القرحة الهضمية هي قرحة في بطانة المريء والمعدة أو الاثني عشر، وهو الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة التي تتصل بالمعدة، والتى تحدث من خلال خلل فى الخلايا الظهارية المبطنة لجدار المعدة الداخلية، والتى تفرز الأحماض التي تستخدم في عملية الهضم حيث إن التهيج أو الالتهاب الذى يحدث فى هذه الطبقة المخاطية الواقية يمكن أن يسمح لحمض المعدة بالوصول إلى البطانة الداخلية للخلايا وإحداث الضرر.
ووفقا لما ذكره موقع ” News-medical” الطبى، يعاني المرضى الذين يصابون بالقرحة الهضمية عادة من آلام في البطن، حيث إن حمض الهضم يتخلص من الخلايا، وفي بعض الأحيان يكون ألم المعدة مصحوبًا بنزيف مزمن بطيء في الجهاز الهضمي أو في الحالات الشديدة نزيف حاد في التجويف البطني.
أسباب القرحة الهضمية
اعتقد الأطباء سابقا أن القرحة الهضمية ناتجة عن نظام غذائي غني بالأطعمة الغنية بالتوابل والدهون أو بمستويات عالية من الإجهاد العاطفي أو البدني، ولكن تبين أن السبب الرئيسي للقرحة الهضمية هو العدوى ببكتيريا ” H. pylori ” وهي جرثومة ذات شكل حلزوني، موجودة في الطبقة المخاطية أو البطانة الداخلية للخلايا الظهارية التي تغطي المعدة والاثني عشر والمريء.
ومن أجل البقاء في بيئة المعدة الحمضية، تفرز H. pylori إنزيم اليورياز، وهو إنزيم يكسر اليوريا في الأمونيا وثاني أكسيد الكربون، والذي يحيد حمض المعدة ويدمر الطبقة المخاطية في المعدة الواقية.
وتسبب عدوى الملوية البوابية أيضا استجابة مناعية تؤدى إلى الالتهاب وتزيد من تفاقم المنطقة المتهيجة، مما يؤدي إلى ظهور قرحة مفتوحة.
كما أن عدوى الملوية البوابية مسؤولة عن 80٪ من قرحة المعدة و 90٪ من قرحة الاثني عشر، وهي أيضا التى تسبب التهاب المعدة، ويمكن أن تسفر عدوى الملوية البوابية على المدى الطويل عن سرطان معدي أو سرطان الغدد الليمفاوية المصابة بالمخاط اللمفاوي (MALT).
وتنتشر بكتيريا الملوية البوابية في البلدان النامية من خلال مصادر مياه الشرب الملوثة، وأكثر من ثلثي سكان العالم مصابون بالملوية البوابية ، على الرغم من أن معظم المصابين بالعدوى لا يعانون من أعراض القرحة المعوية أو يصابون بالسرطان، وهناك سبب ثانوي من القرحة الهضمية هو الاستخدام طويل الأمد للعقاقير المضادة للالتهاب غير الستيرويدية.
كما أن الكحول والقهوة والتدخين يمكن أن يسبب تهيج بطانة المعدة وينتج عنها قرحة هضمية، و على الرغم من أن الأطعمة الغنية بالتوابل لا تسبب القرح بشكل مباشر، إلا أنها قد تؤدي إلى تفاقم الآفة الموجودة.
طرق الوقاية
بما أن الوضع الدقيق لانتقال العدوى البكتيرية غير معروف، فمن المستحسن أن يقوم جميع الأشخاص بغسل الأيدي بشكل متكرر، وغسل الخضار والأطعمة الأخرى، والشرب من مصادر المياه النظيفة .
وحاليا يتم دراسة طرق انتقال البكتريا والتحقيق في طرق الوقاية من العدوى من أجل تقليل تأثير الملوية البوابية، خاصة في البلدان النامية حيث معدلات العدوى العالية هي مشكلة صحية عامة خطيرة.