واصلت الصحف الإسبانية اهتمامها بتوتر العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، وقالت صحيفة إيه بى سى أن قرار إعدام رجل الدين الشيعى الشيخ نمر باقر النمر من قبل السلطات السعودية يعتبر فصلا جديدا من فصول التصعيد فى علاقات الرياض بطهران، وانتقل البلدين من لعبة المحاور للعبة الأقطاب. وأشارت الصحيفة إلى أن منطقة الشرق الأوسط مليئة بالتوتر وانضمت المملكة العربية السعودية وإيران للدول التى بها صراعات سنية شيعية، مثل البحرين والعراق ولبنان واليمن، ففى البحرين تحكم أقلية سنية وأيضا فى العراق هناك متظاهرون فى مدينة كربلاء، وفى لبنان زعيم منظمة حزب الله الشيعية حسن نصر الله وصفها بأنها إرهابية، كما تحدث مظاهرات فى اليمن وهى الدولة التى توجد فى حالة حرب، والتى بها الحرب قائمة بالفعل بين السعودية وإيران. أما صحيفة الموندو الإسبانية فقالت أن بدء أن تكون إيران خالية من العقوبات التى فرضت بسبب برنامجها النووى جعلها تقوى وتحاول من أولى اللحظات بفرض سيطرتها على المنطقة وإثبات إنها قوى عظمى فى منطقة الشرق الأوسط، وفى الوقت نفسه خلقت الأزمة مع المملكة العربية السعودية التى ألقت موجة من عدم اليقين بشأن التوقعات الاقتصادية للبلد خاصة فى النفط. وأوضحت الصحيفة أن إيران تحاول اللعب بجميع الأشكال لإحداث اختراق للمملكة العربية السعودية، وجاء تنفيذ حكم الإعدام فى حق النمر على طبق من ذهب لتصعيد لهجتها أمام السعودية، وتعتبر إيران المشكلة الأكبر. ويعتبر الاتفاق النووى مع الولايات المتحدة ودول 5+1 العنصر الذى جعل إيران تشعر بأنها أقوى من الأول، خاصة بالنسبة للنفط، وتصدر إيران بين 1 و1.5 مليون برميل يوميا، وبعد أن تبدأ رفع العقوبات سيزيد بمقدار نصف برميل فى الأشهر الثلاثة الأولى، ونصف مليون آخر بحلول منتصف العام على الأقل. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كى مون، قد دعا، فى وقت سابق، إلى التراجع عن حكم إعدام الشيخ النمر، وأعربت الولايات المتحدة الأمريكية عن قلقها من إعدامه، وقالت إنه يمكن أن يفاقم التناحر الطائفى فى الشرق الأوسط، وسارعت إلى دعوة الرياض لاحترام وحماية حقوق الإنسان وضمان محاكمات عادلة وشفافة. ويساهم إعدام الشيخ النمر فى التأثير على المشهد الإقليمى، كما شكل استدعاء الخارجية الإيرانية القائم بالأعمال السعودى فصلا جديدا من فصول الصدام الإيرانى السعودى المستمر إلى جانب خروج تظاهرات غاضبة فى الشارع الإيرانى والتى وصلت إلى إحراق مبنى السفارة السعودية فى طهران، وإضرام النار فى مبنى القنصلية السعودية فى مدينة مشهد.