** توجه نحو مليون ونصف ناخب موريتاني يوم السبت الماضي الموافق (22) يونيو 2019 لصناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي ستشهد أول انتقال سلمي للسلطة في البلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 .
** سيخلف الرئيس المنتخب الجديد الرئيس ” محمد ولد عبدالعزيز ” الذي أمضى في الحكم ولايتين متتاليتين مدة كل منهما (5) سنوات ، حيث أكد ” ولد عبدالعزيز ” أنه لن يكون رئيس الحكومة ولا وزيراً بعد خروجه من السلطة وأنه لا ينوي الترشح للرئاسة .. وقد تنافس في هذه الانتخابات (6) مرشحين أبرزهم ( وزير الدفاع السابق محمد ولد الغزواني ، وهو جنرال متقاعد ويحظى بدعم أحزاب الأغلبية الحاكمة والرئيس المنتهية ولايته ولد عبد العزيز / رئيس الوزراء السابق سيدي محمد ولد بوبكر وهو مرشح المعارضة والمدعوم أيضاً من الإسلاميين وبعض أحزاب المعارضة الأخرى / الناشط الحقوقي ورئيس حركة إيرا الحقوقية بيرام ولد أعبيد / رئيس اتحاد قوى التقدم محمد ولد مولود / البرلماني السابق كان حاميدو بابا وهو مرشح الأقلية الزنجية / الخبير المالي محمد الأمين المرتجي الذي يترشح بشكل مستقل ) .
** حول المشهد السياسي في موريتانيا : يتلاحظ أنه معقد جد ، فهو من جهة محكوم بالتحالفات التي كونتها الأغلبية الحكومية الحالية ، ومن جهة أخرى مبني على خلافات الماضي ، فالمعارضة التقليدية التي يقودها ” ولد مولود ” كانت على النقيض مع ائتلاف الأحزاب الحاكمة ، في حين لم تجد الأطراف والأحزاب والكيانات السياسية الأخرى من قبيل المرشح للرئاسة رئيس حركة ( إيرا ) الحقوقية غير المرخصة ” بيرام ولد أعبيدي ” غير الاعتماد على الخلفية الحقوقية والترويج لخطاب ذوي البشرة السمراء ليجد موطئ قدم بين تابعيه من زنوج موريتانيا .. فيما تبنى الصحفي والمرشح الآخر للرئاسة ” كان حاميدو بابا ” لغة سياسية تتبنى الدفاع عن المناطق المهمشة خصوصاً تلك التي تتكلم اللغة ( البولارية ) في الولايات المتاخمة للسنغال وهي مناطق جغرافية واسعة جداً .. في حين شدد وزير الدفاع السابق ” ولد الغزواني ” على ضرورة بناء دولة تحمي أراضيها عبر مواجهة التحديات الأمنية ، فقد أكد ” ولد بوبكر ” على ضرورة إبعاد الجيش عن السياسة والوصول لقضاء مستقل ونزيه .. لذلك كان من الطبيعي أن يتأثر المشهد السياسي في موريتانيا بهذا المكون اللغوي الغني ، لكنه يعكس في عمقه الصعوبة الكبيرة التي تواجه كل طامح لكرسي الرئاسة .
(( مخاوف المعارضة الموريتانية ))
1 – أبدى مرشحو المعارضة مخاوفة من تزوير الانتخابات ، متهمين الحكومة بالعمل على ذلك من خلال حرمانهم من التمثيل في اللجنة المشرفة على الانتخابات خلافاً لنص القانون ، كما وصف هؤلاء منح صفقة طباعة بطاقات التصويت لرجل أعمال من أبرز داعمي المرشح ” ولد الغزواني ” بأنه ( مريب ) ويدفع للتخوف من التزوير .. فيما تؤكد اللجنة المستقلة للانتخابات أنها اتخذت كل الإجراءات لضمان شفافية الانتخابات ، وتدافع عن منح الصفقة بأنها احترمت فيها الإجراءات القانونية ، وأن القانون لا يمنحها حق معرفة ولاءات من يتقدم للصفقات بملفات مكتملة من الناحية القانونية .
2 – تحدثت المعارضة أيضاً عن رفض اللجنة طعون تقدمت بها خلال الأيام الماضية ضد ممثلين لها في مقاطعات داخل البلاد بالإضافة إلى رؤساء وأعضاء مكاتب تصويت .
(( حول عملية مراقبة الانتخابات ))
أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات أن ما يزيد عن (100) مراقب دولي يشرفون على مراقبة هذه الانتخابات من بينهم مراقبون من مركز ( كارتر ) الدولي ، وبعثة من الاتحاد الأفريقي وأخرى من السفارات وهيئة الأمم المتحدة ، بالإضافة إلى مراقبين محليين يمثلون عدداً من منظمات المجتمع المدني .
(( النتائج الأولية : فوز وزير الدفاع الموريتاني السابق ” محمد ولد الشيخ الغزواني ” بالانتخابات الرئاسية ))
** أعلنت اللجنة المستقلة للانتخابات في موريتانيا – خلال مؤتمر صحفي أول أمس – عن فوز مرشح الأغلبية الحاكمة وزير الدفاع السابق ” محمد ولد الشيخ الغزواني ” من الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم السبت الماضي بعد فرز نحو (80%) من صناديق الاقتراع ، حيث حصل على (52.1%) من أصوات الناخبين ، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته ” محمد ولد عبد العزيز ” .. حيث من المُقرر أن يحكم موريتانيا لمدة (5) سنوات قادمة .. وتشكل هذه الانتخابات أول انتقال سلمي للسلطة بين رئيسين منتخبين في موريتانيا .
