آراء أخرى

مقال للكاتب ” محد أمين ” تحت عنوان ( أثرياء الاحتكارات! )

تحركت أجهزة الدولة فى وقت واحد لتضرب محتكرى البطاطس، وتقطع يد الاحتكار.. الداخلية ومباحث التموين من جهة، والرقابة الإدارية من جهة أخرى.. فأين كنتم؟.. وأسألكم بكل عزيز لديكم: كيف تركتم السوق بلا حماية أو تدخل؟.. كيف وصل سعر الكيلو 15 جنيهاً؟.. ألم تعلموا أن البطاطس ليست رفاهية، إذا كانت اللحوم والدواجن والأسماك رفاهية؟!

ففى مصر أثرياء الثورات والاحتكارات.. بعضهم أثرى حتى إن الفقر لن يلحق به.. بعضهم استغل الحديد والأسمنت.. وقلنا ليس كل المصريين يبنون.. لكن بالتأكيد كل المصريين يأكلون بطاطس.. الآن هى بديل لكل شىء.. كيف تُترك لمن يحتكرونها؟.. هذه المليارات المسروقة إلى أين ذهبت؟.. أين كانت الرقابة الإدارية من الأزمة حقاً، ولماذا انتظرت حتى اشتعلت؟!

فحتى ساعات قبل انطلاق الحملات على مخازن الاحتكار، تصورت خطأ أن جهاز الرقابة أصبحت له مهام أخرى.. كان قبل شهور رقم واحد فى مصر.. كان يطارد اللصوص والحرامية فى كل وكر وكل مكان.. هل شعر أثرياء الاحتكار بأن الجهاز العتيد فى حالة هدنة؟.. إذن فأين كانت مباحث التموين؟.. أليست هذه هى مهمتها الدائمة، وكيف حدث هذا بالضبط؟!

الداخلية تحارب الغلاء وتفتح منافذ لضخ السلع بأسعار مخفضة.. فمن قال إن هذه مهمتها؟.. مهمتها الأولى إتاحة السلع الموجودة بأسعار مناسبة.. مهمتها طرح السلع بلا تخزين أو احتكار.. فهل تستطيع الداخلية أن توفر المنافذ لكل المواطنين؟.. بالطبع لأ.. إذاً ليست هذه مهمتها.. مهمتها الأمن الاقتصادى والاجتماعى.. وتأمين السلع بعيدا عن أيدى «المحتكرين»!.

ودعونى أسأل: هل تخلو محافظة من الأمن؟.. وهل تخلو محافظة من الأجهزة؟.. فماذا جرى؟.. هل كانت أجهزة الأمن فى إجازة؟.. هل كانت الأجهزة السيادية مشغولة بقضية أخرى أكثر من لقمة عيش المصريين؟.. ألا تسمع هذه الأجهزة دبة النملة؟.. إذاً أين كانوا حين تم تخزين آلاف الأطنان من البطاطس وعدم طرحها فى الأسواق؟.. أين هم من مافيا الاحتكارات؟!

«أكذوبة الجشع» أصبحت ماسخة.. الجشع يظهر فى غياب القانون.. ويظهر فى ظل التستر عليه والتواطؤ معه.. هل نحن شعوب استسلمت للجشع والاحتكار؟.. هل نحن شعوب بلا حماية من أجهزة الدولة؟.. هل تم تخزين ملايين الأطنان فى يوم وليلة؟.. لماذا لم تُصادر لتباع علناً للجمهور؟.. من حق التاجر أن يكون جشعاً، ولكن من حق الدولة أن «تقطع يده»!.

ولاشك أن كل محافظة فيها مديرية أمن، ومباحث تموين.. وفيها رقابة إدارية.. وفيها مخابرات.. وفيها ما لا تعلمون.. أين كل هؤلاء مما حدث فى سوق الحديد والأسمنت مرة، وفى سوق البطاطس مرة أخرى.. ألم تنزعجوا من طوابير البطاطس؟.. للأسف أزمة البطاطس أزمة وطن!.

زر الذهاب إلى الأعلى