما والمسرح والتليفزيون أصبح ليس له مكان الآن، لا لشىء سوى لأنه ممثل دور ثان وليس نجما، وليس له جماعة “شللية” تدافع عنه أمام أباطرة الإنتاج، الذى لا يعترفون إلا بمجموعة من النجوم قدُر لهم أن يأكلوا الأخضر واليابس، ليس هذا فقط بل أصبح النجم يفرض على الشاشة من يريد سواء كان ممثلا أو “بلطجيا”.
سيد صادق من أنبل الفنانين وأطيبهم، عكس ما تنبئ به ملامحه الشريرة، فقد أجاد تمثيل عشرات الأدوار بعبقرية، خصوصا فى الدراما التلفزيونية التى كانت سببا رئيسيا فى معرفته بالشارع العربى، بعد عدد من المسلسلات منها (الحاوى، ليالى الحلمية، رأفت الهجان، ساكن قصادى، شارع المواردى، الفرار من الحب، لن أعيش فى جلباب أبى، السيرة الهلالية، العطار والسبع بنات، الحقيقة والسراب، جحا المصرى)، أعمال كثيرة وتاريخ طويل لم يشفعان لـ سيد صادق فى استكمال مهنته.
الطيب سيد صادق لم يقف خلف كاميرا منذ 3 سنوات.. هو يتمنى العودة للوقوف من جديد.. فوراء الكاميرا أضاع عمره وشبابه.. هو يعلم أن الزمن تغير للأسوأ.. ليس هذا الزمن زمنه وليس زمن أصدقائه.. بل زمن آخرين ليس لهم تاريخ يستندون عليه، لكنهم يرتكنون على حزمة من العلاقات ساهمت بشكل مباشر فى دفعهم أمام الكاميرا.. سيد صادق يمارس الآن عمله الآخر فهو صاحب محل “خردوات” يمارسه بيده لا بروحه .. إن روحه قد تركها مع آخر مشهد له قبل 3 سنوات.