محمود عبد الراضي يكتب مقال بعنوان ( القضاء على سوق الكيف )
جهود أمنية كبيرة تبذلها مكافحة المخدرات فى منع دخول المواد المخدرة لبلادنا، وحماية شبابنا من براثن الإدمان، وضربات أمنية متلاحقة ومتواصلة لأباطرة الكيف، كان أخرها إحباط تهريب 4 أطنان حشيش و10 ملايين أقراص كبتاجون لداخل البلاد عبر موانىء دمياط وبورسعيد، استعداداً لموسم الصيف.
هذه الضربات الأمنية الضخمة، والصور والفيديوهات المتداولة لحجم المواد المخدرة المضبوطة، لم تأت اعتباطياً أو بمحض الصدفة البحتة، وإنما سبقها جهد وعمل متواصل على مدار الـ 24 ساعة، وخطط أمنية ورجال ساهرون صامدون لحفظ بلادنا من كل سوء.
المتابع لجهود مكافحة المخدرات، يلاحظ أن رجالنا سيطروا على مسارات ومنافذ التهريب براً وبحراً، ونجحوا فى تجفيف المنابع، وسدوا الطريق على كبار المهربين فى الخارج لضخ أية مواد مخدرة تستهدف تدمير عقول شبابنا.
الأمر لم يتوقف عند حد منع التهريب من الخارج، وإنما تحركت حملات أمنية داخلية في الوقت ذاته، تمنع ترويج المواد المخدرة، فضبطت العديد من القضايا، وتصدت لزراعات حدائق الشيطان فى سيناء الجنوبية وتم إحراقها، وتوجهت مأموريات متكررة لمحيط الجامعات والمدارس والأندية والكافتيريات لضبط المروجين، ومنع وصول العقاقير المخدرة لشبابنا.
هذه التحركات المثالية، جنبت بلادنا وشبابنا من مخاطر ضخمة، كانت محققة الوقوع، ليبقى رجال الشرطة دوماً يحافظون على الأرواح والأنفس، ويحمون شبابنا من الخطر.
وبلغة الأرقام، نجح رجال مكافحة المخدرات خلال 4 سنوات في إزالة 814 فدان زراعات نباتات مخدرة ، وضبط 98 طن من مخدر الحشيش، و2230 كيلو من مخدر الهيروين ، و580 كيلو من مخدر الكوكايين، و 318 كيلو من مخدر الأفيون، و498,118,248 قرص مخدر ، بإجمالى قضايا 178760 ارتكبها 196602 متهم.
الجهود الضخمة التى يبذلها رجال مكافحة المخدرات لحماية أبنائنا من خطر التعاطى، يجب أن يوازيها دور شعبى ومؤسسى، من خلال مساندة العيون الساهرة في حربهم على المخدرات، وتبنى حملات شعبية للحد من التعاطى، وتكاتف المؤسسات المعنية فى هذا الأمر، خاصة وسائل الإعلام والدراما ودور العبادة والمدرسة، وقبلهم جميعاً الأسرة.
بلادنا تمر بظروف صعبة وقاسية، حيث تواجه تحديات خطيرة، يحاول من خلالها البعض هدم مؤسسات بلادنا، وتعطيل عجلة الإنتاج، وضربنا فى مقتل من خلال شبابنا، عن طريق استهدافه بالإدمان، ليأتى دورنا جميعاً فى الحفاظ على أعظم ثرواتنا “الشباب”.
بالتأكيد، كلنا فخورين بالنجم العالمي محمد صلاح، الذى يرفع اسم بلادنا عالياً فى جميع المحافل، وما أحوجنا لمليون محمد صلاح فى جميع المجالات “الرياضية والعلمية والثقافية والأدبية والسياسية”، فلن يبنى مصر سوى أبنائها، ولن تبنى الأوطان بالأيادى المرتعشة أو الأجساد المدمنة، وإنما بسواعد شبابها القوى، فحافظوا عليهم.