تحقيقات و تقاريرعاجل

الجزيرة تحتفل بالذكرى 90 لتأسيس جماعة الإخوان الإرهابية

أسقطت الجزيرة ما تبقى من أهداب العفة والتقية، عبر ذارعها الجزيرة مباشر، بتخصيص الأسبوع للذكرى 90 للتنظيم المصنف إرهابياً في عشرات الدول العربية والأجنبية، في مارس 2018.
وأطلقت الجزيرة على امتداد الأيام الماضية، سلسلة لقاءات مباشرة، واستفتاء على موقعها الإلكتروني، ولقاءات مباشرة وأخرى مسجلة، للحديث عن التنظيم الإرهابي، في تطور جديد تكشف فيه الجزيرة والقنوات التابعة رسمياً، انخراطها في العمل التعبوي، والدعائي للتنظيم، الذي لم يحتفل رسمياً على الأقل من باب المفارقة، ورغم عشرات القنوات التي يمتلكها أو يشرف عليها مباشرة، أو بشكل غير مباشر في تركيا، وفي بعض الدول الأخرى بذكرى تأسيس التنظيم الإرهابي.
وخصصت الجزيرة مباشر، الذراع المتخصص في التحريض الرسمي، منذ 6 مارس حلقات نقاشية، دعت لها شخصيات إخوانية من مختلف المستويات، من المقيمين في الدوحة، وتركيا، وبرلين، وباريس وغيرها من العواصم الدولية الأخرى التي انتشر فيها الإخوان في أوروبا وفي غيرها من القارات، إضافةً إلى بعض الأقلام و”الباحثين” المتفرغين للدعاية للإخوان وتنظيمهم الإرهابي، عبر رسكلته، وإعادة تدويره لإسباغ شرعية ساقطة عليه مثل الموريتاني المقيم في الدوحة، مختار الشنقيطي،  الذي بشر في الحلقة الخاصة على قناة الجزيرة مباش، “للإخوان باعتبارهم فكرة إصلاحية عملية قابلة للعيش وليست هاربة كالسلفية أو ثائرة كالجماعات المسلحة”.
وبرز بين المشاركين في البرنامج أيضاً السعودي جمال الخاشقجي، الذي لم يُكلف نفسه عناء الحياد الإعلامي الذي يدعيه، بتأكيده أن “جماعة الإخوان باقية ما بقي الإسلام” في أحد أشد المواقف غرابة، بالإصرار على “ربط الإخوان بالإسلام، والدين بالتنظيم”.
أما الإخواني البارز الآخر التونسي رفيق بوشلاكة، وزير الخارجية في عهد الترويكا في تونس بين 2011 و2014، وصهر زعيم الإخوان في تونس راشد الغنوشي، والمسؤول في مركز الجزيرة للدراسات، فأعاد من حيث لا يشعر تسليط الضوء على دور الإخوان، في مصر قبل سقوط نظام حسني مبارك، وتحالفاتهم السياسية مع قوى المعارضة، وتفاهماتهم مع النظام وقتها، ونفى عنهم بطريقة مباشرة، أي نوايا إصلاحية، أو ثورية، وأي دور في الأحداث التي عرفتها مصر في بداية 2011 والتي أفضت إلى سقوط نظام مبارك.
وببرنامجها الخاص بالذكرى التسعين، تكشف الجزيرة، في ظل الأحداث السريعة المتعاقبة في منطقة الخليج والعالم العربي بشكل عام، انخراطها الكامل في المشروع الإخواني، بشكل رسمي ومباشر، لتنهي بذلك “حيادها الأسطوري” رسمياً وتسقط عنها ورقة التوت التي حاولت على امتداد العقدين الماضيين أن تستر بها حقيقة القناة وانتمائها السياسي والأيديولوجي بعيداً عن شعارات الموضوعية، والحياد، لتتحول رسمياً إلى متحدث رسمي باسم التنظيم الإرهابي المحظور، وإلى قناة “إصلاح المجتمع” وفق الأدبيات الإخوانية، التي تهدف إلى إعادة تشكيل المجتمعات وصياغتها بما يتلاءم مع فكر التنظيم وأهدافه، منذ قرن كامل، من خلال برامج مشابهة عن “تاريخ الإخوان، وفكر المؤسس، ومستقبل التنظيم في ظل التحولات السياسية الحالية وتجربة الحكم في مصر”.

زر الذهاب إلى الأعلى