كتب جون هانا، زميل بارز لدى معهد الدفاع عن الديمقراطيات، أن تبني ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، للإسلام المعتدل جدير بدعم إدارة ترامب.
ويقول إنه عند استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض، سيبحث الزعيمان عدداً من القضايا، من أجندة ولي العهد الطموحة لتحديث المملكة، إلى الجهود المشتركة لمحاربة النفوذ الإيراني.
الأولويات
ولكن، حسب كاتب المقال، يجب أن يكون على رأس أولويات الرئيس تأكيد تعهد ولي العهد السعودي بقيادة حرب إيديولوجية ضد العنف الجهادي.
ويرى هانا أنه بعد مضي عشرين عاماً على أحداث 9/11، يتأكد اليوم إخفاق أمريكا في حربها ضد الإرهاب نسبة لعجزها عن نزع الشرعية عن أفكار متطرفة تغذي تنظيمات مثل القاعدة وداعش. فقد قتلت الولايات المتحدة عشرات الآلاف من المقاتلين المتطرفين، وعطلت مصادر دخل، وأغلقت حسابات نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، لكنها لم تقض على أفكارهم.
تشويه عقيدة الكراهية
وحسب كاتب المقال، ما فشلت الولايات المتحدة في تحقيقه يعود لعجزها عن تشويه عقيدة الكراهية التي ما زالت توظف لاستقطاب مجندين من أجل خدمة قضية الإرهاب.
ولا يعود ذلك الفشل لعدم المحاولة، بل أدرك كل من الرئيسين السابقين، جورج بوش وباراك أوباما أن الانتصار على المتطرفين لا يتم فقط عبر قتلهم. فقد خصصت، بالفعل، موارد ضخمة من أجل خوض ما سمي “معركة كسب القلوب والعقول”.
شركاء أقوياء
وبرأي كاتب المقال، ما غاب دوماً عن الاستراتيجية الأمريكية هو وجود شركاء أقوياء ذوي علاقة بالسلطة، ويمكن الاعتماد عليهم للتكلم في قضايا تتعلق بالإسلام بأسلوب لا تستطيع الولايات المتحدة القيام به. وهنا يأتي دور السعودية حيث ظهر الإسلام وحيث يوجد أقدس موقعين عند المسلمين، الكعبة المشرفة والمسجد النبوي.
قوة ناعمة
وبالإضافة لما سبق ذكره، يعتبر هانا أن امتلاك السعودية لثروة نفطية هائلة، تمكنها من استخدام قوة ناعمة ليس لها مثيل في العالم الإسلامي.
وبالعودة لتعهد ولي العهد السعودي بتحديث بلده، فقد ركز محمد بن سلمان وأقرب مستشاريه، طوال أشهر، على قضية أن تحديث السعودية يعتمد على تبني “الإسلام المعتدل”. فقد عمل على محاربة إيديولوجية التطرف داخلياً، وأعلن أن “الوقت قد حان للقضاء على هذه الظاهرة”. وصرح ولي العهد السعودي: “لن نضيع ثلاثين عاماً من حياتنا في محاربة أفكار متطرفة، بل سندمرها الآن وفي الحال”.
تعاون
ويرى كاتب المقال أن تعاون الولايات المتحدة مع شركاء موثوقين في أوطانهم، ومعروفين باعتدالهم الديني، يساعد على تقويض أيديولوجية التطرف ليس في الشرق الأوسط وحسب، بل في كافة أنحاء العالم.
ويختم هانا رأيه بأن لقاء الرئيس الأمريكي ترامب بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يعتبر لحظة تاريخية في التعاون المشترك من أجل القضاء على التطرف العنيف.