تحقيقات و تقاريرعاجل

بعد موافقة السعودية ودول خليجية على نشر قوات أمريكية لمواجهة طهران.. الملك سلمان يدعو قادة العرب لقمتين لبحث اعتداءات إيران..الجبير: المنطقة عانت من جرائم إيران واكتشفنا خلايا إرهابية أنشأتها فى المملكة

مازالت أصداء الاعتداءات على محطتى الضخ البترولى بالمملكة العربية السعودية تتوالى، وبوتيرة متسارعة تتطور الأحداث بمنطقة الخليج، فبعد ساعات من موافقة السعودية ودول خليجية على نشر قوات أمريكية لمواجهة إيران والتحذير الأمريكى بتوخى الحذر فى المجال الجوى قرب منطقة الخليج، طالعتنا الصحف الرسمية السعودية بدعوة الملك سلمان بن عبد العزيز لعقد قمتين خليجية وعربية طارئة في 30 مايو الجارى بمكة المكرمة، لبحث الاعتداءات الإيرانية بالمنطقة لما لها من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمى والدولي.

وقالت وزارة الخارجية السعودية في بيان، إن الدعوتين تأتيان “حرصاً من خادم الحرمين الشريفين على التشاور والتنسيق مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي ظل الهجوم على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات وما قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران من الهجوم على محطتي ضخ نفطية بالمملكة، ولما لذلك من تداعيات خطيرة على السلم والأمن الإقليمي والدولي وعلى إمدادات واستقرار أسواق النفط العالمية”.

وأضافت أن خادم الحرمين الشريفين يوجه الدعوة لأشقائه قادة دول مجلس التعاون وقادة الدول العربية لعقد قمتين خليجية وعربية طارئة في مكة المكرمة يوم الخميس 25 رمضان الموافق 30 مايو، لبحث هذه الاعتداءات وتداعياتها على المنطقة، أملا فى الخروج بموقف موحد وحث إيران على الكف عن تبنى مثل هذه السياسات.

عادل الجبير : لا نريد حربا

فى الوقت نفسه أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية عضو مجلس الوزراء السعودي، عادل بن أحمد الجبير، أن المملكة العربية السعودية لا تريد حرباً فى المنطقة ولا تسعى إلى ذلك وستفعل ما فى وسعها لمنع قيام هذه الحرب, وفى الوقت ذاته تشدد على أنه فى حال اختار الطرف الآخر الحرب فإن المملكة سترد على ذلك وبكل قوة وحزم وستدافع عن نفسها ومصالحها.

وأوضح “الجبير”، أن المملكة تتمنى من النظام الإيرانى التحلى بالحكمة وأن لا يدفع النظام الإيرانى المنطقة إلى ما لا تحمد عقباها، مطالبةً المجتمع الدولى بتحمل مسؤوليته باتخاذ موقف حازم من هذا النظام لإيقافه عند حده ومنعه من نشر الدمار والفوضى فى العالم أجمع.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده بمقر وزارة الخارجية بالرياض، الذى استهله قائلاً: “تتابع المملكة العربية السعودية بقلق شديد تطورات الأوضاع على الصعيد الإقليمى والدولى والتى تتصاعد نتيجة تصرفات النظام الإيرانى ووكلائه العدوانية فى المنطقة، مبيناً أن المملكة العربية السعودية تؤكد على أن يديها دائماً ممتدة للسلم وتسعى لتحقيقه

وأردف : “فى هذا الإطار استجابت المملكة لنداء استغاثى من سفينة نفط إيرانية فى عرض البحر الأحمر وطلب رسمى من الحكومة الإيرانية بهذا الخصوص, وقدمت على الفور المساعدات اللازمة للسفينة وأفراد طاقمها ولا يزالون يتلقون الرعاية اللازمة التزاماً من المملكة بمسؤولياتها الدولية والإنسانية والبيئية, فى الوقت الذى تعرضت فيه ناقلتى نفط سعوديتين فى الخليج العربى إلى هجوم تخريبى وكذلك تم استهداف محطة ضخ لخط الأنابيب شرق غرب الذى ينقل النفط السعودى من حقل نفط فى المنطقة الشرقية إلى ميناء التصدير على ساحل البحر الأحمر.