** وقد أكدت اللجنة المستقلة للانتخابات أنها نظمت انتخابات شفافة فتحت الباب أمام أول تناوب سلمي على السلطة في تاريخ موريتانيا ، حيث بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات (62.66%) من الناخبين الموريتانيين البالغ عددهم الإجمالي (1.5) مليون ناخب ، كما أكدت اللجنة أن العملية الانتخابية تمت بشكل طبيعي دون تسجيل خروقات كبيرة .
** قبل بدء الانتخابات كان ” الغزواني ” مرشحاً بقوة لتولي الرئاسة خلفاً للرئيس ” محمد ولد عبد العزيز ” الذي ترك منصبه بعد أن قضى فترتين رئاسيتين مدة كل منهما (5) سنوات ، وهو الحد الأقصى لتولي الرئاسة .
** أشارت اللجنة المستقلة للانتخابات إلى أن نتائج باقي المرشحين جاءت كالتالي :
المركز الثاني : الناشط ” بيرام ولد الداه اعبيد ” بحصوله على (18.58%) من الأصوات .
المركز الثالث : رئيس الوزراء السابق ” سيدي محمد ولد بوبكر ” – المدعوم من الإسلاميين – بحصوله على (17.58%) من الأصوات .
المركز الرابع : الصحفي ” كان حميدو بابا ” بحصوله على (8.71%) من الأصوات .
المركز الخامس : أستاذ التاريخ ” محمد ولد مولود ” بحصوله على (2.44%) من الأصوات .
** أهم الملفات المنتظرة خلال فترة توليه الرئاسة :
إكمال مسيرته الأمنية التي بدأها منذ عام 2008 ، ونأت البلاد بفضلها عن الإرهاب والتوتّر الذي وقعت فيه بعض الدول المجاورة .
معالجة الملف الحقوقي والإنساني الموروث عن الأنظمة السابقة .
تحديات الفقر والتعليم والبنية التحتية والصحة التي أعلن عزمه معالجتها .
ملف الثروات المعدنية ، وفي مقدمته وضع الشركة الوطنية للمناجم ( سنيم ) ، وشركة (كينروس ) الكندية العاملة في مجال الذهب والتعدين .
ملف الحقل الغازي المشترك مع السنغال والذي تراهن عليه خطط التنمية في موريتانيا خلال الـ (10) سنوات القادمة .
أبرز المعلومات المتيسرة عن ” الغزواني “
البيانات الشخصية :
الاسم : محمد ولد الشيخ محمد أحمد الغزواني .
تاريخ ومحل الميلاد : عام 1956 في ” بومديد ” بولاية ( لعصابة ) جنوب شرق موريتانيا .
متزوج ولديه (5) أبناء .
المناصب القيادية :
انخرط في صفوف الجيش عام 1978 .
في أغسطس 2005 قاد سلاح المدرعات برتبة عقيد ، حين شارك الرئيس المنتهية ولايته ” محمد ولد عبد العزيز ” في الانقلاب على الرئيس الأسبق ” معاوية ولد سيدي أحمد الطايع ” .
تولى منصب مدير إدارة الأمن الوطني برتبة لواء عام 2005 .
شارك مرّة أخرى في أغسطس 2008 رفيقه الرئيس ” محمد ولد عبد العزيز ” انقلابه الثاني على الرئيس السابع ” سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله ” .
أصبح قائداً لأركان الجيش عام 2008 ، وتمت ترقيته إلى رتبة فريق ثم فريق أول .
تقاعد في نوفمبر 2018 ليتم تعيينه وزيراً للدفاع .
في الأول من مارس 2019 قدم ترشحه مستقلاً لرئاسة موريتانيا ليحظى بدعم الأغلبية الحاكمة والرئيس المنتهية ولايته .
المؤهلات العلمية :
حاصل على ماجستير في العلوم الإدارية والعسكرية .
حاصل على دورة دراسات عسكرية عليا في الأردن .
الأوسمـــة :
وسام ( فارس ) من نظام الاستحقاق الوطني .
وسام ( كوماندور ) من نظام الاستحقاق الوطني .
وسام الملك ” عبد العزيز ” من الدرجة الأولى .
وسام ( كوماندور ) – قوات الشرف الفرنسية – .
** موقف المعارضة عقب الإعلان عن نتيجة الانتخابات الرئاسية :
أكد مرشحو المعارضة رفضهم هذه النتائج .. حيث أكد المرشح ” سيدي محمد ولد بوبكر ” أن هناك مخالفات عديدة أطاحت بمصداقية الانتخابات ، قائلاً : ( نرفض نتائج الانتخابات ونعتبر أنها لا تعبر بأي طريقة عن إرادة الشعب الموريتاني ) .
** الموقف الأمني في موريتانيا عقب الإعلان عن نتيجة الانتخابات وفوز ” الغزواني ” بالانتخابات الرئاسية :
1 – انتشرت وحدات من شرطة مكافحة الشغب في أنحاء من العاصمة نواكشوط والعاصمة الاقتصادية ” نواذيبو ” ، بسبب أعمال الشغب والتخريب ، بعد فرز نتائج الانتخابات .
2 – شهدت نواكشوط صدامات واحتجاجات تعبيراً عن رفض النتائج التي أسفرت عن فوز ” الغزواني ” بالرئاسة ، حيث قام أنصار المرشح ” بيرام ولد الداه اعبيد ” بإحراق إطارات السيارات في بعض مقاطعات نواكشوط ، إضافة لتخريب الممتلكات ، في حين تدخلت القوات الأمنية للسيطرة على الوضع وقطعت السلطات الإنترنت عن الهواتف المحمولة .
3 – استدعى وزير الداخلية ” أحمدو ولد عبد الله ” مرشحي المعارضة الأربعة ، وطالبهم بتوجيه مناصريهم إلى ضرورة التهدئة .