منعت السلطات الأمنية بمطار القاهرة الدولي الناشطة التونسية الدكتورة آمال القرامي، من دخول البلاد أثناء قدومها من تونس العاصمة لحضور مؤتمر دعيت له حول صناعة الإرهاب والتطرف، الذي بدأت فعالياته بمكتبة الإسكندرية أمس الأحد.
«حظيت بتكريم رؤساء الدول وعوملت معاملة قلما يحظى بها المثقف في بلده وشعرت بالفخر والاعتزاز، إلا مصر »، جملة قالتها آمال قرامي، بعد منعها من دخول مصر، باعتباره شعور أي مثقف أو أديب يحضر لمصر كي يُلقي محاضرة أو درس وتمنعه السلطات من دخول أرض «أم الدنيا».
مصادر أمنية بالمطار قالت إن منع «القرامي» جاء بناء على تعليمات من جهة أمنية، مشيرين إلى أنه تم معاملتها معاملة لائقة خاصة أنها أستاذة جامعية ومتخصصة في الحضارة العربية والإسلامية، وأوضحت أنه «لم يصل للمطار أي تفسير حول منعها، فكل ما لدينا وجود اسمها على قوائم الممنوعين من دخول البلاد».
3 حالات لشخصيات «مرموقة» حرمتها السلطات الأمنية بمطار القاهرة من دخول أرض مصر، لاعتبارات وأسباب لم تعلنها الجهات الرسمية.
سونيا بوماد، كاتبة لبنانية، منعتها السلطات المصرية من دخول البلاد في ديسمبر 2014، رغم استكمال أوراقها المقدمة للسفارة المصرية في العاصمة النمساوية فيينا، والمرفقة بدعوة من دار نشر مصرية لتوقيع عقد روايتها الجديدة.
الكاتبة قالت إنها لم تُمارس أي نشاط سياسى ضد مصر، بل تغطي أخبار وأحداث مصر لعدة صحف نمساوية وتقف بجانبها، وهي تعمل جاهدة على تشجيع السياحة لذلك البلد الذي احتضن انطلاقتها الأدبية، إلا أنها منعت من دخول البلاد.
وفي 10 يناير 2015، وبعد تدخل رئيس اتحاد الكتاب المصريين والعرب الأديب محمد سلماوي، واتصالات بوزارة الداخلية، سُمح لها بالمرور من بوابة مطار القاهرة للدخول لأرض مصر.
كذلك في 14 ديسمبر 2014، منعت السلطات المصرية الباحثة الأمريكية في مؤسسة كارنيجى ميشيل دن من دخول مصر، وهي واحدة من أكثر الباحثين الأمريكيين المتخصصين في الشأن المصرى، ومن أكثرهم تأثيراً، واتخذت موقفاً معارضاً من مسار ٣٠ يونيو، وغاب عن بعض كتاباتها الموضوعية التي تتطلبها مهنة البحث السياسى.
ميشيل دن، تتركز بحوثها على التغيير السياسي والاقتصادي في الدول العربية، وبالتحديد مصر، وعلاقاتها بالسياسات الأمريكية، وعملت بمؤسسة «كارنيجي لبحوث السلام» منذ عام 2006، كما عملت في منصب نائب رئيس مركز «رفيق الحريري لدراسات الشرق الأوسط» بين عامي 2011-2013، وهو المنصب الذي يشغله حاليا السفير فرنسيس ريتشاردوني، سفير الولايات المتحدة السابق في مصر، والسفير الأمريكي في تركيا حتي 2014.
ووجهت ميشيل دن انتقادات للنظام المصري منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وكانت من ضمن الموقعين على بيان وجهته 11 منظمة أمريكية إلى الرئيس أوباما، لمطالبته باستخدام جميع الوسائل المتاحة للضغط على الرئيس السيسي، لوقف ما أطلقوا عليه «التضييق على المنظمات غير الحكومية».
