** وجود بعض المؤشرات على احتمال خفض التوتر في العلاقات الثنائية بين ( الولايات المتحدة / روسيا ) من خلال عقد قمة بين ( ترامب / بوتين ) يوم (16) يوليو الجاري في العاصمة الفنلندية ” هلسنكي ” ، ويتضح ذلك من خلال التصريحات فيما بين الجانبين ( الأمريكي / الروسي ) والتي ترحب بالقمة وضرورة عقدها لحل الملفات والقضايا الخلافية بين البلدين .. وتتمثل أهمية هذه القمة ( الروسية – الأمريكية ) في أنها قد تكون علامة فارقة في تاريخ علاقات ( روسيا / الولايات المتحدة ) وبداية نحو حوار متعدد المستويات والموضوعات ، وأنها لن تقف عند مستوى العلاقات الثنائية للبلدين بل ستمتد إلى ( القضايا والملفات الساخنة في العالم ، ومن أبرزها تطورات الأوضاع في كل من سوريا واليمن وليبيا والملف النووي لكل من إيران وكوريا الشمالية / الحد من التسلح / عدد من القضايا الإقليمية الأخرى ، وخاصة عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني ) .. يُذكر أن ” ترامب ” أطلق الكثير من الوعود خلال حملاته الانتخابية حول عزمه تحسين العلاقات الأمريكية مع موسكو ، حيث صرح بأنه لا يعتزم إغلاق الأبواب أمام مواصلة الحوار مع نظيره الروسي ” بوتين ” ، مؤكداً أن ذلك لا يخدم وحسب مصالح البلدين بل قضايا الأمن والسلام العالمي ، وهو ما يُرجح سعي الجانبين ( الأمريكي / الروسي ) لإنجاح هذه القمة .
** من المحتمل توصل الجانبين إلى حلول وسط لعدد من القضايا الدولية وخاصة فيما يتعلق بالأزمة السورية ، حيث أن آخر لقاء جمع بين ( ترامب / بوتين ) كان في نوفمبر 2017 في فيتنام على هامش قمة مجموعة الـ (20) ، وكان قد تم الاتفاق فيه على تخفيف مناطق التوتر في سوريا ، أما القمة المرتقبة بينهما فهناك توقع بأن يتجه الحديث فيها نحو عقد مؤتمر جنيف لتسوية الأزمة السورية .
** تلاحظ وجود مخاوف من قبل الجانب الأوروبي وخاصة من حلف الناتو من نتائج هذه القمة ، ففي الوقت الذي ترى فيه الولايات المتحدة الأمريكية أن هذه القمة ستعود بالاستقرار على الأوضاع ( الإقليمية / الدولية ) إلا أن حلف الناتو يسري عكس ذلك ، حيث قد يتم التطرق إلى المناورات التي يجريها الحلف في أوروبا – والتي دائماً ما كانت تُزعج روسيا – وقد يكون هذا الأمر أحد المحاور التي سيتطرق إليها كل من ( بوتين / ترامب ) خلال القمة ، وما يخشاه أعضاء حلف الناتو هو حدوث صفقة تبادلية بين الجانبين ( الأمريكي / الروسي ) بأن تدفع القمة واشنطن إلى احتمال سحب قوات أمريكية من أوروبا ومن أوكرانيا على وجه التحديد ، أو رفض واشنطن المشاركة في مناورات حلف الناتو ، مقابل استخدام روسيا نفوذها للمساعدة في سحب القوات الإيرانية من سوريا ، وما يُعزز هذا الاحتمال دعوات الولايات المتحدة الأمريكية لدول أوروبا لزيادة إنفاقها على الشئون العسكرية في حلف الناتو وهو ما شهد اعتراض من قبل عدد من دول أوروبا .
** فيما يتعلق بالنتائج المحتملة للقمة ، قد ينتج عن هذه القمة اتجاهاين كالآتي :
- الاتجاه الأول : يرى معظم ( الخبراء / المحللين ) أن قمة ” هلسنكي ” لن تُسفر سوى عن مجموعة من إعلانات النوايا للاستهلاك المحلى والدولي فقط .
- الاتجاه الثاني : هناك ترجيحات أخرى لعدد من ( الخبراء / المحللين ) بأن القمة يُمكن أن تصل الى اتفاق حول تشكيل مجموعات عمل سوف يُعهد إليها بالدراسة والفحص والبحث عن حلول للقضايا الخلافية بين البلدين .
** فيما يتعلق بمكاسب القمة :
- بالنسبة للجانب الروسي : يرى الخبراء بأن القمة المرتقبة تصب في مصلحة الرئيس الروسي ” بوتين ” وتدعم موقفه على خريطة السياسة ( الروسية / الإقليمية / الدولية ) ، حيث تعتبر القمة في حد ذاتها اعترافاً أمريكياً بأن روسيا لاعباً محورياً في كافة القضايا الدولية .
- بالنسبة للجانب الأمريكي : يرى الخبراء بأن هذه القمة تصب في مجملها لصالح ما يتخذه ” ترامب ” من قرارات وخاصة على الصعيد الداخلي ، حيث ستدعم القمة موقف ” ترامب ” في مواجهة خصومه قبيل الانتخابات النصفية للكونجرس في نوفمبر المُقبل .