قرابة 8 ساعات قضتها أسرة الطفل إبراهيم بين لحظات الرعب واليأس بعد أن تم اختطاف نجلهم الصغير، من أمام منزله فى الساعة 11 مساء، حتى نجحت المفاوضات التى أبرمتها أسرة الطفل مع الجناة فى عودته مرة أخرى، بالتنسيق مع الجهات الأمنية من رجال مباحث قسم شرطة دروا برئاسة النقيب كريم عبد العباس، رئيس المباحث، بعد أن رسم رجال المباحث خطة محكمة للايقاع بالمتهمين وتحديد هويتهم والقبض عليهم فى غضون 4 أيام من ارتكاب الحادث.
“رجال الداخلية عاملوا ابنى كأنه ابنهم ولولاهم ما كنت رأيت ابنى من جديد”، بهذه الكلمات.. بدأ الحاج محمود إبراهيم، والد الطفل المختطف بمركز دراو بمحافظة أسوان، حديثه لليوم السابع قائلا: “الواقعة بدأت الساعة 11 مساء، الكل كان منشغل بحفل زفاف أحد الجيران، وكان ابنى يلهو بالشارع مع أصدقائه، فى ذلك الوقت تزامن وجود المتهم الأول والثانى داخل توك توك بالقرب من منزلى، لاستغلال فرصة وجود الطفل بمفرده واختطافه دون أن يكتشف أحد أمرهم، وبالفعل بعد نصف ساعة من الانتظار، تم اختطاف ابنى داخل التوك التوك، وفروا به المتهمين هاربين إلى منزل المتهم الرابع بإحدى المناطق الزراعية النائية بالمركز”.
وأشار والد الطفل قائلا:” لم نعلم باختطاف الطفل، إلا بعد أن تلقيت مكالمة هاتفية من أحد الخاطفين، يخبرنى خلالها بأن الطفل قد تم اختطافه ولن نراه مرة أخرى، إلا اذا استجبنا لمطالبهم بدفع فدية قدرها نصف مليون جنيه فى بادىء الأمر، حاولنا التفاوض مع المتهمين لتخفيض حجم الفدية حتى تم الاتفاق على دفع 160 ألف جنيه، إلا أنهم طالبوا بعدد من المصوغات الذهبية بقيمة 50 ألف جنيه وكانت عبارة عن 5 غوايش ذهبية، وبالفعل تم الاتفاق وتم تحديد مكان الاستلام بإحدى مقالب القمامة بأحد الميادين الرئيسية بالمركز، وبالفعل ذهبنا وتركنا الفدية، وفوجئنا بعدها بقرابة ساعة باتصال هاتفى من المتهمين يخبرنا بوجود الطفل أمام منزل جده”.
وكشف والد الطفل قائلا: “فوجئت بعد تحديد هوية المتهم الأول أشرف.س، مؤكدا أنه كانت تربطه بالمتهم علاقة صداقة جيدة، فكان دائم التردد عليه فى محل عمله كجواهرجى واعتاد أن يشترى منه مصوغات ويسددها على دفعات، موضحًا أنه كان متساهلا معه للغاية ويراعى ظروفه المادية، كما أن والد الطفل سبق وأن اشترى من المتهم كميات من البلاط قبل ذلك ولم يتم بينهما أى خلافات سابقة”
وعن خطة وزارة الداخلية بقسم شرطة دراو لعودة الطفل “إبراهيم” خلال ساعات من اختطافه والقبض على المتهمين فى أقل من 4 ايام، أكد والد الطفل، أن رجال المباحث تعاملوا بحسم وهدوء، حيث تم الاتفاق على التفاوض مع المهتمين وتوفير الفدية لهم، حتى يتمكنوا من تحديد هويتهم، ووعدونى بأن ما دفعته لهم نظير عودة ابنى سيعود لى خلال أيام، وبالفعل تمكنوا من تحديد الجناة من خلال المكالمات الهاتفية التى تمت بيننا، وبعد عودة الطفل تمكنوا من تحديد المنزل الذى تم اختطافه به، واستطاعوا القبض على المهتمين وضبط مبلغ الفدية بحوزتهم خلال 4 أيام فقط.
وعن أصعب الأوقات التى مرت على أسرة الطفل، أكد والده قائلا: شعرت باليأس عندما عجزت عن توفير مبلغ الفدية للخاطفين، حينها ابلغونى أنهم سيقوموا ببيعه لأشخاص أخرى لاستغلاله فى أنشطة غير قانونية مثل التسول وتجارة الأعضاء، لذا حاولت التفاوض معهم وجمعت مبلغ الفدية فى ساعات قصيرة، وشعرت بالأمن عندما تم ضبطهم والقائهم بالسجن”.
وكان المتهم الأول أشرف.س، صاحب مصنع بلاط، أدلى باعترافاته أمام النيابة قائلا أنه وبقية الجناة كانوا يمرون بضائقة مالية، لذا جاءت إلى أذهانهم خطة خطف الطفل إبراهيم. م، وشهرته مندور يبلغ من العمر 10 سنوات، لافتا إلى أن دوره فى الجريمة كان مراقبة الطفل أمام محل سكنه، خاصة بعد أن علموا بأن اسرته منشغلة عنه بسبب حفل زفاف أحد جيرانهم بالمنطقة.
وأوضح المتهم الأول أنه انتظر بالقرب من منزل الطفل برفقة المتهم الثانى ويدعى سعيد.ص، سائق توك توك، وانتهز وجود الطفل بالشارع وقاموا بخطفه داخل توك توك المتهم الثانى، وفروا به هاربين إلى إحدى المنازل بالمناطق الزراعية النائية بالمركز.
وكشفت تحقيقات النيابة إلى قيام المتهم الثالث شريف.س، سائق، والمتهم الرابع إيهاب.ف، بمراقبة الطريق واحتجاز الطفل داخل المنزل، كما تبين أن المتهمين قرروا اختطاف الطفل بهدف الحصول علي فدية مالية قدرها 120 ألف جنيه وعدد 5 غوايش ذهبية، نظرا لأن والده يملك محل مصوغات شهير.
وأمرت النيابة بحبس المتهمين الأربعة 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن اعترفوا بارتكاب الواقعة.