وتابع: “فى المقابل فإن النظام الإيرانى لا يبحث عن الأمن والاستقرار فى المنطقة بل إن المشاكل فى المنطقة بدأت منذ وصول هذا النظام للحكم فى إيران فى عام 1979م, الذى يقوم دستوره على تصدير الثورة والتدخل فى الشؤون الداخلية للدول الأخرى, وأكد قادته على ذلك مراراً كما سعى مباشرة ومن خلال وكلائه إلى إثارة القلاقل ودعم المنظمات والجماعات الإرهابية والمتطرفة.

وبين الجبير أن دول المنطقة عانت من جرائم النظام الإيرانى ومن تدخلاته على مدى العقود الماضية وهى جرائم أكثر من أن تحصى, مستشهداً باستغلال موسمى الحج عام 1986 و 1987م بإرسال متفجرات مع الحجاج وتحريض حجاجها على القيام بأعمال شغب فى موسم الحج, كذلك الاعتداء على سفارة المملكة فى طهران واغتيال أحد دبلوماسيى المملكة هناك والاعتداء على دبلوماسيين آخرين, إضافة إلى قيام عناصر إرهابية من حزب الله الحجاز المدعومة من النظام الإيرانى بهجمات على المجمع النفطى فى رأس تنورة وشركة صدف كل ذلك عام 1987م, واغتيال الدبلوماسيين السعوديين فى تايلند عام 1990 و 1991م , بالإضافة إلى حوادث التفجيرات التى وقعت فى المملكة التى كان النظام الإيرانى ورائها كتفجير أبراج الخبر عام 1996م وتفجيرات الرياض عام 2003م التى تمت بأوامر مباشرة من زعامات تنظيم القاعدة الإرهابية المتواجدين فى إيران وتحت رعاية وحماية النظام الإيرانى وبالتأكيد هو سيف العدل قائد العمليات فى تنظيم القاعدة.

وكشف : “هناك أيضاً محاولة اغتيال سفير المملكة فى واشنطن والتورط فى اغتيال دبلوماسى سعودى فى كراتشى باكستان عام 2011م والقيام بهجمات الكترونية ضد شركات النفط والغاز فى المملكة عام 2012م والاعتداء على سفارة المملكة فى طهران وقنصليتها فى مشهد عام 2016م، إضافة إلى الخلايا الإرهابية والتجسسية التى أنشأها النظام الإيرانى فى المملكة التى تم اكتشافها فضلاً عن شن حرب على المملكة بالوكالة عن طريق دعم وتبنى الميليشيات الإرهابية التى تسعى للتخريب وتهديد أمن المملكة كالميليشيات الحوثية الإرهابية التى أطلقت على المملكة ما يزيد عن 225 صاروخاً باليستياً وما يزيد عن 145 طائرة مسيرة وبعضها كان موجهاً لقبلة المسلمين مكة المكرمة والهجوم على منشآت حيوية.

وأشار الوزير “الجبير” إلى أن المسؤولين فى النظام الإيرانى ابتهجوا فى الإعلان صراحةً عن تأييدهم لهذه الميليشيات الإرهابية والاعتراف بأنهم ورائها والداعمين لها وتهديد أمن واستقرار الممرات البحرية التى تمر بها بعض من الإمدادات النفطية بما يهدد المصالح الاقتصادية للعالم أجمع.

مستطردا، أن المليشيات الحوثية تدار من قبل إيران وهدفهم زعزعة الأمن والاستقرار فى المنطقة ومن الواضح أن الطائرات المسيرة طائرات حوثية، حيث أعلنوا عن أنهم أطلقوا هذه الطائرات ضد منشآت فى المملكة، مبيناً أن المملكة قامت بأعمال لمعاقبة الحوثيين على هذا الاستهداف, مشدداً على أن المملكة لن تسمح لأحد أن يسيء لأمنها واستقرارها الذى تعده خطاً أحمر لن تسمح بتجاوزه.

