إذا كنت تبحث عن اللجوء أو الهجرة للإقامة فى أمريكا وأوروبا، وتلقى دعم مالى، ومعنوى، ما عليك سوى أن تدعى أنك مختفٍ قسريا، وأسرتك وأصدقاؤك يقدمون بلاغا باختفائك، أو تدعى أنك مضطهد سياسيا، والأمن يطاردك حتى تحت الأرض، وبالنسبة للفتيات، فالأمر سهل ويسير، اخترعى قصة التحرش بك، وانشرى على صفحتك على «فيس بوك أو تويتر» القصة المفبركة، بالنسختين العربية والإنجليزية، ويا سلام، لو اتهمتِ زميلك، وخرجتِ بهاشتاج يطالب بتوفير بيئة عمل آمنة للنساء، ستجدين وبسرعة التفافا ضخما من دكاكين حقوق الإنسان ومنظمات المدافعات عن التحرش ونشطاء السبوبة، يتبنون القضية بسرعة، طمعا فى دعم ألمانى أو سويدى، وأمريكى، أو هولندى وسويسرى ودنماركى، وهو أضعف الإيمان.
حقائق مفزعة، كشفتها، الناشطة الحقوقية «إسراء أحمد فؤاد»، والتى كتبت على صفحتها خلال الساعات القليلة الماضية، بوستا طويلا، مؤلما، كشفت فيه «سبوبة اللجوء والهجرة تحت شعار الاختفاء القسرى والاضطهاد والتحرش».
ولأهمية الموضوع، قررت نشر البوست نصا، قناعة، أنها رسالة خطيرة، تستصرخ الضمائر اليقظة، ضرورة التحرك لإيقاف هذه المخططات المشوهة للوطن ومواطنيه الشرفاء، وللعلم، لا أعرف كاتبة البوست ولم ألتق بها يوما، ولكن رأيها يستحق دراسته وتحليله، والذى يحمل عنوان «بوست طويل طول المرار الطافح لأنى بعدها مش هتكلم تانى» وإلى نص البوست:
من وقت أول مرة احتكيت بالعالم الأوسع، المجال العام، منذ دخولى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة، وأنا بقيت أشوف أشكال انتهازية من اللى كنت بتفرج عليهم فى المسلسلات والأفلام، حقيقى مش هزار.. ناس بتقعد تجعجع بقضايا عظيمة، أو تصاحب أصحاب القضايا العظيمة علشان تعرف تعمل من وراهم بيزنس.. ولأول مرة فى حياتى شوفت واحدة مرشدة للأمن وأنا فى سنة أولى، كنت قاعدة مع مجموعة من زمايلى نتناقش فى موضوع ما لقينا واحدة جاية عاملة نفسها بتصلى جنبنا فى اتجاه غلط للقبلة..!!
لما حكيت لبابا أنى كنت بدور عالبنت دى علشان كل ما أشوفها أقول لصحابى، البنت دى مرشدة محدش يتكلم قدامها، بابا كان يضحك ويقول لى، بكره تتعودى عليهم.
بسبب شغل والدى فى السياسة والمجال العام، شاءت الظروف إنى أشوف ناس كتير من النوعية الانتهازية دى، اللى تلاقيهم فى كل نشاط راشقين علشان ياخدو الكريدت وياخدوا اللى هم عايزينه! شهرة- فلوس- مناصب- نسوان.. وشوفت ازاى المجموعة المعفنة دى كانت فى حركة كفاية وحزب الغد، وبعد كده شوية منهم راحوا حركة 6 إبريل، وآخرين شكلوا حركات أو أكشاك مستقلة.
لما بدأت أنا بنفسى أشتغل فى المجتمع المدنى بشكل تطوعى، ثم انتقلت للشكل المهنى، بدأت أحتك أكتر بالأشكال دى، اللى حصل لهم طفرة عددية بعد الثورة، وبسبب إن كيانات سياسية كتير تم إنشاؤها، منهم أحزاب، لم تكن منضبطة فى هياكلها، بالإضافة للشوية اللى دخلوا عملوا سبوبة حلوة من وراء حركة 6 إبريل لحد ما اتفضحوا وطردوا، أو أخدوا غرضهم منها.
