(أ ش أ)
قال السفير أسامة عبد الخالق، سفير مصر لدى إثيوبيا، ومندوبها الدائم بالاتحاد الإفريقي، إن مصر حريصة كل الحرص على دفع العمل الإفريقى المشترك إلى آفاق أوسع ومساهمتها المالية فى الاتحاد تصل حاليا إلى 9,6% من الميزانية العامة، والتى تصب فى الموضع الصحيح لتحقق كفاءة الإنفاق وكفاءة المردود لما يحقق تطلعات الشعوب الإفريقية، موضحا أن مصر لم تتخل يوما عن التزاماتها الإفريقية وتحرص دائما واجباتها تجاه القارة الإفريقية.
وأضاف السفير المصرى لدى إثيوبيا- فى تصريحات للوفد الصحفى المرافق لرئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى الذى يحضر فعاليات القمة الإفريقية الاستثنائية التى تنطلق غدا نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا- أن رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى ستبدأ من يوم 7 فبراير المقبل، حيث كان قد تم التحضير لها منذ يناير الماضى بتكليف من الرئيس السيسى لكل من رئيس الوزراء ووزير الخارجية.
وأوضح أن تمثيل مصر للقارة الإفريقية من الأهمية الكبيرة خاصة مع الكلمة التى سيدلى بها الرئيس السيسى خلال مشاركته فى أغسطس المقبل أمام مجموعة العشرين، والتى تأتى استكمالا لحديثه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبذلك تصبح الرؤية المصرية للقارة الإفريقية هى المسموعة فى المحافل الدولية.
وأشار إلى أن القمة الاستثنائية للاتحاد الإفريقى هى الرابعة التى تعقد هذا العام وتركز على الإصلاح المؤسسى للاتحاد الإفريقى وفى القلب منها إصلاح مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث تم الاتفاق على إعادة هيكلة مفوضية الاتحاد الإفريقى والتى ستشمل مناصب الرئيس ونائب الرئيس وستة من المفوضين، بحيث يصبح إجمالى عدد المفوضية ثمانية بدل عشرة، إضافة لإعادة توزيع الحقائب واستحداث منصب جديد غير منتخب يمثل مدير عام المفوضية، والذى يكلف بمهام التنسيق ومتابعة مهام عمل أعضاء المفوضية.
وقال سفير مصر لدى إثيوبيا، إن جزءا من إصلاح المفوضية يتعلق بالإصلاح المالى والإدارى وتحسين التوظيف وزيادة كفاءة الإنفاق ورفع مستويات الانضباط المالى والرقابة الداخلية والخارجية وهى أدوات لتحسين الأداء الخاص بالمفوضية التى تعتبر فى قلب عملية إدارة الاتحاد الإفريقي.
وأشار إلى أن رئيس الاتحاد الإفريقى الحالى بول كاجامى يعتبر حاليا هو قائد ملف الإصلاح وهو ملف يتم العمل به منذ عامين وتم خلاله عقد لقاءات عديدة لمجلس وزراء الخارجية بالقارة الإفريقية انتهاء بالقمة الاستثنائية التى ستعقد غدا.
وأكد أنه لا توجد على أجندة هذه القمة أى قضايا خلافية وسيتم بحث مختلف الأوجه الفنية الخاصة بعملية الإصلاح بصورة متكاملة إضافة إلى بحث مبادرة “النيباد” والتى تعد مصر إحدى الدول التى أسستها وتعتبر الذراع التنموى للاتحاد الإفريقى ومقرها فى جنوب إفريقيا، حيث سيتم الحديث عن كيفية تطوير ولاية هذه المبادرة والملامح العريضة لها خاصة فيما يتعلق بخطط تنمية القارة والاندماج الإفريقى لدور الاتحاد الإفريقي.
وقال إن مصر لديها مفوض نشط هو الدكتورة أمانى أبوزيد التى تشغل مفوضة البنية التحتية والطاقة بالاتحاد الإفريقى حيث أن هذه هى المرة الثالثة التى تشغل خلالها مصر هذا المنصب بعد الدكتورة إلهام إبراهيم التى تقلدت المنصب دورتين سابقتين، فى إطار الحرص المصرى على الاستعانة بالخبرة المتميزة فى هذه الملفات الخاصة بالقارة الإفريقية ومستقبل التعاون بين دولها.
