ألقت فضحية شركة فولكس فاجن الألمانية بظلالها على جميع الأصعدة وفى غالبية الدول الأوروبية التى تطالب بالتحقق من سيارات فولكس فاجن الموجودة داخل أراضيها، كما يدرس المجلس الإشرافى تعيين ماتياس مولر رئيس بورشة للسيارات الرياضية ليصبح الرئيس التنفيذى الجديد للمجموعة.
ومن جانبها، طالبت الحكومة الهندية رابطة أبحاث السيارات بضرورة إجراء تحقيق بخصوص انبعاثات سيارات فولكس فاجن بعد أن أقرت الشركة بالغش فى اختبارات التلوث الأمريكية.. وفى ايطاليا يتم اختبار أكثر من 1000 سيارة من جميع الطرز المباعة فى البلاد وتجرى وزارة النقل الإيطالية تحقيقا للوقوف على ما إذا كانت فولكس فاجن قد تحايلت أيضا على اختبارات الانبعاثات في أوروبا.
ودعت المفوضية الاوروبية جميع الدول الأعضاء بالاتحاد الاوروبى إلى إجراء تحقيقات فى أعقاب فضيحة فولكس فاجن للتحايل على اختبارات قياس الانبعاثات فى سياراتها التى تعمل بالديزل فى الولايات المتحدة، واقترحت المفوضية تشريعا جديدا لتشديد نظامها لاختبارات السيارات الذى تقول ان تنفيذه مسئولية الدول الأعضاء.
وتدرس المفوضية ايضا ما اذا كان ينبغى ادخال تغييرات على منظومة الاتحاد الاوروبى للموافقة على طرز السيارات الجديدة عند طرحها فى الاسواق .. وقد عصفت الأزمة بالشركات الألمانية وحذر سياسيون ومحللون من أن الفضيحة التى قوضت سمعة اكبر شركة لصناعة السيارات فى المانيا ربما تتطور لتهدد أكبر اقتصاد فى أوروبا.
ويدرس المجلس الإشرافى لفولكس فاجن اختيار ماتياس مولر رئيس بورشه للسيارات الرياضية ليصبح الرئيس التنفيذى الجديد للمجموعة خلفا لمارتن فينتركورن الذى استقال فى أعقاب فضيحة التحايل على اختبارات الانبعاثات فى الولايات المتحدة.
ويحظى مولر وهو مسئول كبير سابق بفولكس فاجن بتأييد غالبية بين العشرين عضوا فى المجلس الاشرافى.. خاصة أن مولر، البالغ من العمر 62 عاما، عضو بمجلس إدارة بورشه ومقرب من عائلة بيتش بورشه التى تسيطر على فولكس فاجن من خلال الشركة القابضة وقضى أيضا سنوات كثيرة فى أودى وهى وادة أخرى تابعة لفولكس فاجن.
واستقال فينتركورن بعد تسع سنوات تقريبا على رأس اكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا في أعقاب اكتشاف تحايل فولكس فاجن على معايير الانبعاثات فى الولايات المتحدة.
وتواجه فولكس فاجن معركة لاستعادة ثقة العملاء وموزعى السيارات الذين عبروا عن احباطهم لغياب معلومات من الشركة بشأن كيف سيتأثرون بالفضيحة التى تمثل أسوأ أزمة للشركة منذ انشائها قبل 78 عاما.
وتسعى فولكس فاجن الألمانية لصناعة السيارات لإقالة ثلاثة مسئولين تنفيذيين كبار مع سعيها للتعافى من فضيحة التحايل على اختبارات الانبعاثات في الولايات المتحدة خاصة أنه بعد يوم من استقالة الرئيس التنفيذى للشركة مارتن فينتركورن، فإن رئيس أنشطة فولكس فاجن فى الولايات المتحدة ومهندسين كبار فى أودى وبورشه وهما وحدتان تابعتان لفولكس فاجن سيتم الاستغناء عنهم بصرف النظر عما إذا كانوا على علم بالتحايل، وهم اولريخ هاكينبرج وفولفجانج هاتز رئيسا البحوث والتطوير في أودي وبورشه إضافة إلى رئيس أنشطة فولكس فاجن فى الولايات المتحدة مايكل هورن.
وتولى هاكينبرج وهاتز مناصب رفيعة في فولكس فاجن بقسم التطوير بما في ذلك المحركات قبل أن ينتقلا إلى أودي وبورشه وهما من بين كبار المهندسين في الشركة.
وتراجع مؤشر قطاع السيارات الأوروبي 3.3% مبددا مكاسبه المبكرة وسط حديث عن أن مشكلات الانبعاثات لن تقتصر على فولكس فاجن التي اعترفت بأنها خدعت المنظمين في الولايات المتحدة بشأن حجم انبعاثات العادم المسببة للتلوث فى سياراتها التي تعمل بالديزل وخسر المؤشر نحو 13% هذا الأسبوع ليفقد حوالى 40 مليار يورو من قيمته السوقية.
وقد عصفت الأزمة بالشركات الألمانية وأصبحت شركة BMW فى مهب الريح بعد تراجع أسهمها بنسبة 6.1% بعدما ذكر تقرير فى مجلة أوتو بيلد الألمانية أن بعض سياراتها التى تعمل بوقود الديزل تبين أنها تجاوزت معايير الانبعاثات.. وقالت الشركة إنها لم تتلاعب وليس لديها علم بشأن الاختبارات التى أشارت إليها المجلة.
وأقر هورن هذا الأسبوع بأن الشركة “وقعت في خطأ فادح” بخداعها المنظمين الأمريكيين بشأن الانبعاثات المسببة للتلوث من سياراتها التي تعمل بالديزل.
وقالت فولكس فاجن إن 11 مليون سيارة لها حول العالم مزودة ببرنامج الكمبيوتر الذي تبين أنه يتلاعب في الانبعاثات بالولايات المتحدة وقالت وكالة حماية البيئة الأمريكية إن فولكس فاجن قد تواجه غرامات تصل إلى 18 مليار دولار.