الركن الإسلامي

مركز الأزهر للفتوى يقدم نصائح وإرشادات لطلاب المدارس

قدم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، مجموعة من النصائح والإرشادات لطلاب المدارس،مؤكدا ضرورة أن نضع نصب أعيننا مسئوليتنا أمام أبنائنا الطلاب من خلال هذه النصائح.

وناشد المركز، الطلاب أن يستقبلوا عامهم الدراسي الجديد بالتفاؤل، ولا يستمعوا للمتشائمين، قال صلى الله عليه وسلم: «..وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ» قِيلَ: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: «الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ». مُتفق عليه، قال الحليميُّ: (كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعجبه الفأل؛ لأنّ التّشاؤم سوء ظنّ بالله تعالى بغير سبب محقّق، والتّفاؤل حسن ظنّ به، والمؤمن مأمور بحسن الظّنّ بالله تعالى على كلّ حال). [فتح الباري لابن حجر العسقلاني]

وأضاف، أن الطالب عليه أن يكون نشط دائما ويقبل على العلم ويستعيذ بالله من الكسل، فقد كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله منه ويقول: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَجْزِ وَالكَسَلِ…» أخرجه البخاري.

كما يجب عليه أن يلتزم بالإنضباط والمحافظة على الوقت، قال الله تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ * وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ * لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ} [يس: 38 – 40].

وتابع المركز فى نصيحته للطالب: احرص على تعلم الجديد دائمًا؛ فأهل العلم هم أخشى الناس لله عز وجل، قال –تعالى- : {…إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} [فاطر:28]، وأعمار معارفهم أطول من أعمارهم، ومنافعهم متعدية؛ لهذا رفع الله عز وجل درجتهم فقال: {…يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ…} وعليك أيها الطالب أن تعرف قيمة المعلم؛ فالمعلم له دور كبير في بناء شخصية طلابه، والارتقاء بمستواهم التربوي والمعرفي؛ ولهذا ينبغي أن يُعامَل بإجلال واحترام، وأن تكون نظرتك إليه نظرة تأدب واقتداء.

وذكر لرسول الله –صلى الله صلى الله عليه وسلم- رجلان أحدهما عابد والأخر عالم فقال: (فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم) ، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله وملائكته، وأهل السموات والأرض، حتى النملة في جحرها، وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير)

وناشد الطلاب أن ينظروا إلى حوار سيدنا موسى عليه السلام مع العبد الصالح لما كان سيدنا موسى متعلمًا بين يديه، قال سبحانه وتعالى على لسان كليمه: {…هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا * وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا}. [الكهف: 66-69]، فلا تتردد أن تسأل معلميك لتزداد معرفتُك، ولا يحملنك حياؤك على ترك الاستيضاح إن احتجت إليه، قال مجاهد: «لاَ يَتَعَلَّمُ العِلْمَ مُسْتَحْيٍ وَلاَ مُسْتَكْبِرٌ» صحيح الإمام البُخاري.

ونوه المركز بأن الطالب عليه أن يعرف أن وجوده بين زملاءَ متميزين؛ ينمي مهارته، ويزيد نشاطه، فعليه أن يختار صحبةً دراسية صالحة، وخالقهم بخلق حسن، قال صلى الله عليه وسلم: «…وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» أخرجه الترمذي، ولا بد أن يعلم أن مكانه الذي يتلقى فيه الدراسة له حق عليه، سواء أكان كلية أو مدرسة أو معهدًا، وحقّه أن تحافظ على صلاحيته لأداء رسالته، ونظافته، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ…» أخرجه مسلم.

وأكد أن التعليم الناجح يصنع وطنًا ناجحًا في شتى المجالات؛ فاحرص أن تكون لبنة صالحة في صرح الوطن العظيم؛ فنجاح وطنك يبدأ من نجاحك وتفوقك.

زر الذهاب إلى الأعلى