أكدت مجلة “التقرير الأفريقى” أن الرئيس عبد الفتاح السيسى ألزم إدارته ومنذ بداية حكمه باستراتيجية التنمية التى تقودها الدولة على الأساس إتاحة العمال الرخيصة والطاقة، على الرغم من حقيقة أنه تولى حكم مصر فى لحظة تخلت فيها عن كونها مصدرة للغاز وأصبحت مستوردة له.
وقال التقرير الأفريقى إنه بعد خمس سنوات على هذه الإستراتيجية وحتى الآن، أصبح ما كان يرى فى هذا الوقت على أنه مناورة مثيرة للتكهنات، رهانا قويا بشكل متزايد. ففى الثامن من سبتمبر الماضى، أعلنت شركة إينى الإيطالية إن حقل ظهر العملاق والضخم قد أنتج مليارى قدم مكعب يوميا قبل عام من الوقت المقرر، ومن المتوقع أن يصل إلى 2.7 مليار قدم مكعب فى اليوم بحلول منتصف العام المقبل.
وأشار التقرير إلى أن التوقعات كبيرة بأن تكتشف الشركات النفطية المزيد من حقول الغاز فى مياه دلتا النيل، وفى منتصف أغسطس الماضى، وقعت “إينى” ترخيص للتنقيب عن حقل نور، والذى من المتوقع أن تنقب فيه قبل نهاية العام، وبعد ذلك أعلنت وزارة البترول صفقة للتنقيب قيمتها مليار دولار مع شركتى شل وبيتروناس الماليزية فى ثمانية حقول فى غرب النيل.
واستعرض التقرير الأزمات التى مرت بها صناعة الطاقة فى مصر خلال السنوات ما بعد صورة يناير، وكيف أن مصر تحولت من مصدر إلى مستورد وزادت ديونها للشركات الدولية، قبل أن تستطيع العودة مجددا بفضل الاكتشافات الجديدة وتركيز الرئيس السيسى على مجال الطاقة.
وأكد التقرير أن مسقبل مصر فيما يتعلق بالغاز لا يكمن فى الخيار بين الصادرات الواردات، فمن الآن وصاعدا ستقوم بالاثنين مع طموح لتحويل نفسها إلى مركز للغاز فى شرق المتوسط يتدفق من خلال الغاز القبرصى والإسرائيلى وربما الأردنى واللبنانى أيضا، وتستمر المحادثات مع شركات بربط حق أفروديت القبرصى بالبنية التحتية للغاز فى مصر، الذى سيعزز بشكل هائل هدف الرئيس السيسى لجعل مصر مركز كامل الخدمات للطاقة.