شهد عام 2018 تطورا كبيرا في العلاقات «المصرية – الأمريكية» حيث عقد لقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في نيويورك على هامش أعمال الشق رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي وجاء اللقاء تأكيدا على عمق العلاقات بين البلدين، والشراكة الإستراتيجية بينهما في كافة المجالات وحظيت الزيارة الرئاسية إلى نيويورك بأهمية كبرى حيث التقى الرئيس بالشخصيات المؤثرة وذات الثقل بالمجتمع الأمريكي وقيادات كبريات الشركات الأمريكية وصناديق الاستثمار.
وجاءت أبرز نتائج العلاقات المصرية الأمريكية:
1- تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، فضلا عن بحث القضايا الإقليمية والدولية وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط والتشاور فيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية والدولية، لا سيما كيفية مواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة، ودفع عملية السلام بالشرق الأوسط.
2- استحداث اجتماعات بصيغة 2+2 بين وزيري دفاع وخارجية البلدين وجار التحضير لعقد جولة جديدة من آلية الحوار الإستراتيجي ويأتي ذلك من منطلق الحرص المتبادل على دفع وتعزيز العلاقات الثنائية على كافة الأصعدة.
3- استعراض مجمل التطورات على الساحة الإقليمية، وأهمية التوصل إلى حلول سياسية للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، ما يحفظ وحدة وسيادة تلك الدول وسلامتها الإقليمية، ويصون مؤسساتها الوطنية ومقدرات شعوبها.
4- أهمية تضافر الجهود الدولية من أجل التصدي لخطر الإرهاب والتطرف الذي أصبح يهدد العالم بأكمله، وتأكيد أهمية دور مصر في المنطقة بوصفها دعامة رئيسية للأمن والاستقرار، وجهود مصر لمكافحة الإرهاب والتصدي للتطرف، بجانب الخطوات التنموية المهمة التي اتخذتها الحكومة المصرية خلال الفترة الماضية، بالإضافة إلى تنفيذ برنامج متكامل للإصلاح الاقتصادي واستعراض خطة تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة بخطى ثابتة من خلال العديد من الإجراءات الاقتصادية الحاسمة، التي تهدف إلى إحداث تطور كبير في البنية الأساسية على مستوى الجمهورية.
5- تبادل البلدان العديد من الزيارات رفيعة المستوى، حيث قامت قرينة الرئيس الأمريكي بزيارة مصر خلال شهر أكتوبر الماضي كما قام وزير الخارجية بزيارة الولايات المتحدة في شهر أغسطس 2018 بالإضافة إلى زيارة وزير الخارجية الأمريكي للقاهرة في فبراير 2018.
6- زار عدد كبير من الوفود الأمريكية الأخرى مصر، حيث شملت تلك الزيارات مدير مكتب التحقيقات الفيدرالية، ومساعد وزير الخارجية الأمريكي للطاقة، ومساعد وزير الخزانة، وغيرهما، بالإضافة إلى زيارة العديد من أعضاء الكونجرس بمجلسيه من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، بالإضافة إلى زيارات عدد كبير من رؤساء مراكز البحث والفكر الأمريكية إلى مصر، مما مثل فرصة جيدة لإجراء حوار صريح بهدف بناء الثقة وتصحيح بعض المفاهيم لدى الجانب الأمريكي حول الأوضاع في مصر.
7- تمرير الكونجرس الأمريكي قانون منح الميدالية الذهبية للرئيس الراحل محمد أنور السادات أرفع وسام مدني أمريكي وذلك بمناسبة ذكرى ميلاده الـ 100، وتقديرا لإنجازاته البطولية واسهاماته الشجاعة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وتأكيدًا على الدور المصري الرائد في ارساء دعائم السلام في المنطقة.
8- زيادة معدلات التبادل التجاري بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية حققت خلال السبعة أشهر الأولى من العام الجاري نسبة زيادة بلغت 29.2%، حيث سجلت 3 مليارات و822 مليون دولار مقابل 2 مليار و956 مليون دولار خلال نفس الفترة من عام 2017، وتعمل 1100 شركة أمريكية في مصر.
9- تأكيد الدور الذي تلعبه مصر باعتبارها إحدى القوى الرئيسية والفاعلة في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، وما تبذله من جهود لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية ومواجهة التطرف والإرهاب وعرض الرؤية المصرية تجاه الأزمات، والجهود التي تبذلها القاهرة للمساعدة في تعزيز استقرار المنطقة، وإيجاد حلول لتلك الأزمات فضلا عن أهمية الارتقاء بالعلاقات الثنائية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، بما يصب في صالح البلدين وعرض الرؤية المصرية تجاه أزمات المنطقة مثل سوريا، وليبيا، والعراق، واليمن، والتي تستند إلى ضرورة الحفاظ على الدولة الوطنية في المنطقة، والعمل على دعم مؤسساتها وتعزيز تماسكها بما يحقق وحدتها وسلامة أراضيها، والإشارة إلى أن تحقيق ذلك من شأنه محاصرة تمدد الإرهاب في المنطقة عن طريق إنهاء حالة الفراغ التي سمحت بوجوده ونموه خلال السنوات الماضية، وبلورة إستراتيجية مشتركة لسبل التعامل مع التحديات والأزمات القائمة بالمنطقة
10- تأكيد التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطمية وأن تحقيق السلام في المنطقة سيسفر عن واقع جديد يؤدي إلى إفساح المجال لدول المنطقة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتطلع إليها شعوبها، فضلًا عن القضاء على إحدى أهم الذرائع التي تستند إليها التنظيمات الإرهابية لتبرير أفعالها.