تواجه ولاية كاليفورنيا الأمريكية حرائق الغابات تعد هى الأكبر والأسوأ فى تاريخها ما أسفرت عن حصيلة ضحايا ارتفعت الى 71 شخصا، فيما لا يزال أكثر من 1000 شخص في عداد المفقودين بحسب ما أعلنته قناة “NBC News” منذ قليل.
وتواجه ولاية كاليفورنيا من كل عام موجة حرائق تجتاح غاباتها وتتسبب في سقوط عشرات القتلى وتخلف وراءها مفقودين، بينما تعود تكرار هذه الحوادث لأسباب مناخية وأخرى تتعلق بخطأ بشري فلى بعض الأحيان.
تغيرات مناخية
يتسبب نقص هطول الأمطار مع ارتفاع درجات الحرارة فى تلف الغطاء النباتى فى فصل الصيف ومع التغير المناخي الذي يصيب العالم، بسبب التلوث البيئي وانبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون، ما يدفع بارتفاع درجات الحرارة سنويا، مما يجفف الغطاء النباتي الجاف أصلا، ليجعله عرضة للحرائق التي تتغذى على الجفاف.
بشرية
ربما تعود أسباب الحرائق التى تتعرض لها كاليفورنيا لخطأ بشري فى جوهره يحمل جريمة بشرية محققة، لاسيما بعد ارتفاع نسبة الأشخاص الذين يقررون المعيشة في المناطق القريبة من الغابات، كما تم إعمار مناطق سكنية جديدة قرب الغابات، بعد تشبع المدن، الأمر الذي زاد من نسبة الحرائق التي يتسبب بها البشر في الغابات.
وحول هذا الأمر، قال العالم البيئي بارك وليامز: “كاليفورنيا يقطنها عدد كبير من الناس وموسم جاف وطويل. البشر دائما ما يصنعون شرارات البداية في الحرائق”.
3 حرائق في عام واحد
وعلى مدار الأشهر الأولى من عام 2017 الماضى شهدت ولاية كاليفورنيا أمطار غزيرة على معظم أرجائها، مما أدى إلى حدوث فيضانات واسعة النطاق، أدى ذلك إلى التخفيف المؤقت من ظروف الجفاف الشديد في أمريكا.. غير أنه وفقًا لتقرير نشره المركز الوطني لإطفاء الحرائق فإن إمكانية اشتعال الحرائق الكبيرة تكمن خلال فصل الربيع، ومن المرجح أن يكون هناك ارتفاع في نشاط الحرائق بسبب الأعشاب التي نمت في فترة الأمطار.
وفي أكتوبر 2017 اشتعل 250 حريقا في شمال كاليفورنيا، وحرق أكثر من 245 ألف فدان، وتسببت في خسائر تقدر بأكثر من 9.4 مليار دولار في الممتلكات المؤمن عليها، لتصبح حرائق أكتوبر أعلى خسائر مسجلة من مجموع حرائق الغابات، وسوف يستغرق الأمر عدة أشهر على الأقل، وربما سنوات للتعافي الكامل من حرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت شمال كاليفورنيا في شهر أكتوبر، والتي دمرت ما لا يقل عن 8.900 مبنى وقتلت 44 شخصًا وفقا لمسؤولين في مقاطعة سونوما.. بالإضافة إلى ذلك تسببت حرائق شمال كاليفورنيا في جرح ما لا يقل عن 192 شخصًا.
وفي ديسمبر 2017 أثارت الرياح القوية المسماه بسانتا آنا جولة جديدة من حرائق الغابات، كان أكبرها حريق توماس الضخم في مقاطعة فينتورا. أجبرت حرائق ديسمبر أكثر من 212.000 شخص على إخلاء منازلهم، حيث حرقت أكبر 6 حرائق أكثر من 257.000 فدان وأكثر من 1.000 مبنى.
وخلال عام 2017 تم تسجيل 5 حرائق ضمن أكثر 20 حريقًا بريًا في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية بين شهري أكتوبر وديسمبر شملت هذه الحرائق: حريق توبس، والراهبات، وتوماس، وأطلس، وحريق مجمع ريدوود فالي. في 8 ديسمبر توقعت شبكة أكويثر الإعلامية أن يصل إجمالي الخسائر الاقتصادية لموسم حرائق الغابات في كاليفورنيا لعام 2017 إلى 180 مليار دولار على الأقل.