المشعر الحرام يراد به أحيانًا المكان المعين الذي بني عليه المسجد، وهو الذي أتاه النبي عليه الصلاة والسلام حين صلى الفجر في المزدلفة، ركب حتى أتى المسجد الحرام ووقف عنده ودعا الله وكبره وهلله حتى أسفر جدًا.
والمراد بالمشعر الحرام جميع مزدلفة، أحيانًا المشعر الحرم يراد به جميع المزدلفة، وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «وقفت هاهنا وجمعٌ كلها موقف»، وقد الله عز وجل: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ﴾.
وعلى هذا فيكون المشعر الحرام تارةً يراد به المكان المعين الذي وقف عنده النبي صلى الله عليه وسلم وهو الجبل المعروف في مزدلفة وعليه بني المسجد، وأحيانًا يراد به جميع المزدلفة؛ لأنها مشعر حرام، وإنما قيدت بالمشعر الحرام لأن هناك مشعرًا حلالًا وهو عرفة، فإنه مشعر، بل هو أعظم المشاعر المكانية، فهو مشعر لكنه حلال؛ لأنه خارج أميال الحرام، بخلاف المشعر الحرام بمزدلفة الذي يقف الناس فيه فإنه حرامٌ، ولم تُسَمَّ منى مشعرًا حرامًا لأنه ليس فيها وقوف، والوقوف الذي بين الجمرات في أيام التشريق ليس وقوفًا مستقلًا، بل هو في ضمن عبادة رمي الجمرات.