أخبار عالميةأخبار عربية و إقليميةتحقيقات و تقاريرعاجل

أزمة اختفاء الصحفي السعودي ” جمال خاشقجي ” .. ( السيناريوهات / التداعيات / الأطراف المستفيدة )

تصاعدت خلال الفترة الماضية أزمة اختفاء الصحفي السعودي المعارض ” جمال خاشقجي ” – الذي يُعرف بمعارضته الشديدة لولي العهد السعودي ” محمد بن سلمان ” – عقب دخوله القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية يوم (2) أكتوبر الجاري ، وسط تضارب الأنباء حول مصيره ( اغتياله / ترحيله إلى أراضي المملكة العربية السعودية ) .. وذلك في ظل استمرار تمسك كل من ( الرياض / أنقرة ) بروايتهما المتناقضتين عن مكان وجوده ، حيث زعم ( المسئولون الأتراك / وسائل الإعلام التركية ) أن ” خاشقجي ” تم اغتياله داخل القنصلية .. في المقابل نفت السعودية ذلك ، مؤكدة أن ” خاشقجي ” غادر مبنى قنصليتها في اسطنبول ، كما أرسلت وفداً إلى تركيا للمشاركة في التحقيقات ، وذلك عقب مرور نحو (12) يوماً من تصاعد حدة الأزمة .
ومن خلال المتابعة والتحليل وربـط مختلف تطورات الأحداث التي وقعت منذ اختفاء
” خاشقجي ” ، وحتى الآن تلاحظ تورط عدد من الأطراف كـ ( الولايات المتحدة / تركيا / قطر ) ، بالإضافة لجماعة الإخوان وأدواتها الإعلامية في تصعيد الأزمة لاستغلاها للضغط على المملكة العربية السعودية ، وذلك لتحقيق أكبر قدر من المكاسب والمصالح السياسية والاقتصادية .

وفيما يلي استعراض دقيق لـ ( السيناريوهات المحتملة المستقبلية على ضوء تطورات الأوضاع في هذا الملف / أبرز التداعيات التي من المتوقع حدوثها في حالة التصعيد في هذا الملف سواء سياسياً أو اقتصادياً / إسرائيل وتداعيات قضية اختفاء الصحفي السعودي خاشقجي عليها / أبرز الأطراف المستفيدة من تصعيد تلك الأزمة في الوقت الحالي ومكاسبها من وراء ذلك – تركيا – الولايات المتحدة – قطر / تقييــم دقيق للموقف العربي والدولي والإيراني من أزمة خاشقجي / دور وسائل الإعلام الأجنبية في تأجيج قضية اختفاء خاشقجي / … ) .
السيناريوهات المحتملة المستقبلية على ضوء تطورات الأوضاع في هذا الملف
أولاً : السيناريو الأول .. التهدئة القريبة من جميع الأطراف
1 – يتضح على الرغم من التصعيد الواضح في هذا الملف وخاصة في الــ (48) ساعة الماضية سواء على الصعيد ( السياسي / الإعلامي ) ، ولكن لا يزال هذا السيناريو هو الأقرب للحدوث ، خاصة أنه الأفضل لجميع الأطراف ( السعودية / تركيا / الولايات المتحدة ) لتداخل المصالح وصعوبة تحمل تبعات سيناريو التصعيد ، وكذلك لتحقيق الولايات المتحدة لهدفها من إثارة تلك الأزمة وهي تشكيل ضغط دولي على السعودية – هذا ما تحقق فعلياً – .. وقد بدأت بوادر هذا السيناريو تظهر من خلال الآتي :
أ – إجراء الملك ” سلمان ” اتصالاً هاتفياً بالرئيس التركي ” أردوجان ” ، أعرب خلاله الملك
” سلمان ” عن شكره لـ ” أردوجان ” على ترحيبه بمقترح السعودية بتشكيل فريق عمل مشترك لبحث موضوع اختفاء ” خاشقجي ” ، وتأكيده على حرص المملكة على علاقاتها بتركيا بقدر حرص تركيا على ذلك ، وأنه لن ينال أحد من صلابة هذه العلاقة .
ب – تردد أنباء عن وصول رئيس الاستخبارات السعودية ” خالد الحميدان ” يوم (14) أكتوبر إلى تركيا لبحث ملف الصحفي ” خاشقجي ” ولقائه مع مسئولين أتراك .
جـ – إشادة ” أردوجان ” بالعلاقات الأخوية المتميزة والوثيقة القائمة بين تركيا والسعودية .
د – دخول الشرطة التركية مقر القنصلية السعودية في إسطنبول لتفتيش مقر القنصلية ضمن فريق التحقيق المشترك بين السعودية وتركيا .
هـ – إجراء الرئيس الأمريكي ” ترامب ” اتصالاً هاتفياً بالملك ” سلمان ” ، تم خلاله بحث مستجدات الأحداث في المنطقة واستعراض العلاقات الثنائية بين البلدين .. وتأكيد ” ترامب ” أنه استنتج من حديث الملك ” سلمان ” أن قتلة مارقين ربما كانوا خلف مقتل ” خاشقجي ” ، ووصول وزير الخارجية الأمريكي للرياض للقاء الملك ” سلمان ” .
2 – فيما يتعلق بالجانب الأمريكي :
من المُتوقع أن التصعيد الأمريكي الحالي في تلك القضية كان مجرد ( عقاب بسيط ) – بمثابة ورقة ضغط – لولي العهد ” محمد بن سلمان ” على رده على تصريحات الرئيس ” ترامب ” بشأن أنه يجب على السعودية أن تدفع المال مقابل حماية الولايات المتحدة لها من الخطر الإيراني ، حيث أكد ” بن سلمان ” أن (( المملكة لن تدفع في الوقت الراهن أي شيء مقابل أمنها ، مؤكداً أن الرياض تشتري الأسلحة من الولايات المتحدة ولا تأخذها مجاناً ، وأن السعودية موجودة قبل أمريكا بـ 30 عامًا )) .. حيث يواصل ” ترامب ” ابتزاز السعودية هذه المرة عبر إثارة ملف حقوق الإنسان والحريات مع الرياض أمام المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية المدفوعة ، وذلك بعد أن حاول مؤخراً إثارة موضوع حماية الولايات المتحدة العسكرية لوجود النظام السعودي حسب زعمه بقوله ( نحن نحمي السعودية ، هل ستقولون إنهم أغنياء ؟. أنا أحب الملك سلمان ، لكني قلت أيها الملك نحن نحميك ربما لا تتمكن من البقاء من دوننا لأسبوعين ، عليك أن تدفع ) . ولكن من غير الوارد تصعيد تلك الأزمة بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة ، وذلك لعدة أسباب :
أ – الرئيس ” ترامب ” يؤمن بشكل كبير بـ ( لغة المصالح ) ، وقد بنى جزءًا مهماً من خطته الاقتصادية الداخلية على محاولة ابتزاز أموال السعودية تحت شعار ” الدفع مقابل الحماية ” ، الذي يردّده في جميع لقاءاته الجماهيرية ويتفاخر به كأنه أحد إنجازاته في السياسة الخارجية ، وهو بالتأكيد ليس لديه استعداد أن يضحّي بمليارات الدولارات التي يأخذها من السعودية سواء في شكل مبيعات للسلاح أو استثمارات اقتصادية ، حيث أكد ذلك صراحة في لقاء تليفزيوني مؤخراً ( إنه لن يضحّي بالعقود العسكرية بين واشنطن والرياض ، والتي تصل إلى حوالي 110 مليار دولار ، خصوصاً وأنه في موسم انتخابي الآن ، وبحاجة إلى الأموال من أجل مواصلة الأداء القوي للاقتصاد الأمريكي ، وتوفير آلاف الوظائف للأمريكيين ، لا أريد أن ندع روسيا والصين يأخذان تلك الأموال ) .
