نشر الكاتب الصحفي “محمد إبراهيم الدسوقي ” مقال بموقع بوابة الأهرام بعنوان “رسالة طمأنة ” جاء على النحو التالي :-
يوم الإثنين الماضي، زار الرئيس عبدالفتاح السيسي، الكلية الحربية، والتقى طلابها فجرًا، وأمس الأول الجمعة، قابل طلبة كلية الشرطة وأسرهم خلال زيارته الكلية.
في الزيارتين كانت الرسالة واحدة وواضحة وضوح الشمس، هي رسالة طمأنة للمصريين بأن هذا الوطن يقف خلفه رجال أوفياء أشداء، وعلى أتم الاستعداد لحمايته في التو واللحظة، فور تلقيهم الإشارة، رجال جرى إعدادهم وتجهيزهم بأحدث وأفضل الوسائل والأساليب العلمية المتطورة؛ ليصبحوا مقاتلين على أعلى مستوى من الحرفية والمهارة التي تعينهم على أداء واجباتهم، والمهام المسندة إليهم بإخلاص وتفان، يعبرون بهما عن اعتزازهم بهذه الأرض وشعبها.
رجال يقدرون قيمة الوطن والمحافظة عليه من كل يد تمتد إليه بسوء، ولا يخشون المواجهات ولا ترهبهم الأخطار والمعارك، فهم أصحاب حق لا جدال فيه.
ولذلك تجدهم يقاتلون ببسالة الأسود وعزيمة لا تلين ولا تفتر، ورؤوسهم دائمًا مرفوعة، وكيف تلين عزيمتهم وهم واثقون من أنهم جند الحق وخصومهم جند الإفك والباطل، هم على حق؛ لأنهم يحافظون على تراب وطنهم وسيادته؛ ويقفون في وجه من يريدون استباحته وتقسيمه لدويلات، تتقاتل فيها وترتع في ربوعها الميليشيات المسلحة القادمة من كل فج عميق، شاهرين سلاح الدين الذي يتاجرون به ويفسرونه على مقاساتهم؛ ولتبرير أفكارهم الشاذة.
رجال يقاتلون من ارتضوا أن يكونوا أداة طيعة توظفها أجهزة مخابرات ودوائر أجنبية؛ نظير مبالغ معلومة تدفع لهم، لنشر الفوضى والخراب؛ الذي نتابع مشاهده المؤلمة والقاسية في بعض بلدان محيطنا الإقليمي، ونتحسر على ما آل إليه حالها من تدهور ودمار، ونحمد الله على أنه أنقذنا من الوقوع في براثنه، ومحيطنا الإقليمي الذي عاثت فسادًا فيه غربان “داعش” و”الإخوان” و”القاعدة”… وبقية التنظيمات الإرهابية اللعينة التي تطل علينا بوجهها القبيح.
رسالة طمأنة بأن مصر ومؤسساتها تقف على خط واحد غير قابل للانكسار في أي وقت من الأوقات؛ مهما كانت الضربات والمكائد، وأن المصريين أهل اعتدال واتزان، وليسوا أهل تشدد وتزمت، ولن يشتروا بضاعة التطرف التي يروج لها مرتزقة لا يبحثون سوى عن مكاسب ومنافع تزيد من أرصدتهم في البنوك.
رسالة طمأنة بأن مصر بها قيادة سياسية واعية وساعية للعبور بها لبر الأمان الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، قيادة لا تمل من العمل والاجتهاد في أكثر من اتجاه في الوقت نفسه، والثقة الشعبية فيها كبيرة، برغم ما مررنا به من ضوائق وأزمات خانقة؛ إبان العامين الماضيين.
رسالة ختامها أن رصيد مصر من الرجال الصادقين المقاتلين يزيد ولا ينقص، ولدينا معين لا ينضب منهم، فهل وصلت الرسالة أم أنها لا تزال مستغلقة على من لا يعملون عقولهم، ويغضون أبصارهم عن الحقائق الماثلة أمامهم؟!