تحتفي الأوساط الفنية والثقافية بعميد الأدب العربى الدكتور “طه حسين”، والذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الخميس، كأحد أبرز الشخصيات في الحركة العربية الأدبية الحديثة، ومن أبرز دعاة التنوير في العالم العربي، واستحق عن جدارة أن يلقب بـ”عميد الأدب العربى”.
وقال عنه الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق، إن طه حسين كان يُنادى بتوحيد أسلوب التعليم فى مصر، وكان يعمل وفق خطة تهدف إلى وضع الجامعة المصرية فى مصاف أرقى الجامعات العالمية وكان يرغب فى أن يجعل جامعاتنا الأولى عالميًا، هذا لم يحدث بسبب سياسات التعليم العقيمة التى إدارت العملية التعليمية فى العقود السابقة.
ولد طه حسين يوم 15 نوفمبر 1889م، في قرية الكيلو القريبة من مغاغة، إحدى مدن محافظة المنيا في الصعيد الأوسط لمصر، أدخله والده كُتاب القرية للشيخ محمد جاد الرب، لتعلم العربية والحساب وتلاوة القرآن الكريم وحفظه في مدة قصيرة أذهلت أستاذه وأقاربه ووالده الذي كان يصحبه أحيانًا لحضور حلقات الذكر، والاستماع إلى سيرة عنترة بن شداد وأبو زيد الهلالي.
وأصبح طه حسين اسمًا محفورًا في قلوب المثقفين لما قدمه من مؤلفات فكرية ونقدية والتي نالت استحسان قرائها وتحولت معظم هذه الأعمال إلى أفلام ومسلسلات، كما أصبحت أعماله خالدة حتى الآن ويتداولها الكثير من القراء في مختلف الفئات العمرية.
حرص طه حسين على الكتابة بأسلوب واضح محافظًا كثيرًا على مفردات اللغة وقواعدها، وأثارت آراءه الكثير، ووجهت له العديد من الاتهامات، خاصة بعد صدور كتابه في الشعر الجاهلي والذي تصدى له الكثير من علماء الفلسفة واللغة ومنهم: مصطفى صادق الرافعي والخضر حسين ومحمد لطفي جمعة ومحمد الخضري ومحمود محمد شاكر وغيرهم.
وفي معركة فكرية مشهودة طالب عدد من الرافضين لكتاب “في الشعر الجاهلي” بمحاكمته إلا أن المحكمة برأته لعدم ثبوت الإساءة المتعمدة للإسلام أو القرآن، واستمر “العميد” في دعوته للتجديد والتحديث برغم ما تعرض له من معارضات، حيث قدم العديد من الآراء التي تميزت بالجرأة الشديدة والصراحة، كما دعا إلى أهمية توضيح النصوص العربية الأدبية للطلاب.
ونال طه حسين مناصب وجوائز شتى، منها تمثيله مصر في مؤتمر الحضارة المسيحية الإسلامية في مدينة فلورنسا بإيطاليا سنة 1960، وانتخابه عضوا في المجلس الهندي المصري الثقافي، والإشراف على معهد الدراسات العربية العليا، واختياره عضوا محكما في الهيئة الأدبية الطليانية والسويسرية.
كما رشحته الحكومة المصرية لنيل جائزة نوبل، وفي سنة 1964 منحته جامعة الجزائر الدكتوراه الفخرية، ومثلها فعلت جامعة بالرمو بصقلية الإيطالية، سنة 1965. وفي السنة نفسها حصل طه حسين على قلادة النيل، إضافة إلى رئاسة مجمع اللغة العربية، وفي عام 1968 منحته جامعة مدريد شهادة الدكتوراة الفخرية، وفي سنة 1971 رأس مجلس اتحاد المجامع اللغوية في العالم العربي، ورشح من جديد لنيل جائزة نوبل.