ب – يركز الرئيس ” ترامب ” في استراتيجيته بالمنطقة على التحالف الوثيق بين ( السعودية / إسرائيل / الإمارات / مصر ) ، وذلك في مواجهة إيران ، وفي حالة استمرار التصعيد في هذا الملف فإن أي تغيير في مربع التحالفات الحالي سيكون في غير صالح الولايات المتحدة خصوصاً أن ( مصر / الإمارات / إسرائيل ) لن يسمحوا بذلك ، حيث من المتوقع أن تلعب تلك الدول دوراً كبيراً في التقليل من حجم الضرر الذي قد تتركه أزمة ” خاشقجي ” على العلاقات الأمريكية – السعودية ، كما ستحاول إسرائيل استغلال علاقاتها داخل إدارة ” ترامب ” خصوصاً مع زوج ابنته وكبير مستشاريه ” جارد كوشنير ” من أجل مجابهة الضغوط التي يتعرّض لها ” ترامب ” من الرأي العام والكونجرس الأمريكي بشأن فرض عقوبات على السعودية .. حيث من الصعب تقويض ” ترامب ” لأحد أهم حلفاء واشنطن في المنطقة من أجل أي شخص مهما كان حجمه أو وزنه أو تأثيره .
جـ- من المُتوقع ألا تتوقّف شركات العلاقات العامة واللوبي التي تعمل لصالح ( السعودية / الإمارات ) في واشنطن وهي مؤثرة للغاية ، حيث ستقوم بالضغط على أعضاء الكونجرس الذين يطالبون الآن بمعاقبة السعودية من أجل تخفيف لهجتهم ، خصوصاً مع اقتراب موسم انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس ، وحاجة هؤلاء الأعضاء لكل أشكال الدعم من أجل الاحتفاظ بمقاعدهم خصوصاً في مجلس الشيوخ .
3 – فيما يتعلق بالجانب التركي :
يظهر بوضوح أن تركيا قد تلجأ بقوة لهذا السيناريو ، خاصة أن لديها شبكة متشعبة من المصالح مع السعودية ، والتي تسعى للحفاظ عليها ، خاصة أنها حالياً في حاجة شديدة للاستثمارات السعودية ، والتي تتجاوز حالياً (6) مليار دولار ، في حين يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي (50) مليار دولار ، وهو أمر يضع ضغوطاً قوية على تركيا ، خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها ، وانخفاض قيمة الليرة التركية بنسبة تتجاوز (40%) خلال الشهور الماضية ، وعلى الرغم من أن العلاقات الثنائية بين ( السعودية / تركيا ) تشهد فتور نسبي مؤخراً قبل هذا الحادث ، حيث تتهم تركيا السعودية بدعم أكراد سوريين ، كما اتهمت تركيا بصورة غير رسمية دولاً خليجية من بينها السعودية والإمارات بـ ” التآمر ” على الليرة التركية ، ولكن تركيا مهتمة بأن تكون السعودية مدانة لها ، ومن ثم قد تستجيب لطلباتها فيما يتعلق برفع الحصار على قطر – الحليفة الأقرب لتركيا في الخليج العربي – ، كما قد تكون تلك الخطوة التركية في تسوية موضوع الحادث مع السعودية بوابة لتوسيع التبادل التجاري بين تركيا ودول المجموعة الخليجية بشكل عام .
4 – يُعد هذا السيناريو الخاص بحدوث تسوية أو صفقة ثلاثية بين ( تركيا / السعودية / الولايات المتحدة ) هو الأقرب ، بحيث لا يتحمّل النظام السعودي بشكل مباشر مسئولية اختطاف ” خاشقجي ” واغتياله ، وأن يتم توجيه الاتهام لأفراد عاديين ، وفي هذه الحالة سوف يخرج الجميع فائزاً ، وهذا السيناريو تزداد فرص حدوثه ، حيث يتناغم مع مصالح كل الأطراف ، وأن ما يحدث حالياً هو مجرد ” زوبعة إعلامية ” ستنتهي قريباً .
ثانياً : السيناريو الثاني .. استمرار التصعيد الجزئي من جانب الولايات المتحدة لفترة زمنية معينة لتحقيق أهدافها ثم الوصول لتسوية استمرار تلك الأزمة على الساحة لفترة زمنية معينة ، ومحاولة الولايات المتحدة بمعاونة حلفائها في أوروبا ممارسة المزيد من الضغوط على السعودية – ابتزازها قدر المُستطاع – لتنفيذ بعض أهدافها .. وأبرزها :
1 – ابتزاز السعودية للحصول منها على المزيد من الأموال وفقاً لتصريحات ” ترامب ” ( الأموال مقابل الحماية ) ، ومحاولة تكرار ما حدث لـ ” القذافي ” فيما عرف بقضية” لوكربي” ، فقد تم توظيف هذه القضية لاستنزاف ثروات ليبيا والضغط على نظام ” القذافي ” .
2 – الضغط على السعودية بشكل خاص ودول المقاطعة بشكل عام لإنهاء المقاطعة والحصار المفروض على قطر ، وذلك نتيجة صفقة مستقبلية بين ( قطر / الولايات المتحدة / تركيا ) .
3 – احتمالية أن يكون التصعيد الأمريكي الحالي في تلك القضية يهدف إلى إعادة النظر مرة أخرى في ( فتح ملف الخلافة في السعودية ) .. فعلى الرغم من أن الرئيس ” ترامب ” وصهره ” جارد كوشنير ” دعما بقوة صعود ” محمد بن سلمان ” إلى موقع الصدارة في النظام السياسي السعودي وأشادا بدوره الإصلاحي داخلياً وصلابته في مواجهة إيران خارجياً ، فمن الواضح تماماً أن هذا الدعم تحول من مكسب للإدارة الأمريكية إلى عبء عليها ، وتجد الإدارة الأمريكية صعوبة حقيقية في الوقت الحالي في الاستمرار في دعمها لـ ” محمد بن سلمان ” ، وخاصة أن حملة الانتقادات للقيادة السعودية أصبحت تنتشر بشكل كبير في أوساط ( الإعلام / الكونجرس / المنظمات الحقوقية والأكاديمية ) الأمريكية ، بصورة أشد وقعاً وتأثيراً ، وغير مسبوقة منذ أحداث (11) سبتمبر 2001 ، حيث من المحتمل أن تستغل الإدارة الأمريكية تلك الأزمة للتدخل المباشر لتصويب مسارات السياستين ( الداخلية / الخارجية ) لولي العهد ” محمد بن سلمان ” والتي تميزت بالتهور والاندفاع وفقاً لرؤية الإدارة الأمريكية ، وخاصة في أعقاب أزمة ( السعودية / كندا ) الأخيرة .. وفي حالة عدم استجابة ” محمد بن سلمان ” للآراء الأمريكية ، فمن الممكن أن يتم فتح قضية ” الخلافة ” في حكم السعودية من جديد ، معتمدين على حدوث حراك داخل الأسرة السعودية لإنقاذ حكمها وصورتها ومكانتها ، حتى وإن كان الثمن ” التضحية ” بـ ” محمد بن سلمان ” ، والأقرب لهذا المنصب قد يكون سفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأمير ” خالد بن سلمان ” أحد أبناء الملك ” سلمان بن عبد العزيز ” ، والأخ الشقيق لولي العهد السعودي” محمد بن سلمان ” .
