كشف رئيس جهاز «الشاباك» الإسرائيلى، آفي ديختر، اليوم، تفاصيل عملية اغتيال مهندس حركة حماس، يحيي عياش، عام 1996 عبر جهاز هاتفه المحمول، بمعاونة عميل خائن مقرب من الشهيد.
وقال رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي، الذي شغل في ذلك الوقت، منصب قائد المنطقة الجنوبية في «الشاباك» وهو المسئول المباشر عن عملية تصفية عياش مهندس حركة حماس، التفاصيل الجديدة والدقيقة عن طريقة التنفيذ.
وأضاف رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي، في مقابلة إذاعية، أإن التخطيط لعملية اغتيال يحيي عياش، استغرق 8 أشهر من العمل الاستخباري الشاق، وعلى مدار الساعة.
وبحسب وكالة “سما” الفلسطينية، ذكر ديختر أنه وقبيل التخطيط لتصفيته –عياش- عبر جهاز الهاتف النقال، جرى التخطيط لتصفيته عبر جهاز فاكس يمكن أن يستخدمه خلال زياراته لمنطقة شمال قطاع غزة، وذلك في الوقت الذي تركز وجوده في منطقة خان يونس، بالنظر إلى تواجد القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، هناك.
في حين تم استبعاد العملية بالنظر إلى تعقيدها، وعدم معرفة ساعة تواجد عياش في المكان الذي سيدخل إليه جهاز الفاكس، ليجري بعدها طرح فكرة تصفيته بالطريقة نفسها، التي اشتهر بها عياش وهي هندسة المتفجرات، وجرى التواصل مع عميل قريب من أحد مساعدي عياش، وتم تزويده بجهاز هاتف نقال، غير مفخخ، ليتعود عليه.
وبحسب رئيس الشابك، جرى استبدال الهاتف فيما بعد بهاتف آخر مفخخ، بعد تمرير تبريرات وحجج حول استبداله أمام عياش، وبالفعل جرى استبداله وتم الاستعداد للعملية، عبر طائرة بدون طيار وأجهزة تحكم عن بعد، وتبين للشاباك من خلال متابعة الهاتف السابق أنه يتحدث مع عائلته في كل يوم جمعة.
وفي إحدى أيام الجمع، بدأ عياش الاتصال مع عائلته، فحاول خبراء التقنية لدى الشاباك إغلاق الدائرة، والتسبب بانفجار العبوة الصغيرة المرفقة بالهاتف، دون جدوى، فجرى تخفيض ارتفاع الطائرة المسئولة عن العملية فوق الحي الذي تواجد فيه عياش لتحسين الإشارة، دون فائدة، فصدم ضباط الشاباك.
وواصل حديثه عن العملية، قائلًا: إنه جرى استعادة الهاتف النقال بطريقة ما، وتم فحصه من جديد، ليتبين وجود خلل في بعض مكوناته ما تسبب بتعطيل التفجير، وجرى إصلاحه وإعادته إلى العميل القريب من أحد مساعدي عياش.
وخلال اتصال عياش مع والده في أحد أيام الجمعة، وفي الخامس من يناير من العام 1996، جرى تفجير الشحنة المتفجرة المتواجدة داخل الهاتف النقال، وقتل قائد كتائب القسام، يحيى عياش، بينما لم يقتنع ضابط الشاباك المسئول عن تشغيل إشارة التفجير بمقتل عياش بعد تشغيله للشحنة، واعتقد أن خللا ما أصاب الجهاز، لأنه لم يعد يسمع شيئا.
ولفت رئيس جهاز الشاباك الإسرائيلي السابق، الجنرال آفي ديختر، إلى أنه وفي الوقت الذي نجحت فيه عملية تصفية عياش، كانت عملية موازية لتصفية محمد الضيف، ولكنها فشلت، وذلك بعد توفر فرصة لتصفيته بعد تصفية عياش بساعات.
يشار إلى أن “المهندس” هو لقب يحيى عبد اللطيف عياش، أحد قادة الجناح العسكري لحركة حماس “كتائب شهداء القسام”، والمولود في 6 مارس 1966، ببلدة رافات غرب مدينة سلفيت، بشمال الضفة الغربية. وهو خريج الهندسة الكهربائية من جامعة بير زيت برام الله.
واغتيل عياش، في 5 يناير 1996 بتفجير هاتفه النقال في منزل أحد أصدقائه بغزة، واتهم أحد المقاولين الفلسطينيين العاملين مع جهاز الشاباك بتزويده بالهاتف، الذي كان يحمل شحنة من المتفجرات.