تصل في منتصف يناير الجاري إلى رصيف ميناء حيفا الإسرائيلي الحربي، الغواصة الخامسة من طراز “دولفين” التي أنتجتها ألمانيا لحساب إسرائيل، بعد رحلة طولها 3 آلاف ميل بحري، لتصبح الغواصة الخامسة من هذا الطراز التي تنضم إلى سلاح البحرية الإسرائيلي، على أن تتسلم إسرائيل الغواصة السادسة في 2019.
وتعد الغواصة الجديدة هي الأحدث من نوعها، بحسب موقع «سبوتنيك» الروسي، ومشابهة للغواصة السابقة “تانين” التي استلمتها إسرائيل من ألمانيا في 2012، وبإمكانها حمل 50 شخصا على متنها، وتستطيع حمل صواريخ ذات رءوس نووية، كما تتميز بقدرتها على البقاء تحت الماء مدة أسبوعين، وتستطيع الاختفاء دون تتبع من أجهزة الرصد المتطور، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي.
ويعود تاريخ حصول إسرائيل على هذا النوع من الغواصات إلى عام 1999، عندما حصلت على أول غواصة من هذا الطراز، وحملت الاسم دون تغيير وهو “دولفين”، ثم في 2000 امتلكت غواصتين أخريين من نفس الطراز، وهما “ليفايثين” أي (وحش البحار) و”تيكوما”، وانضمت الغواصة الرابعة التي حملت اسم “تانين” إلى سلاح البحرية الإسرائيلية في 2012، وبوصول “راحاف” الغواصة الخامسة يصبح لدى البحرية الإسرائيلية 5 غواصات من هذا الطراز – بحسب موقع “نيفل تكنولوجي” -.
وكانت مصر دشنت مع شركة “تاسين كروب للأنظمة البحرية” الألمانية، أول غواصة مصرية حديثة من طراز “209/1400” في 10 ديسمبر الماضي، وتعاقدت مع فرنسا لشراء 4 فرقاطات، على أن تتسلم أول فرقاطة منهم في 2017، بحسب تصريحات لأسامة ربيع، قائد القوات البحرية المصرية.
وبحسب موقع “جلوبال فاير باور” المهتم بتصنيف القوة العسكرية للدول، تحتل البحرية الإسرائيلية المرتبة الـ35 في العالم من حيث القوة البحرية، بينما تتفوق عليها البحرية المصرية؛ حيث تأتي في المرتبة السادسة، رغم امتلاك إسرائيل عدد أكبر من الغواصات مقارنة بمصر، بحسب الموقع ذاته، وتمتلك الأولى 5 غواصات، في حين تمتلك مصر 4 فقط، لكن مصر تمتلك عددا أكبر من القطع البحرية؛ حيث تمتلك 245 قطعة عسكرية بحرية، في حين تمتلك إسرائيل 66 قطعة فقط.
وعلق اللواء أركان حرب أحمد عبد الحليم، على ما أثير بشأن إمكانيات الغواصة الإسرائيلية الجديدة، قائلا: “ما المشكلة في أن تشتري إسرائيل غواصة جديدة، ومش مفاجأة أنها تشتريها، وإسرائيل أقدمت على هذه الخطوة طبقا لحساباتها لما يجابهها من تحديات في المنطقة، والقوات المسلحة المصرية تجرى حساباتها طبقا لأكبر التهديدات التي تجابهها من وجهة نظرها”.
وأضاف عبد الحليم “هذه الخطوة لا تمثل مفاجأة خاصة بالنظر إلى التحديات، التي باتت تجابهها تل أبيب، فإسرائيل لديها حقول غاز بحاجة إلى الحماية من وجهة نظرها بمنطقة شرق المتوسط، ومصر بناء على احتياجاتها اشترت حاملة طائرات”.
وتابع: “البناء الإستراتيجي للقوات المسلحة يتم طبقا لأكبر التهديدات المتصورة، وليس بالضرورة أن يكون هناك تهديد فعلي، ونحن في حالة جوار إستراتيجي وجوار جغرافي مع تل أبيب، والموضوع لا يحتاج معدات تنفذ ضربات طويلة المدى، وكل ما تعلن عنه إسرائيل من إمكانيات لهذه الغواصات على حمل رءوس نووية من قبيل التهويل”، خاتما كلامه بتساؤل: “ما فائدة الإعلان عن شراء غواصة وأدعي استطاعتها ضرب إسبانيا، بينما التهديد الحقيقي بالنسبة لي في المنطقة بجواري”.