4 – الضغط على السعودية لإيجاد حل للأزمة اليمنية وإيقاف الحرب المندلعة منذ حوالي (43) شهراً ، ولاسيما بعد بدء مؤسسات ومنظمات أمريكية في انتقاد الدور الأمريكي فيها ، وخاصة بعد ارتفاع تكلفتها الإنسانية وتحولها إلى مأساة وفقاً لتقارير منظمات دولية .

ثالثاً : السيناريو الثالث .. التصعيد بشكل كامل
هذا السيناريو يُعد بعيداً نسبياً عن التحقق على أرض الواقع ، حيث ستخسر كل الأطراف في حالة تحققه ( الولايات المتحدة / تركيا / السعودية ) ، بل ستتعدى الخسائر تلك الأطراف ، مما سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي بشكل عام ، وعلى منظومة العلاقات السياسية في المنطقة بشكل عام .. ومن أبرز التداعيات التي من المتوقع حدوثها في حالة التصعيد .. ما يلي :
على المستوى الاقتصادي :
1 – خلال أزمة ” خاشقجي ” هبط الريال السعودي إلى أدنى مستوى له منذ عام ونصف ، حيث بلغ سعر الريال السعودي (3.7524) للدولار خلال المعاملات ( الاثنين 15 أكتوبر 2018 ) ، وهو أضعف مستوى له منذ يونيو 2017 .. ويربط البنك المركزي السعودي العملة عند (3.75) ريال للدولار ، وغالباً ما تتحرك العملة في نطاق بين (3.7498) إلى (3.7503) ، ولكن هذا الهبوط محدود للغاية ، ومن المتوقع أن يعود للارتفاع سريعاً مرة أخرى .
2 – بالنسبة لوضع البورصة السعودية ، فقد سجلت خلال تداولات ( الأحد 14 أكتوبر 2018 ) خسائر بحوالي (16.6) مليار دولار من قيمتها السوقية ، ولكنها ارتفعت مرة أخرى في بداية التداول ( الاثنين 15 أكتوبر 2018 ) ، وذلك وسط مؤشرات لتعويض تلك الخسائر .. وتظهر المؤشرات صلابة السوق السعودية ، والثقة التي تعامل بها المستثمرون خاصة بعد بيان الرياض القوي رداً على تهديدات ” ترامب ” بفرض عقوبات على المملكة .. وبالطبع لن تقف السعودية مكتوفة الأيدي في حالة وقوع أضرار اقتصادية عليها بسبب تلك الأزمة ، وستقوم بالرد بقوة على ذلك .
3- تأثير قضية اختفاء ” خاشقجي ” بالسلب على رؤية السعودية 2030
أ – مجهودات كبيرة تقوم بها السعودية في طريق الإصلاح على مختلف الأصعدة ، في إطار رؤيتها الطموحة 2030 ، والتي أعلن عنها ولي العهد ” محمد بن سلمان ” في إبريل من عام 2016 ، وبحسب التقارير والمعلومات المتداولة فإن المملكة تسير على خطى ثابتة في اتجاه تحقيق رؤيتها سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي .. ومع اقتراب ( مبادرة مستقبل الاستثمار ) المقرر انعقادها في الفترة من ( 23 : 25 ) أكتوبر الجاري وظهور أزمة اختفاء ” خاشقجي ” ، مع حملة إعلامية ضخمة من قبل النظام القطري والإخواني لتشويه صورة السعودية أمام الرأي العام ، الأمر الذي أثار مخاوف عدد من المستثمرين والمتعاونين مع السعودية لتنفيذ رؤيتها الطموحة .
ب – توالت انسحابات شركات تجارية كبرى ومؤسسات إعلامية بارزة ومستثمرين كبار من المشاركة في المؤتمر احتجاجاً على أزمة ” خاشقجي ” ، وفيما يلي أبرز المقاطعين أو المنسحبين من الشراكة في المؤتمر :
** أعلنت شركتا ( فورد موتور / جي بي مورغان ) الأمريكيتين مقاطعة المؤتمر ، حيث ألغى ” بيل فورد ” رئيس شركة ( فورد موتور ) خطط حضور المؤتمر ، وهو ما فعله ” جيمي ديمون ” الرئيس التنفيذي لشركة ” جي بي مورغان ” .
** انسحبت من المؤتمر مؤسسات إعلامية كبرى مثل ( شبكة سي إن إن الإخبارية / صحيفة فايننشال تايمز / صحيفة نيويورك تايمز / شبكة سي إن بي سي / وكالة بلومبرج للأنباء ) .. فيما أعلنت شبكة ( فوكس بيزنس ) ، وهي المؤسسة الإعلامية الغربية الوحيدة التي لم تقرر إلغاء مشاركتها في المؤتمر أنها تراجع هذا القرار .
** أعلن الملياردير البريطاني ” ريتشارد برانسون ” رئيس مجموعة ( فيرجن جروب ) عن تعليق محادثات شركته مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي ، وعمله الذي كان مقرراً في مشروعين سياحيين بمشروع ( نيوم ) .
** ألغت شركة العلاقات العامة في واشنطن ( هاربر غروب ) عقدها مع السعودية .. وكانت الشركة تقدم خدماتها للسعودية منذ إبريل 2017 بموجب عقد قيمته (80) ألف دولار في الشهر .
** أكد الرئيس التنفيذي لشركة ( أوبر ) – خدمات سيارات الأجرة – ” دارا خسروشاهي ” أنه قرر مقاطعة مؤتمر الرياض بسبب اختفاء ” خاشقجي ” .
** أعلن رئيس شركة ” واي كومبينيتور ” تعليق دوره بالمجلس الاستشاري لمشروع نيوم لحين اتضاح الحقائق بشأن اختفاء ” خاشقجي ” .
** أعلنت المديرة التنفيذية لشركة ( جوجل كلاود ) ” ديان غرين ” انسحابها من المؤتمر الاستثمار السعودي .

على المدى المستقبلي
بالحديث عن أبرز التداعيات في حال اتخاذ عقوبات ضد السعودية ، يمكن التأكيد على النقاط التالية :
1 – النفــط :
أ – تعد السعودية واحدة من أكبر منتجي ومصدري النفط في العالم ، حيث تحتل حالياً المرتبة الأولى من حيث التصدير ، وتصدر السعودية نحو (10.7) مليون برميل يومياً ، كما أن لديها مخزوناً احتياطياً يقدر بـ (1.3) مليون برميل يومياً دون أي استثمار ، بينما لديها مخزون استراتيجي يصل إلى (266.26) مليار برميل ، يكفي السوق العالمية لمدة (68) عاماً مقبلة .
ب – تصدر السعودية نحو (12.5%) من الاحتياج اليومي للسوق العالمي من النفط ، وتنتج وتصدر نحو ثُلث إنتاج دول منظمة ” أوبك ” ، وتأتي ( العراق / إيران ) تاليتَيْن للمملكة في قائمة الدول المصدرة للنفط بمجموع (8) ملايين برميل للدولتين مجتمعتين ، مما يشكل نحو (10%) من الإنتاج العالمي اليومي ، وليس باستطاعتهما مجتمعتين الاقتراب من المعدلات السعودية الكبيرة ، بخلاف المشاكل السياسية التي يواجهها البلدان وعدم استقرارهما ، فضلاً عن العقوبات الأمريكية على طهران التي أدت بها لتخفيض إنتاجها .