فيما نفى السفير محمد توفيق، سفير مصر لدى واشنطن، منع الباحثة الأمريكية بمؤسسة كارنيجى ميشيل دن، لأسباب أمنية، وقال في بيان منشور على موقع الهيئة العامة للاستعلامات إن السبب الحقيقي «بسبب عدم استيفاء شروط الدخول ونقص بعض الوثائق المهمة».
وقال في خطاب موجه لصحيفة «نيويورك تايمز»،«إن»دن«اتصلت بالسفارة وتم توضيح متطلبات الحصول على التأشيرة لها وتقدمت بطلب لكنها فشلت في تقديم صورة من جواز السفر ولم تدفع الرسوم المطلوبة وبعد تنبيهها من قبل العاملين بأنها في حاجة إلى إتمام طلبها وأن الوقت المطلوب للحصول على التأشيرة هو 10 أيام طلبت دن سحب جواز سفرها وسافرت إلى مصر في نفس اليوم.
وأكد السفير محمد توفيق، في خطابه لصحيفة «واشنطن بوست»، أن آراء دن واهتماماتها البحثية أو أعمالها العلمية ليس لها صلة بالأمر وقال إن أي شخص يزور مصر للعمل بغض النظر عمن يكون، يجب أن يحترم القوانين واللوائح المصرية إذا كان يرغب في دخول البلاد.
والأحد 4 يناير 2016، روت آمال قرامي، أستاذة علم الاجتماع في جامعة منوبة في تونس والكاتبة الصحفية بجريدة الشروق، تفاصيل منعها من دخول مصر.
«صاحبة القلم الرشيق وكاتبة المقال الأسبوعى المتميز في صحيفة الشروق، وقائدة الرأى المناهض للإرهاب الدينى والعنف السياسى والناشطة دوليا وعربيا في الدعوة للتقدم والعدالة الاجتماعية والمتخصصة في التاريخ الإسلامى والحركات المتطرفة»، هكذا يصفها عماد الدين حسين، رئيس تحرير صحيفة «الشروق».
وقالت «قرامي»، عبر صفحتها الشخصية على «فيس بوك»، الاثنين: «(ليلة حجزي بشرطة ميناء القاهرة الجوي)، المحجوزة هكذا يغدو اسمي، ممنوعة من دخول مصر، والسبب تهديد الأمن القومي، حين يغدو قلمي صنو السيف والرمح والكلاشنكوف مهددا لأمن البلدان، أقول ذاك هو العجب العجاب فما الذي اقترفت يدي؟».
وأضافت: «حين ادعى لتقديم محاضرة حول (تقييم مناهج البحث في التطرف والإرهاب: الحصيلة والمقترحات)، ثم أعد في خانة الإرهابيين، تستوي الأضداد، حين يسحب منك هاتفك وحاسوبك ويقال لك إلى التحقيق يا محجوزة، تفكر أكثر مرة في معنى التطرف والإرهاب».
وتسائلت: «القصة ذكرتني بمسلسل (ليلة القبض على فاطمة)، هل أن مقالاتي بالشروق المصرية طيلة 3 سنوات مزعجة إلى هذا الحد؟ هل هي مواقفي؟ هل هي؟ هل هي؟….المهم أنني عرفت اليوم ما معنى أن تتحول إلى Persona non desiderata».
ووجهت الشكر لمكتبة الإسكندرية لـ«جهودها المبذولة واعتذارها ومحاولاتها المتعددة لتنتزع لي إذنا بالدخول وأرجو أن يتفهم المسؤولون لم أصررت على العودة إلى بلادي ورفضت محاولات تبذل في سبيل دخول أرض مصر (مصر أم الدنيا، مصر الثقافة: الادب والف)، أقسمت ألا أدخل بلدا غدوت فيه مهددة للأمن القومي».
وواصلت: «مع الأمن الوطني المصري أدركت ما معنى أن تكوني (امرأة ونصف) لا تصمّت، حتى وإن احتجزا الحاسوب والقلم تنطق تندد، وتأبى أن تعامل باعتبارها محجوزة».