لما الدنيا كانت بتتنيل وتتعقد، فى أوقات حرب الشوارع زى معارك محمد محمود أو مجلس الوزراء وما بعدهما، لحد 3 يوليو 2013، الناس دى مرحمتش يا جماعة، أخدوا غرضهم بالكامل من المجال العام، الناس كانت بتجرى فى الشوارع وتموت، وهم كانوا بيحشدوا الناس، علشان ينزلوا يتصوروا معاهم!!
ولما «توتة توتة وخلصت الحدوتة»، وكله راح على زنزانته، معدش فاضل غير قضايا المساجين علشان الناس دى تتمحك فيها وتعرف تاخد كريدت، وبرضه عرفوا يعملوا الدور ده زى الفل.
بمرور الوقت، وتعقد الظروف، ظهر عندنا ملف منيل بنيلة اسمه ملف الاختفاء القسرى، الملف ده اللى تم تخريبه تماما وضربه بسكينة فى رقبته بسبب نفس الأشكال الانتهازية اللى بنحكى عنهم..!!
كنت فاكرة نفسى إنى لو حددت علاقاتى فى المجال ده بالحد الأدنى، إنى هعرف أفلت منهم، لكن هيهات!! دول صيادين محترفين يابا!! ومنكرش إنى اتعرضت لاستغلال، وإنى كان لازم أفوق على مصيبة علشان أقطع علاقتى بالناس دى، وخصوصاً بعد واقعة توقيفى فى المطار فى 2015 اللى كان بطلتها حد فضل يمارس عليا ابتزاز وضغط حقير علشان مدورش على حقى، لحد ما اكتشفت إن نفس الواحدة اللى دفعتنى للسفر هى نفسها الشخص اللى راح نقل كلام مش صح عنى!!
الخلاصة من المندبة الطويلة دى إيه..؟! إنى اتخنقت!!
بحاول أقفل بقى كل ما بشوف شخصيات استغلالية بتستغل قضايا عامة وتتاجر بنفسها علشان تحقق مكاسب مادية معفنة، بعد ما حاولوا يبيعوا نفسهم للشيطان، بس الشيطان نفسه كان شبع من أشكالهم وقال لهم ميرسى.
الناس اللى بتخترع «قضايا تحرش» علشان تعمل بيها طلبات لجوء أو هجرة، الناس اللى بتدعى إنها «اختفت قسريا»، ونقعد ندور عليهم ونكتشف إنهم هربانين، الناس اللى بترمى نفسها «عالحجز» علشان تعرف تطلب بعده لجوء سياسى، الناس اللى بتشتغل فى المجتمع المدنى علشان تتمسح فى إنهم مضطهدين.. والقايمة طويلة وأنا عارفة حكايتهم واحد واحد.!!
كفاية بقى، بجد كفاية..!! أنا قرفت منكم.
أنتم حثالة، حقيقى حثالة! حثالة وسخة وريحتها فايحة ووسخة بشكل محدش يتحمله! انتوا طايقين نفسكم ازاى! والناس اللى بتسايركم دول بتسايركم ازاى؟
أنا حقيقى مش عارفة أقول إيه! مش لاقية حاجة أقولها لهم، لأننا خلاص اتهزمنا، ودخلنا معارك مرعبة واحنا صفوفنا الأولى «خونة وقوادين وعاهرات»، رغم أن قاعدة رقم واحد هى لا تصالح ولا تسامح وأنت داخل حرب.
كلنا تعبانين وعيانين ومتنيلين، بس مش من حق حد يطلع أمراضه النفسية على المجال العام اللى كلنا مشتركين فيه، بدل ما يحاول يصلح من نفسه علشان يبقى نضيف وقادر يدى مش ياخد، أو يهبش ويجرى.
انتوا وسخين قوى، وسخين جداً، وسخين واللى إحنا كنا بنحاربهم أنضف منكم! واللى كانوا بيجروا ورانا فى الشوارع أو بيوقفونا فى المطارات أو بيسرقوا باسبوراتنا أنضف منكم.. ومن كل قلبى، أتمنى أعيش وأشوفكم تحت حبل المشنقة.
انتهت الشهادة الموجعة، والمؤلمة، وأترك لحضراتكم التعليق..!!