“مقدونيا” دولة تعاني من مشكلة غاية الغرابة، تتلخص في اسمها، والسبب اعتراض اليونان على هذا الاسم لانتمائه لأحد مقاطعتها، ونتيجة للنزاعات بين البلدين عدلت مقدونيا في الاسم الرسمي للدولة وحصلت على اسم مؤقت وهو: “جمهورية مقدونيا اليوغسلافية السابقة، ولكن الأمر لا يزال محل خلاف مع اليونانيين.
سلاميكوف.. الأمل
ذكر عالم الآثار إميل سلاميكوف بمقدونيا في تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، إن الحكومة طلبت منه الحفر بعدد من المواقع الأثرية، بهدف إيجاد روابط تاريخية تضفي الشرعية على اسمها المتنازع عليه مع اليونان.
رحلة التغير تبدأ بخطوة
مقدونيا أو رسميا جمهورية مقدونيا هي دولة تقع في وسط شبه جزيرة البلقان في جنوب شرق أوروبا، أعلنت استقلالها في عام 1991، أصبحت عضوا في الأمم المتحدة في عام 1993.
ولكن، عملت مقدونيا على تغيير علمها السابق الذي يحتوي شمس فرجينيا، بسبب ادعاء اليونان ملكيتها له عام 1995، فضلا عن تغيير اسم مطار العاصمة من ” إسكندر المقدوني” إلى “سكوبيه إنترناشونال” عام 2018، ويمثل إرث القائد التاريخي نقطة خلاف رئيسية بين الدولتين.
فضلا عن تغيير اسم مطار العاصمة من ” إسكندر المقدوني” إلى “سكوبيه إنترناشونال” عام 2018، ويمثل إرث القائد التاريخي نقطة خلاف رئيسية بين الدولتين.
لم تكتفي اليونان الاتهامات بشأن اسم “مقدونيا”، وإذا بها تتهم حكومة سكوبي الجديدة بسرقة التراث الهيليني، مثل عباءة الإسكندر الأكبر.
واتخذت حكومة سكوبي الجديدة بقيادة حزب الديمقراطيين الاشتراكيين، الذي أنهى فترة حكم 11 عاما، خطوات لتهدئة الوضع، مثل إعادة تسمية بعض مرافق البنية التحتية التي كانت تسمى سابقا باسم الإسكندر.
اليونان تعظ
“مقدونيا العليا” أو “مقدونيا الجديدة” أو”مقدونيا الشمالية”،”فاردار مقدونيا”و”مقدونيا سكوبي”، كانت هذه بعض الأسماء الجديدة المقترحة لدولة مقدونيا التي ناصبتها اليونان العداء لسنوات على الاسم.
حيث أرسل وزير الخارجية اليوناني نيكوس كوتسياس الاقتراح إلى مسئول أمريكي في العاصمة المقدونية “سكويبه” على أمل تسوية النزاع.
ومن الملاحظ أن المقترحات الخمسة تشمل احتفاظ الدولة بكلمة “مقدونيا”، بالإضافة إلى صفة للتمييز بينها وبين المقاطعة اليونانية والمملكة اليونانية القديمة، وهي خطوة لذوبان الجليد بين الجانبين.
“الناتو” حلم مقدونيا البعيد
دعا الأمين العام لحلف “الناتو” ينس ستولتنبرج مقدونيا على حل خلاف المستمرمنذ 27 عاما مع اليونان حول اسم “مقدونيا” هو شرط أساسى لضمها إلى الحلف.
الحقيقة أن هناك الكثير من المحادثات التي أجريت بوساطة الأمم المتحدة منذ عام 1995 ولكنها لم تسفر عن أي نتيجة، بل قامت اليونان بعرقلة اليونان انضمام سكوبي إلى المنظمات الدولية، بما في ذلك حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي، منذ ذلك الحين.
وفيما تخشى روسيا أحد الجهات التي تؤيد التوصل لاتفاق البلدين من معارضة قوى خارجية، وحذرت مقدونيا من أن انضمامها إلى حلف “الناتو” سيؤدي إلى عواقب وخيمة.
فيبدو أن مقدونيا مهتمة أكثر باقتصادها من التهديدات الروسية، فقد أقدمت على خطوات عدة من أجل حل النزاع مع اليونان لفتح الباب أمام الاتحاد الأوروبي وحلف “الناتو”.
وفي حال انضمام جمهورية مقدونيا إلى هاتين المنظمتين، فإن الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلد الواقع في البلقان ستتحسن تلقائيا.
مخاوف وآمال
في حين تخشى القوى الغربية أن يؤدي الخلاف بين مقدونيا واليونان إلى حدوث توتر في منطقة البلقان.
ربما يكون الحل لهذا النزاع أقرب من أي وقت مضى، بعد زيارة وزير الخارجية اليوناني إلى العاصمة “سكوبيه”.
حيث أكد رئيس الوزراء المقدوني زوران زاييف إنه يأمل في التوصل إلى حل في الوقت المناسب لتتلقى مقدونيا دعوة للانضمام إلى الناتو في قمة الاتحاد في يوليو المقبل.