جـ- بالتالي فإن أي إجراء من شأنه التأثير على السعودية اقتصادياً قد يعود ضرره على حركة تصديرها للنفط ، وانخفاض معدل التصدير ، وهو ما يعني ارتفاع سعر برميل النفط ليقفز من (80) دولار إلى رقم أكبر كثيراً لا يمكن توقعه ، وهو ما يخشاه الرئيس ” ترامب ” ، حيث دعا مؤخراً دول ( أوبك ) لزيادة المعروض لتخفيض الأسعار التي وصلت إلى (80) دولار للبرميل .
د – يكفي القول إنه عندما قررت السعودية في شهر يوليو الماضي التعليق المؤقت لجميع شحنات النفط التي تمر عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي بالبحر الأحمر بسبب هجوم الحوثيين على ناقلتي نفط سعوديتين ، أدى ذلك إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية ، وتأثر السوق العالمي سلباً .
هـ – الخلاصة : إن العالم ليس على استعداد نهائياً لخسارة مصدر مهم للنفط في حال قررت السعودية تخفيض أو إيقاف إنتاجها ، وهو ما قد يسبب صدمة كبرى في الأسواق العالمية ، وخسائر فادحة لا يمكن توقعها أبداً .
2 – خسارة الولايات المتحدة عقود سعودية ضخمة :
أ – أكد ” ترامب ” أنه من الصعب خسارة عقود التسليح التي أبرمتها السعودية مع الإدارة الأمريكية التي تقدر بنحو (110 ) مليار دولار ، ولكن الاحتمال الأسوأ أن الولايات المتحدة قد تخسر فرصاً استثمارية تقدر بـ (300) مليار دولار تقريباً في قطاعات الطاقة والتعدين والصحة والطيران والتقنية والبتروكيماويات والنفط والغاز ، إضافة إلى قطاعات الطيران والتصنيع والاستثمار ، وفقاً لعقود سبق أن تم إبرامها أثناء زيارة الرئيس الأمريكي للرياض ، وكذلك أثناء زيارة ولي العهد للولايات المتحدة في إبريل الماضي .
ب – فخسارة مثل هذه العقود ستضيع على المواطن الأمريكي فرصاً وظيفية هائلة كانت ستوفرها تلك العقود ، أما الفرص الوظيفية السعودية فيمكن تعويضها من خلال إبرام السعودية عقوداً بديلة مع دول أخرى كبيرة ، وهو ما أشار إليه
” ترامب ” نفسه في حديث سابق ، حينما أكد أن السعودية أمامها فرص أخرى هائلة مع ( روسيا / الصين ) كمثال ، وعلى ذلك فإن الخاسر الحقيقي هو الولايات المتحدة إن حدث ذلك .
3- تراجع حجم التبادل التجاري
أ – بلغ حجم التبادل التجاري بين ( السعودية / الولايات المتحدة ) لعام 2017
( 135 ) مليار ريال ، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة الثانية في حجم التبادل التجاري للمملكة مع دول العالم .. بمعنى أن هذه الأرقام قد تتراجع بشدة لصالح تقارب تجاري مع دول أخرى منافسة لواشنطن ( الصين / روسيا ) على سبيل المثال ، والتي هي في انتظار الفرصة المناسبة لإقامة علاقات اقتصادية وتجارية مع السعودية .

ب – بلغت قيمة الاستثمارات والاتفاقيات بين المملكة والولايات المتحدة أكثر من (400) مليار دولار – منذ انتخاب ” ترامب ” – ، حيث أكد ” ترامب ” أنه تم عقد اتفاقيات وصفقات تتجاوز قيمتها (400) مليار دولار ، وتخلق آلافاً من فرص العمل في أمريكا والسعودية ، وتشمل هذه الاتفاقية التاريخية الإعلان عن مبيعات دفاعية للسعودية بقيمة (110) مليار دولار ، إضافة إلى توقيع اتفاقيات وصفقات واستثمارات على مدى الـ (10) سنوات المقبلة ، شملت قطاعات ( التجارة / الاستثمار / الطاقة / البنية التحتية / التكنولوجيا / الدفاع ) .
على المستوى السياسي :
العلاقات ( السعودية – الأمريكية )
1 – تمثل هذه العلاقة أهم الشراكات الأمنية لواشنطن في منطقة الشرق الأوسط منذ زمن بعيد ، وباتت تواجه خطر التراجع في ظل ما يثار عن دور سعودي محتمل في اختفاء أو قتل ” خاشقجي ” ، وقد لخص الرئيس ” ترامب ” كل ذلك في تهديده بـ
” عقاب شديد ” للرياض في حالة ثبت أي دور للنظام السعودي في مقتله .
2 – رغم أن ” ترامب ” التزم نوعاً من اللين في بداية الأمر ، ورغم أنه أيضاً أبدى حرصاً على استمرار عقود بيع السلاح للرياض ، وتحدث عن بدائل أخرى للعقاب ، إلا أن الأمر لا يبدو في يد الرئيس الأمريكي وحده ، فقد ظهر أن هناك جبهة قوية من المشرعين الأمريكيين ، وكذلك من الصحافة الأمريكية التي تدفع بقوة في اتجاه توقيع عقوبات على السعودية في حال ثبت تورط نظامها فيما حدث لـ ” خاشقجي ” ، حيث تركز جبهة متنامية من المشرعين الأمريكيين على ضرورة أن يتضمن الرد القاسي من قبل واشنطن ( الحد من مبيعات الأسلحة للرياض ) .
3 – كما أن للمملكة خياراتها في الجانب الاقتصادي ، فهي لديها أيضًا خياراتها في الجانب السياسي ، في مقدمتها التوجه نحو خصمَي الولايات المتحدة ( الصين / روسيا ) لإقامة تحالف وتقارب ، سيكون بمنزلة الضربة القوية للولايات المتحدة ، التي قد تخسر إثر ذلك نفوذها في منطقة الشرق الأوسط لصالح خصميْها ومنافسيْها الرئيسيين ، ولعل الشاهد على إمكانية هذا التوجه هو ما ذكرته ( وكالة الأنباء السعودية الرسمية ) – نقلاً عن مصدر مسئول بالمملكة – أن السعودية إذا ما تلقت أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر ، لذا فإنه ليس هناك شيء مستبعد .
4 – الخلاصة : أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتخلى عن السعودية حليفتها الهامة والقوية في الشرق الأوسط ، المنطقة التي تمتلئ بالصراعات والتوترات التي تهدد أمن الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل على حد سواء ، فوجود السعودية كحليف قوي وضامن للاستقرار والسلام في المنطقة والعالم بأسره ومحارب صارم للإرهاب والتنظيمات المتطرفة أمر شديد الأهمية للولايات المتحدة كدولة تسعى دائماً للهيمنة والسيطرة العالمية والمحافظة على الأمن والسلم الدوليَّيْن .
إضعاف نفوذ السعودية قد يقوّض تسوية الصراع ( الإسرائيلي – الفلسطيني )
قد يؤدي إضعاف نفوذ السعودية بهذا الشكل لتقويض الغطاء السياسي العربي الذي قدمته المملكة لجهود ” ترامب ” الرامية لفرض تسوية الصراع ( الإسرائيلي – الفلسطيني ) ، وهي تلك الجهود التي من شأنها أن تخدم إسرائيل على حساب الفلسطينيين .. وأخيراً من المحتمل أن يؤدي الإصرار القاطع على أن السعودية مسئولةٌ عن مصير ” خاشقجي ” إلى تجديد النقاش بشأن جدوى دعم المجتمع الدولي للأنظمة العربية التي تتهمها المنظمات الحقوقية بأنها تنتهك حقوق الإنسان وتتجاهل القانون الدولي والاتفاقيات الدولية مثل السعودية .