وأضاف أن الأجندة الإفريقية الطموحة 2063 التى تعول عليها دول الاتحاد تعد أجندة فضفاضة وتتسم وتركز على الأبعاد التنموية والحكم الرشيد والاندماج القارى خاصة أن القارة الإفريقية تزخر بالفرص والإمكانيات على الرغم من المعاناة التى تواجهها القارة السمراء من تحديات هيكلية تتعلق بالسلم والأمن والصراعات والإرهاب وعلى سبيل المثال ما تعانيه منطقة الساحل الإفريقى التى تمتد من موريتانيا وشمال مالى وحتى تشاد من مشكلات الأمن والإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار فى البشر والمخدرات وهى عوامل تخلق بيئة خصبة للفوضى وهو ما ينجم عن غياب حضور مؤسسات الدولة وغياب فرص التنمية.
وأوضح السفير عبد الخالق أن قضايا بعينها تهتم بطرحها مصر ضمن استراتيجيتها خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي، وتحظى باهتمام بالغ من القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وعلى رأسها الإعمار والتنمية بعد النزاعات، وفى قمة نواكشوط أصدرنا قرار استضافة مصر لمركز إعادة الإعمار والتنمية الإفريقي.. مشيرا إلى أن منتدى الشباب بشرم الشيخ، كانت إحدى جلساته مناقشة إعادة إعمار وتنمية إفريقيا وإعداد القادة من الشباب الإفريقي، فيما تطور هذا المفهوم ليصبح العمل على استدامة السلام والأمن.
وأشار إلى أنه بناء على ذلك كان لسيادة الدولة وإدارة الرئيس السيسى للسياسة الخارجية توجها والتزاما كبيرا تجله حرص مصر على الحفاظ على بنية الدول وحضورها وأن تظل مؤسسات الدولة هى العمود الذى يحافظ على استقرارها ووفائها بمهامها، ومثال على ذلك تعامل مصر مع ملفات الأزمات فى العديد من الدول منها ليبيا وسوريا وفى جنوب السودان.
وأكد أنه رغم الصعوبات الاقتصادية، أدمجت مصر أدواتها للتعاون الفنى مع إفريقيا فى مبادرة الشراكة والوكالة المصرية للتنمية والتى كان مجال عملها الرئيسى فى إفريقيا لتدريب الشباب الإفريقى وكوادر الإعلاميين والدبلوماسيين والقوات الشرطية ومهندسين الرى وحفر الأبار وغيرها، وهو ما شدد عليه الرئيس السيسى خلال مؤتمر الشباب السابق.
وأشار إلى أن قمة “التيكاد” تعد محفلا مهما للتعاون بين اليابان والدول الإفريقية التى ستعقد يناير المقبل ويتحدث فيها الرئيس السيسى نيابة عن القارة الإفريقية، وخلاله تدعو اليابان كافة الشركاء الدوليين التنمويين مثل البنك الدولى والاتحاد الإفريقي.
ولفت إلى العديد من قصص النجاح المصرية فى إفريقيا والتى كان أخرها فوز شركة المقاولون العرب وتحالف السويدى بإقامة أضخم سد فى تنزانيا والذى تم بدعم كبير من القيادة السياسية واهتمام بأن تقدم مصر نموذج بارز وخبراتها بصورة تنافسية للقارة الإفريقية، وأيضا مبادرة التنمية فى دول حوض النيل ولها مخصصات تتقدم على إثرها الوزارات المصرية بمشروعات وإتاحة أفضل الخبرات وهو ما ينسجم مع الهدف الأكبر بأن مصر تستعيد حيوية دورها فى إفريقيا ولها خط ثابت فى إفريقيا يتعلق بمصلحة القارة على خلفية الرصيد التاريخى لمصر فى إفريقيا.
وقال إن إثيوبيا والسودان بلدان مهمان لمصر على المستوى الاستراتيجى خاصة فيما يتعلق بملفات التعاون ونهر النيل، الذى يعد شريان الحياة لهذه الدول، موضحا أن فلسفة مصر خلال رئاسة الاتحاد الإفريقى ستنطلق من خلال هذه الأولويات.
وأوضح السفير المصرى لدى إثيوبيا، أن لدى الشعبين المصرى والإثيوبى الكثير لما يجمعهما ورأينا الرئيس السيسى ورئيس الوزراء الإثيوبى السابق والرئيس السوداني، وهم يرفعون أيديهم فى إشارة إلى التعاون والتكامل وطالبوا الحكومات وشعوب الدول الثلاث بالعمل كدولة واحدة تجمعها وحدة العمل المشترك والمصير.
وأشار إلى أن إثيوبيا تهتم بشكل خاص بمصر خاصة فيما يتعلق بالشأن الديني، ما تجلى فى احتشاد العاصمة الإثيوبية بأكثر من 800 ألف إثيوبى لاستقبال قداسة البابا الراحل شنودة عام 2009، وهو ما تكرر عند استقبال البابا تواضروس الذى وعدنى بأن يجرى زيارة قريبة إلى إثيوبيا فى الوقت المناسب.