على خلفية الفيديو الأخير لزعيم داعش ظهرت تكهنات وآراء عديدة تحاول تحليل الأمر مؤكدة وجوده بأفغانستان على غرار بن لادن.. وأخرى ترى تركيا ملاذا آمنا له .. 18 دقيقة هي مدة الفيديو الذي بثته الشبكة الإعلامية التابعة لتنظيم داعش الإرهابي، عبر تطبيق “تليجرام”، والذي ظهر من خلاله زعيم تنظيم “داعش” الإرهابي “أبوبكر البغدادي”، بعد غياب تام عن الأنظار دام لنحو 5 سنوات، كانت تلك الدقائق كافية جدا لإشعال التكهنات حول مكان تواجد البغدادي حاليا، وانتشار التحليلات التي تتحدث عن الدول التي ربما تمثل مخبأ آمنا لزعيم أحد أخطر التنظيمات الإرهابية عالميا في الوقت الحالي، والتي من المحتمل أن يكون ذلك الفيديو نُقل منها إلى العالم.
ورغم عدم نقل فيديو البغدادي أي دلالات واضحة عن مكان وجوده حاليا، فإن بعض التفاصيل الصغيرة في الفيديو استخدمت من قبل الباحثين والمحللين لمحاولة تحديد مكانه، واختلفت الآراء حول هذا الأمر، لكن تظل الأماكن التي من الممكن أن يطمئن زعيم داعش لوجوده فيها معدودة وغير مؤكدة.
أفغانستان.. الملجأ الأول للمتشددين
رغم تمكن القوات الأمريكية من اصطياد مؤسس وزعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وتصفيته خلال اختبائه في أفغانستان في عام 2011، فإن أفغانستان لم تبتعد عن مخيلة جمهور المحللين كمكان يحتمل وجود زعيم داعش فيه في الفترة الحالية، ويذهب البعض إلى أن البغدادي ربما يرغب في التأسي بسلفه بن لادن، كون الأخير إحدى أبرز الشخصيات الإرهابية التي حيرت العالم، وتمكنت من الاختباء لسنوات، وتنفيذ الأعمال الإجرامية حول العالم.
ويرى زيد حامد مدير عام مركز براستاكس لتحليل التهديدات، أن الفيديو الأخير لزعيم داعش، حمل دلالات رغم بساطتها المتناهية، لكنها تمثل إشارة لوجود البغدادي بأفغانستان، وتتمثل تلك الدلالات في شكل السرير والوسائد التي ظهرت في الفيديو، والتي جاءت على الطراز الأفغاني، بحسب رؤية حامد، الذي أوضح أن الأماكن النائية بشرق أفغانستان ربما يكون فيها ملاذ للبغدادي.
ليبيا.. قاعدة إمداد “الساحل” وموطن قادة ميليشيات داعش
فيديو البغدادي الذي وجهه لمن وصفهم بـ”أنصاره في غرب إفريقيا”، حمل وعودا بنقل معركة التنظيم الإرهابي إلى منطقة الساحل، التي تعتبر ليبيا قاعدة إمداد لها، الأمر الذي جعل بعض المحللين يذهبون إلى احتمالية اختباء زعيم داعش في ليبيا، تمهيدا لإدارة معاركة المقبلة عن قرب.
الأمر الآخر الذي دفع في نفس الاتجاه هو أن ليبيا تعد موطنا لقادة بعض الميليشيات العسكرية التابعة لتنظيم داعش في المنطقة، هؤلاء القادة يتسنى لهم توفير كل ما يلزم في الوقت الحالي لخوض حرب قوية في المنطقة الممتدة من ليبيا على البحر المتوسط، حتى أقصى الساحل الصحراوي، وهو نفس ما أشار إليه البغدادي في الفيديو الخاص به، إلى جانب النشاط المعروف لداعش في الصحراء الكبرى، لا سيما أتباع أبو الوليد الصحراوي الذي خصَّه البغدادي بالذكر في الفيديو الأخير.
ولعل ما أعلنته بريطانيا في وقت سابق عن حصولها على معلومات عن وجود البغدادي في ليبيا، ما دفعها لإجلاء عدد من عسكرييها هناك، خشية استهدافهم من خلال الأعمال الإرهابية، يعد علامة أخرى على وجود زعيم داعش في الأراضي الليبية.
تركيا.. ممر الإرهابيين الآمن إلى داعش
لم تكن تركيا خلال الفترة الأخيرة بمنأى عن مساعدة الكيانات الإرهابية، خاصة تنظيم داعش الدموي، الذي مثلت إسطنبول ممرا آمنا لنقل المقاتلين المتطرفين إليه، وتسهيل عبورهم من حدودها إلى أماكن وجود التنظيم بسهولة ويسر، ورغم الأزمات المعلنة بين تركيا والتنظيم، والتي بلغت ذروتها في عام 2015، لكن تظل تركيا مركزا للخلافة الإسلامية، ومدافعا بل ومحتضنا لبعض الأفكار الإرهابية، الأمر الذي يسهل معه تقبل فكرة اختباء زعيم تنظيم دولة الخلافة الإسلامية في الأراضي التركية.
سوريا والعراق.. قلعة التنظيم الأولى رغم خسائره فيهما
لا تزال بعض الأصوات تتعالى بتكهنات عن استمرار وجود البغدادي إما في غرب العراق أو في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية، على الرغم من هزيمة التنظيم المنكرة في البلدتين، والتي تناولها زعيم التنظيم في الفيديو الأخير له، بالحديث عن انتهاء معركته في “الباغوز”، وتلك الهزيمة لم تمنع بعض المحللين من الدفع بأن زعيم التنظيم لن يترك سوريا والعراق بسهولة، بل ربما يكون حريصا على الوجود في أحد البلدين، واستند أصحاب هذه الفكرة إلى أن التنظيم لن يترك ما حققه هناك، خصوصا في ظل وجود آلاف العناصر له في البلدين، التي من الممكن أن تعاود تنظيم نفسها والنجاح في استعادة بعض ما خسرته هناك.