محاولة تشويه صورة ولي العهد ” محمد بن سلمان ” ( الحاكم القادم للمملكة )
يتعرض ولي العهد ” محمد بن سلمان ” لإضرار كبير بسمعته ليس فقط نتيجة ما حدث لـ ” خاشقجي ” ، بل لاتهامات ومزاعم خصومه السياسيين في المملكة بإبعادهم عن المملكة للانفراد بالحكم ، مما يثير تساؤلات بشأن مدى أهليته في حال أدينت السعودية دولياً ، وتعرَّض استقرار السعودية كذلك للخطر ، في ضوء تزايد الاتهامات والمزاعم بانتهاكات حقوق الإنسان خلال حرب اليمن ، إضافة لموجة غضب من التيار الديني المتشدد ( الوهابي ) داخل المملكة على ” بن سلمان ” بسبب فتحه الباب أمام انفتاح المملكة على الغرب ، وموافقته على ( أنشطة ترفيهية وحفلات غنائيـــة / السمـاح للمرأة بمزيد من الحرية التي كانت ممنوعة منها مثل قيادة السيارات ) .
الإجراءات المحتملة من جانب السعودية حال تصعيد الأزمة :
1 – قطع إمدادات النفط أو خفض الإنتاج :
العالم سيكون أمام كارثة اقتصادية حال تنفيذ السعودية ذلك ، لتبعاته على أسعار النفط العالمية ، وقد لا تلتزم السعودية بإنتاج (7.5) مليون برميل نفط يومياً ، وإذا كان سعر (80) دولاراً للبرميل قد أغضب ” ترامب ” فلا يستبعد أحد أن يقفز السعر إلى (100) أو (200) دولار وربما ضعف هذا الرقم حال تحرك الرياض بهذا الاتجاه .
2 – التوجه نحو ( إيران / روسيا / الصين ) على حساب الولايات المتحدة :
أ – سيدفع فرض عقوبات أمريكية على السعودية توجهها نحو إيران بشكل أو بآخر ، بل غالبية الشرق الأوسط والعالم الإسلامي الموالي للسعودية ، وعليه سيصبح التعاون الوثيق في المعلومات بين ( السعودية / واشنطن / دول الغرب ) جزءاً من الماضي ، على اعتبار أن إيران ستكون أقرب إلى السعودية من واشنطن .
ب – العقوبات قد تدفع السعودية لخيارات قالها ” ترامب ” بنفسه مؤخراً ، وهي التوجه إلى المحور ( الروسي – الصيني ) بقوة ، خاصة لتلبية احتياجات السعودية العسكرية وغيرها .. كما لا يستبعد بهذه الحالة إنشاء قاعدة عسكرية روسية في ( تبوك ) شمال غرب المملكة في المنطقة الساخنة بمربع ( سوريا / إسرائيل / لبنان / العراق ) ، وتتحول ( حماس / حزب الله ) من عدوين للمملكة إلى صديقين ، وهو ما يتسبب في ضرر واضح لواشنطن الحليفة الأولى لإسرائيل في المنطقة .
3 – وقف صفقات الأسلحة والاستثمارات :
انعكاس وقف عمليات ( التسليح / الاستثمار ) السعودي في الولايات المتحدة سيؤثر بالسلب على الاقتصاد الأمريكي ، حيث يمثل توقف السعودية عن شراء الأسلحة من واشنطن وكذا تصفية أصولها واستثماراتها لدى الإدارة الأمريكية التي تبلغ (800) مليار دولار ، ضربة قوية للرئيس ” ترامب ” الذي اعتمد على الاستثمارات السعودية بواشنطن التي اعتبرها داعم لاقتصاد الولايات المتحدة .
إسرائيل وتداعيات قضية اختفاء ” خاشقجي “
1 – حذّر معظم المحللين الإسرائيليين من تداعيات كارثية على مصالح إسرائيل الاستراتيجية ، في أعقاب الخلاف الحالي بين ( السعودية / الولايات المتحدة ) إثر تفجر قضية اختفاء ” خاشقجي ” ، حيث أكدوا أنه في حالة تصاعد الأزمة فإن ذلك قد يؤدي لتراجع كبير في مكانة النظام السعودي لدى واشنطن .. مما قد يؤدي لتقليص قدرة إسرائيل على احتواء الخطر الإيراني وتسليط الأضواء على المشروع النووي الإيراني والتهديدات الأخرى التي تشكلها طهران ، حيث من الواضح أن التحول الذي طرأ على موقف الولايات المتحدة إزاء إيران جاء بشكل خاص نتاج التحركات الدبلوماسية التي قامت بها السعودية ، وليس فقط نتاج الجهود الإسرائيلية ، فرغم أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ” نتنياهو ” قاد التحرك العلني الذي انتهى بانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي إلا أن السعودية لعبت دوراً رئيسياً من وراء الكواليس في تحقيق هذه النتيجة ، مشيراً إلى أن السعودية عملت مع مجموعات من اللوبي ( السياسي / الاقتصادي ) داخل الولايات المتحدة لتحقيق هذا الهدف ، وأن أي اهتزاز في مكانة السعودية سيمس بشكل مباشر بالتوازن الاستراتيجي القائم في المنطقة .
2 – ستتسبب تلك الأزمة في تراجع التعاون بين ( تل أبيب / الرياض ) وستؤدي إلى عدم استفادة القيادة الإسرائيلية من دور ” محمد بن سلمان ” في الضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات سياسية ، حيث يؤكد ” نتنياهو ” على رهانه على دور المعسكر السني المعتدل في الضغط على الفلسطينيين لإبداء مرونة للقبول بتسوية سياسية مستقبلية .
3 – ستؤدي تلك القضية إلى تعزيز مكانة تركيا من خلال احتكارها السيطرة على مجريات التحقيق في القضية وستساهم في استعادة تركيا لدورها الإقليمي بشكل كبير بعد الاهتزازات الأخيرة التي لحقت بها ، وهذا ما سيعود بالضرر على إسرائيل على المدي البعيد ، خاصة بسبب الخلافات التي طرأت بين الجانبين خلال الفترة الماضية ( بدءاً من واقعة السفينة مرمرة / التراشق المتبادل في التصريحات بين أردوجان ونتنياهو على خلفية التصعيد الإسرائيلي المستمر ضد غزة / … ) .
4 – توقع محللون إسرائيليون أن تتحرك إسرائيل بقوة لدى الولايات المتحدة لمحاولة مساعدة السعودية في الخروج من هذه الورطة ، خاصة أن مكانة ولي العهد السعودي بدأت في الاهتزاز في الولايات المتحدة كقائد جديد في المنطقة ، وكشريك ” مريح ” للولايات المتحدة ، حيث كانت البداية قبل قضية ” خاشقجي ” ، في أعقاب العقوبات التي فرضها ” بن سلمان ” على كندا في أعقاب انتقاد وزيرة خارجيتها واقع سِجل حقوق الإنسان في المملكة ، وقد أدى ذلك لتعاظم الدعوات داخل واشنطن لإعادة النظر في العلاقة مع الرياض ، وقد تعززت هذه المطالب داخل أروقة صنع القرار الأمريكي مع توارد الأنباء عن اغتيال ” خاشقجي ” ، خاصة أن افتراضية أن ( ولي العهد متهور ويُقدم على فعل كثير من الأشياء بسرعة كبيرة دون أخذ الاحتياطات اللازمة ) أصبحت تسيطر على صناع القرار في الولايات المتحدة ) .