موقف المملكة من نشر القوات

وحول موافقة المملكة ودول خليجية على نشر قوات أميركية فى الخليج قال الجبير: “إن دول مجلس التعاون لديها اتفاقيات مع الولايات المتحدة والولايات المتحدة دولة صديقة ودولة حليفة مؤكداً أهمية الحفاظ على أمن واستقرار هذه المنطقة الحساسة جداً والمهمة جداً فيما يتعلق بأمن واستقرار الاقتصاد الدولي لاسيما وأنها المصدر الأساسى بالنسبة للنفط وأن ما يحدث فى الخليج يؤثر على العالم بأجمعه لذلك يحرص العالم على أمن واستقرار هذه المنطقة.

البحرين تحذر مواطنيها

ومن جهة أخرى، دعت البحرين مواطنيها إلى عدم السفر إلى كل من إيران والعراق، وذلك غداة موافقة دول الخليج على إعادة انتشار القوات الأميركية لردع إيران.

وطلبت وزارة الخارجية البحرينية، أمس، من المواطنين البحرينيين عدم السفر إلى كل من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وجمهورية العراق في الوقت الراهن، كما دعت الموجودين هناك إلى المغادرة.

وتضمن بيان الخارجية البحرينية أن طلب عدم السفر إلى إيران والعراق «بسبب الأوضاع غير المستقرة التي تشهدها المنطقة والتطورات الخطيرة والتهديدات القائمة وما تحمله من مخاطر كبيرة على الأمن والاستقرار”.

كما شددت وزارة الخارجية على ضرورة أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر.

وفي الوقت ذاته، دعت وزارة الخارجية كافة المواطنين الموجودين في إيران والعراق إلى ضرورة المغادرة فوراً وذلك ضماناً لأمنهم وحفاظاً على سلامتهم.

وتأتي دعوة البحرين لمواطنيها بعدم السفر إلى إيران أو العراق ودعوة الموجودين هناك إلى المغادرة، بعد تطور الأحداث بشكل دراماتيكي في منطقة الخليج واحتمال انزلاق الوضع إلى مواجهة عسكرية بين الولايات المتحدة وإيران.

الكويت ترجح نشوب حرب
أما الكويت فرجحت على لسان مرزوق الغانم رئيس البرلمان الكويتى، احتمالات نشوب حرب بمنطقة الخليج خاصة بعد الحشود العسكرية الأمريكية التي وصلت إلى مياه المنطقة لمواجهة إيران، وسحب موظفين أمريكيين من العراق، عقب تهديدات مباشرة من قبل مجموعات عراقية موالية لإيران.

وأضاف رئيس البرلمان الكويتى، عقب جلسة سرية دعا إليها المجلس للبحث مع الحكومة في التحديات الإقليمية الحالية، أن الحكومة الكويتية ترجح وقوع حرب في الخليج، موضحا أن المرحلة القادمة خطيرة والأوضاع في المنطقة ليست مطمئنة.

تحرك أمريكى
وفى الوقت الذى تحركت فيه سفن حربية أمريكية بمياه الخليج، نصحت إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية بتوخي الحذر أثناء تحليق الطائرات فوق مياه الخليج وخليج عمان مع استمرار تصاعد التوتر بين واشنطن وطهران وتأتى هذه أن الخطوة وسط تزايد في الأنشطة العسكرية والتوترات السياسية في المنطقة مما يشكل خطرا عرضيا متزايدا على عمليات الطيران المدني الأمريكية بسبب احتمالات مثل إساءة التقدير أو اللبس في تمييز هوية الطائرات”.

ورفعت عدد من الدول درجة التأهب وآخرها بريطانيا بينما أفاد مسؤولون بريطانيون بأن المملكة المتحدة وضعت موظفيها فى عدد من دول المنطقة فى حالة «الإنذار الشديد» تحسباً لأى طارئ، حيث تشهد المنطقة تصعيدا خطيرا من جانب إيران والولايات المتحدة الأمريكية، ووضعت أمريكا قواتها فى حالة تأهب فى العراق خوفا من هجوم إيرانى محتمل، وتزايد التوتر في الأيام القليلة الماضية بسبب مخاوف من اندلاع صراع أمريكي-إيراني. وسحبت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عددا من دبلوماسييها من سفارتها في بغداد بعد هجمات في مطلع الأسبوع الماضي على أربع ناقلات للنفط في الخليج.

زر الذهاب إلى الأعلى