جمعت الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، الذي يحل اليوم الذكرى 48 لوفاته، وعبدالحكيم عامر في غزة أثناء حرب فلسطين عام 1948 أحاديث طويلة في الوقت الذي كانا يطوفان بالمواقع التي كانت عليهما التواجد فيها بالمناوبة.
وذكر زعيم الأمة، في مذكراته عن حرب فلسطين بعنوان “كلمة صريحة”، تفاصيل الكتائب الأربع التي جمعتهما في فلسطين، وقال فيها: “كانت مواقع الكتائب كما يلي..الكتيبة السادسة متحركة من رفح إلى غزة..والكتيبة التاسعة تستعد لمغادرة غزة بعد وصول كتيبتنا إليها.. والكتيبتان الأولى والثانية متحركتان إلى الأمام في اتجاه المجدل على الطريق الساحلي”.
وكان الوقت بعيدا عن الأهل يمر ببطء، فكانا يقضيان معظم وقتهما في الحديث معا، لم تقتصر أحاديثهما عن الحرب فقط، فيذكر عبدالناصر أنه صارح عبدالحكيم عامر بهواجسه ومخاوفه خلال رحلتيهما إلى غزة عبر العريش.
وقال عبد الناصر في مذكراته عن هواجسه التي حكاها لعبدالحكيم عامر: “كنت أحس أن هناك عملية بعثرة لقواتنا، فنحن نتقدم على السهل الساحلي ونترك المستعمرات المحصنة وراء ظهورنا تهاجم جناحنا الشرقي وخطوط مواصلتنا”.
وكانت الظروف قاسية أيضا على الجنود، فلم تخصص ميزانية لطعام الجنود سوى ألف جنيه، كانت في عهدة عبدالحكيم عامر، وسلمها لعبدالناصر، وقال في مذكراته: “تركني عبدالحكيم مع كتيبته المتقدمة إلي الأمام والتي كان عليها واجب في معركة دير سنيد وكان علي أن أشتري بهذه الألف جنية كل ما أستطيع شراءه من جبن وزيتون”.