أبرز الأطراف المستفيدة – المكاسب – من تصعيد الأزمة في الوقت الحالي
مكاسب تركيا من الأزمة : ( تصعيد متعمد / صفقات سرية )
من خلال متابعة الموقف التركي منذ بداية الأزمة تلاحظ أن هناك مخطط تركي واضح لتوريط الرياض في القضية ومحاولة تصعيد وتدويل الأزمة عبر إطلاق العديد من التصريحات المزعومة والمتعمدة على المستوى الرسمي ، إضافة لبث العديد من الأكاذيب والشائعات التي توجه الرأي العام عبر وسائل إعلامها ، دون الاستناد لدلائل واضحة تؤكدها أو تثبت مزاعمها .. في محاولة لتحقيق أي مكاسب سواء من السعودية أو الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات اقتصادية على أنقره .. وهو ما يمكن توضيحه في الآتي :
1 – يشهد الاقتصاد التركي تراجعاً ملحوظاً نتيجة للعقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة عليها بسبب قضية احتجاز القس الأمريكي ( المفرج عنه مؤخراً في ظل أزمة خاشقجي ) ، الأمر الذي دفع النظام التركي لاستثمار أزمة ” خاشقجي ” لمعالجة هذا الوضع ( الدولار يساوي 5.87 ليرة ) ، عن طريق التنسيق مع الولايات المتحدة في تلك الأزمة ، ومحاولة فتح قناة للمصالحة مع ” ترامب ” ( تزويد الولايات المتحدة بكافة المعلومات المتوفرة لديها عن أزمة اختفاء خاشقجي / الإفراج عن القس الأمريكي المحتجز لديها ، السبب في فرض عقوبات اقتصادية على تركيا ) .
2 – تهدف تركيا من خلال تدويل الأزمة واستغلال عودة العلاقات مع واشنطن لمحاولة الإفراج عن ” هاكان أتيلا ” النائب السابق لمدير مصرف ( خلق بنك ) التركي المعتقل في الولايات المتحدة منذ عام 2017 والذي أدين بتهمة انتهاك الحظر الأمريكي ضد إيران .
3 – ( محاولة تقريب وجهات النظر بين المصالح التركية والأمريكية في سوريا ) : كما تهدف تركيا لتكثيف التنسيق مع الولايات المتحدة فيما يخص الملف السوري ، حيث تأمل تركيا في تطبيق اتفاق توصلت إليه أنقرة وواشنطن في مايو الماضي يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب الكردية السورية المدعومة أمريكياً من المنطقة مقابل أن تنتشر القوات التركية في تلك المنطقة ورفع الدعم عن الأكراد .
4 – على غرار الصفقة التي تمت بين ( تركيا / الولايات المتحدة ) بشأن الإفراج عن القس الأمريكي مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على تركيا فإن هناك احتمالية عقد صفقة بين ( تركيا / السعودية ) بشأن أزمة ” خاشقجي ” ، بحيث تقوم تركيا بإخفاء كافة الأدلة التي تفيد بتورط السعودية في اغتيال ” خاشقجي ” وتخفيف حدة تصريحات المسئولين الأتراك إضافة لوسائل الإعلام التركية في تناولها للأزمة ، مقابل قيام السعودية بـ ( زيادة الاستثمارات الخليجية في تركيا – حجم التجارة بين المملكة وتركيا يبلغ حالياً حوالي 5 مليار دولار / تخفيف الضغط المفروض على قطر فيما يسمى بالأزمة الخليجية ) ، وهو ما يشير إليه التراجع الملحوظ في حدة التصريحات التركية بشان الأزمة مؤخراً .
مكاسب الولايات المتحدة من الأزمة .. ( استغلال الأزمة / صفقات سرية )
1 – تلاحظ وجود اهتمام كبير من قبل الولايات المتحدة بهذه القضية ، على خلاف تعاملها مع الأزمات التي شهدها العالم مؤخراً ( أزمتها مع روسيا / واقعة تسميم الجاسوس الروسي في بريطانيا / قضية التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية ) ، حيث كان التعامل الأمريكي يقتصر على تصريحات مقتضبة من البيت الأبيض والرئيس ” ترامب ” ، إلا أن قضية ” خاشقجي ” دفعت معظم المسئولين الأمريكيين سواء في الإدارة الأمريكية أو الكونجرس للخروج بتصريحات شديدة اللهجة تجاه المملكة .. مما يؤكد ارتباط هذا التصعيد والاهتمام الأمريكي المتزايد بتلك الأزمة بمصالح أمريكية في ( تركيا / السعودية ) .
2 – استغلت الولايات المتحدة أزمة اختفاء ” خاشقجي ” وقامت بالتدخل بشكل مكثف وسريع لمحاولة ابتزاز السعودية والتهديد بشكل علني بفرض عقوبات عليها في حالة إثبات تورطها في قتل ” خاشقجي ” ، ولكن ستكون بطرق أخرى غير وقف توريد الأسلحة لها .. هناك أهداف أخرى تسعى الولايات المتحدة إلى تحقيقها من خلال انخراطها في الأزمة بشكل كبير ، وهي استغلال الأزمة اقتصادياً ، عن طريق الضغط على المملكة لدفع أموال إضافية إليها ، وضخ مزيد من الاستثمارات داخل الولايات المتحدة ، وهو ما يتطابق بالفعل مع تصريحات سابقة لـ ” ترامب ” ، طالب فيها الملك ” سلمان ” بالدفع مقابل الحمايـة .
3 – يُشار إلى أن وسائل الإعلام الأمريكية اتخذت موقفاً منحازاً لكافة الادعاءات المزعومة لتلك الأزمة وانحاز معظمها للأكاذيب القطرية الإخوانية وبدأت شن حملات ضد السعودية عبر الموضوعات التي تتضمن اتهامات دون دليل ضد الرياض .
مكاسب قطر من الأزمة .. ( تضخيم الأزمة وتدويلها عالمياً )
1 – قام النظام القطري مستخدماً ( وسائل إعلامه / جماعة الإخوان الإرهابية ) باستغلال الأزمة عن طريق تضخيمها وتدويلها على المستوى الإعلامي والدولي ، وشن حملة ممنهجة على السعودية بهدف إثارة الرأي العام العربي والدولي وإظهارها كدولة قمعية تطارد معارضيها وتقوم بتصفيتهم من خلال تكثيف وسائل الإعلام الإخوانية في توقيت متزامن ، خاصة ( قناة الجزيرة / موقع الجزيرة نت / قناة الشرق / قناة وطن / قناة مكملين ) تغطيتها للأزمة ، ونشر العديد من الادعاءات بشأن تورط السعودية في ( اغتيال / احتجاز ) ” خاشقجي ” .. في محاولة من قبل قطر لاستغلال أي أزمة لإثارة الرأي العام على السعودية ، حيث ترى قطر أن أزمة ” خاشقجي ” فرصة للانتقام السياسي من السعودية عبر استهداف قادتها مباشرة – الأمير ” محمد بن سلمان ” – .

