نشر موقع اليوم السابع مقالاً للكاتبة جيلان جبر تحت عنوان ( مايو وما أدراك بشهر مايو)جاء نصه كالتالي “
إن استمرار التصعيد فى ملف الاتفاق النووى الإيرانى لا يأتى هذه المرة من فراغ، وإنما هناك تاريخ محدد لإعلان موقف يترتب عليها مواقف واستحقاقات، ربما لفرض تسوية ونفوذ أو لتقليم أظافر طهران وتدخلاتها فى سوريا والعراق ولبنان وذلك قد لا يأتى إلا باتفاق جديد أكثر التزاما، أو ربما ما يظهر هو أسلوب يستمر التصعيد فيه لإشعال حرب من نوع جديد فهناك نتانياهو الذى يأتى بالخطط وبالوثائق وبمخططات لصناعة القنبلة النووية والصواريخ البالستية.. وهناك الحوثيين يضربون بالصواريخ الإيرانية الباليستية وهناك من يتصدر لهذه الصواريخ الباليستية التى يوميا قد تهدد أمنة وأرضه… وهناك أيضا من يعانى من الشعب الإيرانى، وبالتالى انشغاله بمشاكل أخرى هو حماية لاستمرار النظام، ويستغل كل ذلك الموقف من الطرف الأمريكى فهل ستلعب موسكو دورا جديدا كما تدخلت من قبل وقامت بممارسة التهدئة ودور الوسيط لتقليص مساحة الخلافات بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية؟، أظن أن الأمر صعب والأمل ما زال ضعيفًا، خاصة مع اقتراب انتهاء المهلة التى حددتها الإدارة الأمريكية فى 12 مايو الحالى، على نحو سوف يُدخل أزمة الملف النووى الإيرانى مرحلة جديدة من التوتر والتصعيد.
من جانب آخر هل أمريكا ستحد من الخطورة من هذه العلاقة القطرية الإيرانية وقطر التى تجاوزت بتحركاتها كل الخطوط من الصبر للدولة المصرية والدول الخليجية فإيران أصبحت فى زمن ترامب غير مطلوبة أو مرغوبة تحت كل الأعذار أو البنود وإسرائيل التى كشفت مؤخرا عن الكثير من المستندات لتؤكد الخطر النووى الإيرانى المستمر من خرق كل اهم الاتفاقيات الدولية.
وانتقل المناخ الغريب من أمطار ورياح ترابية إلى الحياة السياسية مع دخول أول أيام شهر مايو وما أدراك ما يحمل فى باطنه هذا الشهر من الاستحقاقات والأخطار وتطورات كل منها لها تداعيات على مصر والمنطقة ولا نملك سوى الانتظار والدعاء بأن تأتى بخير فالقرار المرتقب من ترامب بخصوص الملف النووى الإيرانى متصاعد ولا نجد مساحة للتهدئة أو لدور مرتقب فرنسى أو روسى ومازلنا نسمع من إيران كلمات تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور.
وفى سوريا تقذف الأرض والشعب بالصواريخ وتستهدف مواقع إيرانية وإيران لا ترد سوى الاعتراض بالكلام، وتستعد من جهة أخرى مع عدد من حلفائها من جماعات وتكتلات مثل حزب الله والحشد الشعبى وغيرهما من قوة سياسية وعسكرية على الأرض فى التدخل غير المباشر والمؤثر فى الانتخابات النيابية المقبلة إن كان فى لبنان أو العراق والتى إيضا ستجرى فى مناخ لاستحقاق برلمانى شائك وخطير فى هذا الشهر، وستحدد نتائج هذه الانتخابات القوى السياسية التى ستقود البرلمان والحكومات المقبلة فى العراق ولبنان، ويبقى السؤال هل ستستعيد العراق ولبنان قرارهما وهل ستبقى هويتهما وعروبتهما واضحة أمام الضغوط المستمرة لتكون تحت مظلة طهران وطموحات الممتدة من نظام خامنئنى؟!
من الجانب الآخر نجد المملكة المغربية، تقطع علاقتها اليوم الأول من مايو مع نظام إيران بعد ثبوت أدلة الدعم الإيرانى المتمدد لتخريب الدول العربية يدعم بالسلاح لجبهة البوليساريو الانفصالية !
وزير الخارجية المغربى، يبلغ السفير الإيرانى بقرار طرده وغلق مقر السفارة بالرباط، إيران لم تقدم أى ردود ومن قبل قطعت علاقاتها 2009 لدعمها لمذهب التشيع فى المغرب، أما اليوم فهو وجدها بالدليل القاطع تدعم البوليساريو بتدريب وتسليح مقاتليها.. فى ساحة ذات حساسية لدولة عربية ذات سيادة على أراضيها، ولها كل الحق والخصوصية فى حلول مشكلاتها الحدودية والتى يفترض سياسيا وقانونيا ومنطقيا ومذهبيا وجغرافى أنه لا علاقة لإيران أو مليشياتها بالمغرب !
وفى هذا الشهر أيضا تحددت مقابلة بين رئيس أمريكا وكوريا الشمالية فهم أعداء وخصوم الأمس …واليوم ستفتح صفحة جديدة قد تعلن عنها فى لقاء محدد له عدد من النقاط توضع فى اعتبارها التحركات مما ستنعكس نتائجها على دول كثيرة صديقة لكوريا الشمالية مثل الصين وروسيا ودوّل حليفة مثل ايران وسوريا وبالتالى ملف إيران وكوريا الشمالية يعيد تحديد أولوياته فى هذا الشهر الذى يتوافق مع شهر رمضان الكريم.
كل يوم فى هذا الشهر سيحمل جديد فى مكان ما فى هذه المنطقة… وعلى الأذكياء أن يراجعوا حساباتهم فى تقديم تنازلات أو تسوية فى ملفات …ومصر بقيادتها لن تستسلم للمهاترات وستقف شامخة أمام كل المؤامرات كما هو عهدها دائما.