مجموعات إرهابية
وأضاف أن القضية الثانية المهمة هي أن التقرير يؤكد أن قطر دفعت أموالاً لأفراد وكيانات تآمروا معها، وبينها من هو مصنف إما مجموعات إرهابية أو مدرجين كداعمين كبار للإرهاب العالمي، مثل الحرس الثوري الإيراني ورئيس فيلق القدس في الحرس الجنرال قاسم سليماني. ويخضع هذا التنظيم للعقوبات الأوروبية والأمريكية، ومثله مثل الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران مثل حزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراقي، التي قتلت القوات الأمريكية من خلال الهجمات المميتة والعبوات الناسفة، وللجماعات الإرهابية السورية مثل جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.
إنكار قطري
وفضلاً عن ذلك، كشفت الرسائل النصية والمكالمات الهاتفية إن الدوحة كانت غير صادقة في البداية في ما يتعلق بدفعها أموالاً للمجموعات الإرهابية، من خلال إنكار حصول مثل هذا الأمر. وفي وقت سابق أنكر القطريون مراراً وتكراراً وأكدوا بقوة أن الدوحة ليس لها شأن بهذه العملية. ومع ذلك فإن السفير القطري لدى الولايات المتحدة مشعل بن حمد آل ثاني كتب في مارس في صحيفة نيويورك تايمز ما يفيد أن “قطر لم تدفع فدية”.
وعلاوة على ذلك يجب ألا يغيب عن بالنا جانب آخر حاسم في ما يتعلق بدور النظام الإيراني في هذه العمليات أو ما شابهها. وتكشف المعلومات السرية المفصح عنها عن أحد أساليب جمع الأموال في الجمهورية الإسلامية، والتي تعتمد على الأنشطة غير المشروعة التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني، مثل الخطف والابتزاز، إلى جانب مجموعات الميليشيات التابعة له ووكلائه في أنحاء المنطقة.
استراتيجية الحرس الثوري
ولفت إلى أن ما تم الكشف عنه يشير إلى استراتيجية الحرس الثوري، الذي حاول ربط إطلاق سراح الرهائن بالتورط القطري في سوريا واليمن. وكان إثنان من مطالب الإفراج عن الرهائن القطريين هو أن “قطر يجب أن تنسحب من التحالف الذي تقوده السعودية ويقاتل المتمردين الشيعة في اليمن، وتأمين الإفراج عن الجنود الإيرانيين الذين يحتجزهم الثوار في سوريا”.
ويحاول النظام الإيراني بقوة توسيع نفوذه العسكري والسياسي في كلٍ من سوريا واليمن. في العراق، تمارس طهران نفوذاً كبيراً بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال تكتل يضم أكثر من 40 ميليشيا عراقية تعمل تحت مسمى الحشد الشعبي.
استغلال الصراعات
واخيراً، بحسب الكاتب، تلقي الرسائل والمراسلات الهاتفية التي تم الحصول عليها، الضوء على رغبة النظام الإيراني وميليشياته في استغلال الصراعات وتصعيدها، والأهم من ذلك، استخدام أساليب غير قانونية وغير أخلاقية لتحقيق نتائج سياسية وعسكرية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا يدل على أن الفساد في صميم هذه التنظيمات. لذا يجب أن تؤخذ فكرة تآمر قطر مع الحرس الثوري الإيراني، وحزب الله كي تنقل إلى إيران وميليشياتها الشيعية ومجموعات إرهابية أخرى نحو مليار دولار، على محمل الجد من قبل الحكومات الأخرى والمجتمع الدولي.