قال مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية إنه تم رصد مجلة جديدة متطرفة لتنظيم القاعدة حملت عنوان “أمة واحدة” نشرت عددها الأول مؤسسة السحاب للإنتاج الإعلامي.
وأكد المرصد أن المجلة تعد منبرًا لبث فتاوى التحريض ورسائل القتل بدون وجه حق، حيث أكد العدد الأول أن من أهداف المجلة هو تحريض المسلمين على القتال فهو -حسب زعمهم- من أكبر واجبات الوقت وفرائضه.
واعتبر المرصد أن توقيت إصدار المجلة يأتي في ظل سياق متشابك، حيث تراجع وانحسار تنظيم داعش وأذرعه الإعلامية، حيث لم يعد للتنظيم الإرهابي منابر إعلامية، كما كانت عليه بعد 2014، وهو ما يحاول تنظيم القاعدة استغلاله، بإعادة شغل الفراغ الإعلامي الإرهابي والاستحواذ على مساحة الضوء والتأثير من خلال تنويع منصاته الإعلامية وإصداراته المرئية والمسموعة والمقروءة، وهو ما يمكن ملاحظته خلال الشهور الستة الماضية من تنامي نشاط إعلامي غير معتاد للتنظيم منذ أكثر من ست سنوا.
وتابع أن إصدار المجلة يأتي أيضًا في ظل صراعات داخلية يشهدها التنظيم، في خضم توارد الأنباء عن محاولات لتنصيب “حمزة بن لادن” زعيمًا للتنظيم والإطاحة بالزعيم التاريخي لها “أيمن الظواهري” ما تحول إلى صراع في الميدان باليمن، حيث شهد التنظيم صراعًا داميًا بين الفصائل المتناحرة داخل التنظيم.
وكشف المرصد أن العدد الأول من مجلة التنظيم تطرق في أكثر من مقال به إلى أزمة الصراع الداخلي بالتنظيم، محذرة من خطورة الاقتتال الداخلي، وداعية إلى وجوب السمع والطاعة لقيادة التنظيم، ففي المقال الافتتاحي قال الظواهري مخاطبًا أنصاره: “إذا زعمنا أننا ندافع عن حرمات المسلمين فيجب ألا نعتدي عليها ولا على إخواننا المسلمين المجاهدين” وتابع قائلًا: “وإذا دعونا للوحدة فعلينا ألا نتمرد على أمرائنا، وإذا دعونا للسمع والطاعة فعلينا أن نضرب القدوة فيها”.
وأكد أن العدد الأول من المجلة يشير إلى حقيقة الأزمة التي يعيشها التنظيم من التناحر الداخلي، ومخاوف الظواهري من الإطاحة به؛ لهذا تستشهد المجلة بمقولات ومقالات متنوعة للمؤسسين الأوائل للتنظيم “أسامة بن لادن، وعبد الله عزام” وكبار منظري التنظيم، وذلك بغية تأكيد أن التنظيم يسير على نهجهم ولم يخرج عن المسار الذي رسمه ابن لادن قبل مقتله في 2011، وهي محاولة لدعوة أنصار التنظيم للسمع والطاعة.
وتابع أن القراءة الأولى للعدد الأول من مجلة التنظيم تشير إلى عدة دلائل تؤكد نهج التنظيم العنيف خلال المرحلة القادمة، حيث أن التنظيم يسعى بشكل أساسي إلى إعادة تنظيم مساراته، بحيث يكتسب حاضنة شعبية كما تؤكد افتتاحية العدد، ولهذا يستمر التنظيم في رسم خطوطه العامة في التحريض على قتال “العدو البعيد” وقتال ما أسمته المجلة “هبل العصر؛ أمريكا” وضرب اقتصادها، كما يستمر التنظيم في التحريض ضد بعض الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات، بهدف استقطاب وتجنيد الشباب المتشددين المعارضين للحكومات بها.
وأوضح المرصد أيضًا على أن التنظيم يسعى إلى كسب حاضنة شعبية من خلال تضليل العقول والزعم بأن نشاطه الإرهابي والعنيف لا يستهدف سفك دماء المسلمين ولا يخوض في أعراضهم، ولكن يستهدف فقط “هبل العصر وحلفاءه في المنطقة”، كما أشار المرصد إلى أن التنظيم بات يولي “الأسرة” المسلمة اهتمامًا واسعًا في خطاباته حيث أفرد العدد الأول من المجلة مقالين موسعين عن أسس التربية في المجتمع والأسرة، ومهاجمة قواعد ترتيب الأسرة المعاصرة خاصة فيما يتعلق بدور المرأة، ويهاجم التنظيم الأسس التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية المتعلقة بالمرأة، كما يهاجم سياسة الغرب المزدوجة فيما يتعلق بسياسات حقوق الإنسان التي تتجاهل بعض العمليات التي تستهدف المسلمين في تركستان وميانمار.
واختتم المرصد بيانه بتأكيده أن هزيمة داعش لا تعني نهاية الإرهاب، بل إن داعش لم يكن سوى حلقة في سلسلة متصلة من الإرهاب العالمي، لذا لا بد من ضرورة إيجاد حلول فاعلة في تحجيم نشاط تنظيم القاعدة على مستوى الميدان في العديد من الساحات سواء باليمن أو غرب ووسط أفريقيا، فيما شدد على ضرورة الاستفادة من حالة الاحتقان الداخلي التي يعيشها التنظيم والتناحر على الزعامة، كما دعا إلى ضرورة تنسيق الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب الإعلامي للتنظيمات الإرهابية، وإيجاد حلول سريعة تمنع من نشر وتداول المواد الإعلامية لتلك الجماعات.