تحقيقات و تقارير

ترامب بين خطر العزل وخسارة انتخابات الفترة الثانية

يرى زملاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الجمهوريين أن الاتهامات القانونية الموجهة نحوه في الفترة الأخيرة، جعلته أكثر عرضة للهجوم من قبل المعارضين، في الوقت الذي يستعد فيه لإعادة انتخابه مرة أخرى لرئاسة الولايات المتحدة، مما أثار قلقهم بحسب ما ذكره تقرير صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

وسخر ترامب من التحقيقات التي أجريت حول سلوكه كمرشح ورئيس للولايات المتحدة، بعد أن تم إدانة المدير السابق لحملته الانتخابية في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، بارتكاب جرائم مالية، لتضع الرئيس الأمريكي في أزمة كبيرة قد تتسبب في عزله، واصفا اياها بـ”مطاردة الساحرات” أو بالتصيد، ويصر على أنه سينجو من تلك التهديدات.

لكن خلال عطلة نهاية الأسبوع، تم الكشف عن دفع ترامب مبالغ طائلة لامرأتين خلال حملته الانتخابية، كي تتكتما على علاقة جنسية أقامها معهما.

وبالنسبة لبعض الجمهوريين، فإن الانطباع القائل إن الرئيس ربما كان قد أدار خرقا لقانون تمويل الحملات الانتخابية، والذي يعتبره القانون “جناية”، يمكن أن ينذر بنقطة تحول حقيقية في علاقة الحزب الجمهوري معه عندما يصدر المحامي الخاص روبرت مولر تقريره حول التحقيق في روسيا.

وقال رئيس الحزب الجمهوري جون ثون، الاثنين الماضي، “أنا متأكد من أنه ستكون هناك الكثير من الأمور التي ستحدث من المنطقة الجنوبية من نيويورك ومن تحقيق مولر”.

وأضاف ثون أن انتهاكات تمويل الحملات هي أمر خطير جدا، لكن يمكن التعامل معه، وأضاف أنه مع تراكم مشاكل ترامب القانونية، تتراكم التحديات السياسية التي قد تهدد بإعادة انتخاب ترامب.

وفي الآونة الاخيرة، شهدت الأسواق المالية الأمريكية توترا كبيرا، ويرجع ذلك جزئيا إلى حروب ترامب التجارية والمخاوف من أن تكاليف الاقتراض المرتفعة يمكن أن تؤدي في النهاية إلى حدوث ركود.

وقال أحد الجمهوريين المقربين من البيت الأبيض أنه من الممكن لترامب أن يخدم منافسيه الذين يشعرون بالقلق من خسارتهم، في ظل مواجهته للضغوط من مولر وهجوم التحقيقات.

وتابع أن الرئيس حريص على إطلاق العنان لآلية إعادة انتخابه والبدء في جمع تعهدات الولاء من جميع أنحاء الحزب الجمهوري لقمع أي تلميح لتمرد، وفقا لمسؤول الحملة وأحد الزملاء الجمهوريين الذين هم على دراية بالأعمال الداخلية للحملة ولكن غير مصرح له التحدث علانية.

ناقش فريق ترامب إمكانية وجود تحد من شخص مثل حاكم ولاية أوهايو جون كاسيش أو سناتور أريزونا جيف فلاك.

وبعد أسبوع من انتخابات التجديد النصفي، سافر كاسيش إلى نيو هامبشاير لتأدية خطاب عام واجتماعات خاصة مع جمهوريين بارزين.

ولم يقدم فليك، الذي تعامل مرارا وتكرارا مع ترامب ، أي التزام شخصي ، ولكن أفكاره تجاه ترامب واضحة، حيث قال، الاثنين الماضي، ” من الضروري أن يواجه شخص ما ترامب في الانتخابات، آمل ان يفعل شخص ما”.

وذكرت “ديلي ميل” أنه في الوقت الذي يتوقع من بعض الديمقراطيين أن يعلنوا حملاتهم في الأسابيع القليلة الأولى من عام 2019، فإن منافسًا جمهوريًا قد يتحرك ببطء أكثر، وفقًا لعضوين في الحزب الجمهوري شاركا في مناقشات افتراضية حول تولي ترامب.

وقال أحد كبار أعضاء مجلس النواب الجمهوريين إن الوضع المحيط بترامب لا يزال متقلبا، وحث الزملاء على انتظار تقرير مولر الذي يعتقد البعض أنه قد يظهر في أوائل العام المقبل.

وحث ذلك الجمهوري، الذي طالب عدم الكشف عن هويته لتقييم الموقف، زملائه من المشرعين في الحزب الجمهوري على ألا يدافع عن أمر لا يمكن الدفاع عنه ولكن أيضا لعدم تصديق كل تهمة.

وأعرب النائب عن أمله في أن تأتي استنتاجات المحامي الخاص عاجلًا وليس آجلًا، لذا سيكون هناك المزيد من الوقت قبل انتخابات 2020.

ويتوقع العديد من المقربين من ترامب أنه لن ينجو من تحقيقات روسيا فحسب، بل سيتم إعادة انتخابه في غضون عامين، ويشيرون إلى قدرته المذهلة على التخلص من الفضيحة.

وقد قال الرئيس إن الدرس المستفاد من الانتخابات النصفية لعام 2018 هو أن المرشحين الجمهوريين يتخلون عنه بسبب مخاطرهم الخاصة، والجمهوريون الذين بقوا في الكونجرس بعد الانتخابات من غير المرجح أن يتراجعوا عنه.

زر الذهاب إلى الأعلى