2 – مؤامرة اختفاء ” خاشقجي ” إعلامياً نفذتها جماعة الإخوان الإرهابية المتورطة سابقاً في أعمال مشابهة للإساءة لعدة دول عربية بتمويل من قبل النظام القطري ، حيث تتطابق تلك المؤامرة مع حادث مقتل الطالب الإيطالي ” ريجيني ” في القاهرة والذي فجر أزمة بين البلدين ، حيث إن سيناريو مقتله في مصر يتطابق مع أزمة ” خاشقجي ” ، حيث خصصت قناة ( الجزيرة ) العديد من الفقرات الإخبارية لاتهام القاهرة وتوريطها في أزمة مع روما ، فيما تنفذ حالياً حملة ضد الرياض ، وهو ما يشير إلى أن الأزمتين متطابقتان ، ومن المؤكد أن من يدير هذه العمليات جهة واحدة لها نفس التوجه والهدف .
3 – تتمثل أبرز المكاسب التي تسعى قطر لتحقيها من خلال تضخيم الأزمة وتدويلها في محاولة فك الحصار المفروض عليها من قبل دول الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب ( السعودية / مصر / الإمارات / البحرين ) والذي كانت له آثار سلبية على اقتصاد الدوحة الذي شهد أزمة كبيرة عبر المقاطعة العربية له .
الموقف ( العربي / الدولي ) من أزمة ” خاشقجي “
ردود الفعل ( العربية / الأوروبية ) متناقضة ، حيث تركزت تصريحات بعض الدول الأوروبية على تهديد السعودية بفرض عقوبات عليها في حالة ثبوت تورطها في اختفاء ” خاشقجي ” – تأييد كامل للموقف الأمريكي تجاه القضية – ، تمثل ذلك في تصريح وزير الخارجية البريطاني بأن السعودية ستواجه عواقب خطيرة في حال تأكدت شكوك المسئولين الأتراك بأن ” خاشقجي ” قُتل بالقنصلية السعودية بإسطنبول .. فيما كان الموقف العربي ( مصر / الإمارات / البحرين / الكويت / الأردن / فلسطين / اليمن / لبنان / الجامعة العربية ) ، مؤيداً ومتضامناً مع السعودية في مواجهتها لأي تهديدات بفرض عقوبات :
الموقف الأوروبي :
 تشكل الموقف الأوروبي في أزمة ” خاشقجي ” في الوقوف بجانب الولايات المتحدة وتبني وجهة النظر الأمريكية والادعاء بالدفاع عن مبدأ حقوق الإنسان ومهاجمة السعودية بناءً على تصريحات بعض المسئولين الأتراك التي اتهمت السعودية بقتل ” خاشقجي ” ، وقد تمثلت تلك التهديدات في تصريحات ( وزير الخارجية البريطاني / مسئولي البرلمان الأوروبي ) ، فيما دعت ( فرنسا / ألمانيا ) لفتح تحقيق موثوق به .
 رغم ذلك فإن العلاقات ( الأوروبية – السعودية ) تتميز بالقوة في كافة المجالات ( سياسياً / اقتصادياً / عسكرياً ) ، يظهر ذلك من خلال اللقاءات ( الدبلوماسية / العسكرية ) في جميع المؤتمرات والاجتماعات ، ويعد أبرز الملفات ملف ( النفط ) الذي يلعب دوراً أساسياً في العلاقات بين ( أوروبا / السعودية ) ، وهو ما يؤكد صعوبة فرض الدول الأوروبية عقوبات على السعودية ، حيث سيؤدي ذلك لتراجع حركة الاقتصاد العالمي خاصة ( الدول الأوروبية / الولايات المتحدة ) .
الموقف العربي :
 جاء الموقف العربي متضامناً مع السعودية في مواجهتها لأي تهديدات بفرض عقوبات ، حيث كان أبرزها موقف مصر الداعم والمساند للملكة والدور الذي تلعبه مصر كأكبر دولة في المنطقة ، حيث حذرت الخارجية المصرية من محاولة استغلال هذه القضية سياسياً تجاه السعودية بناءً على اتهامات مُرسَلة ، مؤكدة مساندتها للمملكة في جهودها ومواقفها للتعامل مع هذا الحادث ، كما أعلنت ( البحرين / الإمارات / اليمن / فلسطين / الأردن ) دعمها ووقوفها التام مع السعودية ضد الضغط الدولي ، ظهر ذلك من خلال بيانات لوزارات الخارجية لتلك الدول إضافة للاتصالات الهاتفية ( الاتصال الهاتفي بين العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى والملك سلمان ) .
 مَثل الإعلام العربي أيضاً جبهة مضادة للحملات الإعلامية ( الدولية / الإقليمية ) التي تعمدت تشويه صورة السعودية عالمياً – فيما عدا قناة الجزيرة التي استغلت الأزمة لتشويه صورة المملكة – ، وقد برز دور الإعلام العربي من خلال تصريحات ومقالات الصحفيين العرب وعلى رأسهم رئيس تحرير صحيفة السياسة الكويتية ” أحمد الجار الله ” الذي اتهم تركيا بتسريب أخبار كاذبة عن موضوع ” خاشقجي ” لوسائل الإعلام المعادية للسعودية ، إضافة لـ ( صحفيين / إعلاميين ) مصريين مثل ( عمرو أديب / مصطفى بكري ) اللذين أكدا أن السعودية تتعرض لمحاولات ابتزاز من أجل إنهاء دورها في المنطقة .
تقييم ( الموقف الإيراني ) من قضية الصحفي السعودي ” جمال خاشقجي ”
1 – كان من اللافت للنظر ألا تعلّق إيران بشكل سريع عبر منابرها الرسمية التابعة لها على ما حدث للصحفي السعودي ” جمال خاشقجي ” بعد دخوله لمبنى قنصلية بلاده في إسطنبول ، ولاسيما أن الأمر مرتبط بشكل مباشر بالسعودية ، جارتها وصاحبة العلاقات المتوترة معها .

2 – لكن بعد مرور حوالي (11) يوماً على ما حدث ، صدر تعليق على لسان سفير إيران فــي بريطانيا ” حميد بعيدي نجاد ” ، فكتب في تغريدة على “تويتر” أنّ ( المملكة العربية السعودية ترتكب جرائمها وتُسكت صوت منتقديها في وضح النهار وخارج أراضيها – متسائلاً عمّا إذا كان الغرب جاهزاً الآن للتخلي عن سياساته مزدوجة المعايير ) .. كما اكتفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ” بهرام قاسمي ” بالقول في مؤتمره الصحفي الأسبوعي الذي عقده يوم الاثنين (15/10) (إنه من الأفضل انتظار نتائج التحقيقات الجارية قبل أن يكون لدى إيران أي تعليق رسمي بهذا الخصوص ، فإصدار موقف قد يكون سابقا لأوانه – بحسب تعبيره ) .. مشيراً إلى سياسات بلاده الخارجية إزاء الدول الخليجية الجارة ، واصفاً إياها بـ “الواضحة والشفافة” ، فأكد أنه ( بحال تهيئة الظروف الملائمة ، لن تتردد إيران في تحويل هذه السياسات لسيناريوهات عملية ) ، في إشارة منه لعدم إصرارها على استمرار التوتر على عكس المملكة .
3 – بعيداً عن المنابر الرسمية لاقت قضية ” خاشقجي ” اهتماماً صحفياً وإعلامياً إيرانياً واسعاً ، فالأمر متعلّق بالسعودية التي تقف لها صحافة طهران بالمرصاد غالباً ، واعتبرت وسائلها في غالبيتها أن ما حدث لـ ” خاشقجي ” جريمة مُحيرة ، ولوحظ تركيزها بشكل خاص على المأزق السعودي ، أكثر من حديثها عن سيناريوهات مصير الصحفي الذي لم تخفي أيضاً أنه كان في السابق مقرباً من مراكز صنع القرار السعودي وأصبح منتقداً لها فيما بعد .
4 – تقف طهران ( سياسياً / رسمياً / إعلامياً ) متفرّج على ما حدث ، وهو ما قد يصب لصالحها في النتيجة ، فتركيز بعض صحفها على موقف الرئيس الأمريكي ” ترامب ” مما حدث وحديثه المتكرّر عن أموال المملكة بالتزامن مع توعّده بأقسى العقوبات إن ثبت تورط الرياض بجريمة ” خاشقجي ” إلى جانب رصدها لمواقف الغرب المنتقدة للسعودية ، يعني أنها تنظر لتغيّر اتجاه بوصلة الاهتمام ، وتترقب هذه القضية لاستغلالها لخدمة أهدافها ، واحتمالية تغيير موقف السعودية منها في أعقاب تلك الأزمة .

دور وسائل الإعلام الأجنبية في تأجيج قضية اختفاء ” خاشقجي “
1 – تلاحظ احتلال تلك القضية مساحة كبيرة من اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية خاصة الأمريكية ، حيث حاولت في تغطيتها إثارة الرأي العام الدولي وتأجيجه تجاه الرياض بشكل مبالغ فيه ، وعملت على استباق التحقيقات في القضية بتأكيد مقتل ” خاشقجي ” بالقنصلية السعودية ، زاعمة وجود صور لـ ” خاشقجي ” أثناء دخوله القنصلية وعدم وجود أي صور له وهو خارج .
2 – خاض الإعلام الأجنبي في التداعيات المحتملة لهذه القضية على العلاقات الأمريكية – السعودية بصورة كبيرة ، مستغلاً في ذلك تصريحات ” ترامب ” المتناقضة بشأن رد فعل بلاده تجاه القضية ، فبعد أن تعهد بفرض ( عقوبة شديدة ) على السعودية إذا ثبت تورطها ، أكد أنه يريد المحافظة على صفقات التسليح مع الرياض التي تصل قيمتها إلى (110) مليار دولار .
3 – اعتبر كثير من وسائل الإعلام الأجنبية أن بيان السعودية الأخير تهديد ( غير مباشر ) بأن لديها من الأدوات ما تستخدمه للتأثير على الولايات المتحدة وعلى الصعيد العالمي بشكل عام ، على النحو التالي :
أ – التأكيد على أن السعودية قد تستخدم النفط كأداة سياسية ، وآخر مرة استخدمت فيها السعودية هذا الأمر كان أثناء حرب أكتوبر .. مؤكدين أنه في حالة قيام السعودية برفع أسعار النفط فإن ذلك الأمر سيكون له تداعيات كبيرة عالمياً ، حيث سيتسبب ذلك في ارتفاع تكلفة كافة البضائع .
ب – التأكيد على أن السعودية توفر آلاف الوظائف في الولايات المتحدة عبر مشترياتها من الأسلحة ، حيث تعتبر ثاني أكبر مستورد للأسلحة في العالم بعد الهند ، و(61%) من تلك الواردات تأتي من الولايات المتحدة ، في إشارة إلى أنه في حالة تصاعد التوتر بين ( السعودية / الولايات المتحدة ) على خلفية تلك الأزمة يمكن للسعودية أن تستخدم هذا الأمر كأداة ضغط على الولايات المتحدة .
4 – تلاحظ استغلال الإعلام الأجنبي لرموز جماعة الإخوان في أوروبا والمؤيدين لهم ، خاصة بتركيا للقضية لانتقاد الأوضاع بمصر ، مثل رئيس مجلس إدارة قناة الشرق الإخوانية ” أيمن نور ” الذي تداول موقع ( ميدل إيست آي ) البريطاني تصريحات له ، ادعى خلالها أن ما حدث مع ” خاشقجي ” كاد أن يحدث له عام 2015 عندما قام رئيس المخابرات العسكرية اللبناني ” جوزيف غنطوس ” بزيارته في منزله بلبنان ، وأخبره بأن هناك تهديداً حقيقياً على حياته من قبل نظام ” السيسي ” وبعدها غادر إلى تركيا .

5 – استغلت صحيفة ( واشنطن بوست ) القضية لتصفية حساباتها مع ” ترامب ” خاصة أنه من المعروف وجود خلاف كبير بين الجانبين ، متهمة السعودية بأنها قامت بقتل ” خاشقجي ” بعد أن تأكدت أنها لن تجد أي معارضة من ” ترامب ” الذي استسلم أمام مظاهر الولاء الشديد ووعود الشراء الضخمة للأسلحة من السعوديين ، ولم يناقش قضايا حقوق الإنسان مع القيادة السعودية على عكس الرؤساء السابقين .
6 – اتهمت مجلة ( سبيكتاتور ) البريطانية العائلة المالكة في السعودية بأنها مثل ( المافيا ) بمجرد الانضمام إليهم ، يعني ذلك ضرورة أن تبقى وفياً لهم مدى الحياة ، وإذا حاولت المغادرة فسيتوجب عليهم تصفيتك ، مدعية أن ” خاشقجي ” كان الشخص الوحيد الذي لا ينتمي للعائلة المالكة ، لكن كان مطلعاً على الاتفاقيات التي تُبرم بين ( السعودية / تنظيم القاعدة ) في الفترة التي سبقت هجمات (11) سبتمبر ، وأن ذلك قد يكون سبباً في مقتله .
7 – اتهمت مجلة ( فورين بوليسي ) الأمريكية ولي العهد ” محمد بن سلمان ” بأنه يخشى من السعوديين في الخارج ، ويعتبرهم تهديداً لحكمه ، موضحة أن سياسات ” بن سلمان ” القمعية ركزت على الأفراد المعروفين بدفاعهم عن الإصلاح ، مشيرة إلى أن عدد السعوديين الهاربين خارج المملكة وصل إلى عدد أكبر من أي وقت مضى في التاريخ الحديث ، وسعى كثير منهم للجوء السياسي في دول غربية .
8 – اعتبرت صحيفة ( الجارديان ) البريطانية أن انسحاب رجال أعمال ومسئولين أوروبيين كبار وشبكات إعلامية عالمية من تغطية ( مؤتمر مبادرة الاستثمار ) المقرر عقده الشهر الجاري بالسعودية ، على خلفية اختفاء ” خاشقجي ” وضع السعودية في ( عزلة كبيرة ) .
9 – حاولت وكالة ( أسوشيتد برس ) الربط بين قضية ” خاشقجي ” وقضية ” ريجيني ” ، مشيرة إلى أن قضية ” خاشقجي ” تثير تساؤلات حول مصير كل من يجرؤ على انتقاد الحكومات أو يرفع صوته ضد من هم في السلطة ، وأن الديكتاتوريين والمستبدين دائماً يسعون لإسكات المعارضين ، حتى أولئك الذين يفرون من الخارج للهرب من قبضتهم ، وأن السبب في ذلك يعود لموقف الغرب الذي ينحصر فقط في توبيخ صامت لانتهاكات حقوق الإنسان في تلك الدول ، مستشهدة بقضية ” ريجيني ” ، قائلة : ( لم يتم إلقاء اللوم على أحد في مقتله ، ورغم أن إيطاليا تؤكد أنها تواصل التحقيق إلا أنها استمرت في علاقاتها مع مصر خاصة مع اكتشاف حقل الغاز الطبيعي من قبل أكبر شركة للطاقة الإيطالية إيني ) .

زر الذهاب إلى الأعلى