نفس اللمعة الشقية المرسومة برشاقة فى عيونها لتذكرنا بعالم الفوازير، شقاوتها البريئة وحزنها الذى تجسده بلقطة واحدة، تلك الخلطة الأسطورية التى رسمت ملامح فنانة توجت ملكة على الشاشة الفضية والذهبية قبل أن تتركهم لظروف المرض وتعود ليتوجها جيل جديد كملكة على عرش جميلات “إنستجرام”، فى تلك الشاشة الصغيرة المستقرة داخل الهواتف الذكية.
حسابها درس فى تحدى الحياة
حساب حسناء هوليود الشرق على “إنستجرام” يعتبر درس واضح فى تحدى الحياة، بكل الصعاب، وتحدى المرض الذى هاجمها، تقف شريهان مبتسمة، تبارز بجمالها جمال برج إيفل فى مرة، وتعود لركوب الخيل فى أخرى، قبل أن تقف فى فستان أنيق لتعطى لفتيات الألفية الثالثة دروس فى الأناقة ربما لم يعرفونها من قبل.
فى كل مرة تقف فيها شريهان لتلتقط صورة يكون بداخلها درس كبير فى تحدى الحياة، والوقوف أمام مرض شرس هاجمها بكل قوة، ليوقفها عن العمل، ويبعدها عن شاشات الكاميرات، وعدسات المصورين منذ 2002، لتعود بعد سنوات طويلة لتتألق، وتبدوا جميلة ومليئة بالحياة، حتى ولو كانت تلتقط صورة بكاميرا موبايل وهى توقع على استمارة “تمرد” لتعلن عن موقفها السياسى إلى جوار بلدها فى وقت من الأوقات.
صورها تحطيم رسمى لقوانين الفيزياء
كل القوانين الفيزيائية تتحطم أمام الصور التى تشاركها “شريهان” عبر حساب إنستجرام، شريهان من مواليد 1964، مما يعنى أن عمرها الآن 52 عام، بينما ترسم صورها –حتى المأخوذة بكاميرا موبايل وبدون تعديلات- ملامح فتاة فى عقدها الثانى او نهاياته على أفضل تقدير، وربما هذا ما يدفعها دائما لمشاركة الصور الطبيعية، التى تلتقط بسرعة دون الدخول لجراحين الفوتو شوب، أو أطباء تجميل التصوير التقليدين، فتظهر منطلقة، وشابة، مليئة بالحيوية والجمال حتى لو كانت الوقفة حزينة فى الأصل. علاقة غير تقليدية مع الجماهير معظم النجوم الذين يدخلون لعالم السوشيال ميديا، يجب عليهم تقبل جانبها المظلم مثلما يتقبلون جانبها المضيء، فمع الشهرة والانتشار الذى يقدمه هذا العالم، يكون هناك انتقادات لاذعة، وألفاظ خارجة فى هذا العالم الذى لا توجد له قوانين محددة ويظهر المستخدمين فيه كثيرا بشخصيات غير حقيقية، ولكن كل تلك القواعد هى الأخرى تتحطم على يد “شريهان”، لن تجد على حسابها تعليق خارج، أو كلمة خادشة، علاقتها بالجماهير لها طبيعة مختلفة عن كل ما يحدث فى عالم السوشيال ميديا وكأنها فى قلعة خاصة يقف على أبوابها الجماهير بأنفسهم لحمايتها من أى هجوم. التعليقات هنا مختلفة أيضا، ستجد من تعلق بأنها سمت أطفالها على أسم “شريهان” بسبب عشقها لها، وستجد من تعلن أن أطفالها حينما شاهدوا الفوازير تعلقوا بها مثلما فعلت هى بالضبط، وآخرين يطالبون نجمتهم بالعودة للتألق، والاستعراض، ولإضاءة الشاشات الكبيرة التى اختفت عنها منذ سنوات طويلة.
دروس فى الوطنية
جانب ربما لم يكن يتوقعه الكثيرون كشفته السوشيال ميديا عن شريهان، وهو وجهها السياسى واهتمامها الدائم لمتابعة والتعليق على ما يحدث فى بلادها، ورغم أن هذا الجانب يكشفه بشكل أكبر تواجدها الدائم على “تويتر”، ولكن أيضا على “إنستجرام” لم تنسى تقديم دروس فى الوطنية وما ترها صحيحا لوطنها من وجهة نظرها عبر تلك الشاشة الصغيرة، ففى لقطة ستجدها مع جنود الجيش، وفى الأخرى وهى تدلى بصوتها فى الانتخابات، وفى أخرى وهى ترفع علم بلادها بكل فخر لتخبر جيل جديد أن الوطن يجب أن يكون له مكان.
<
p style=”text-align: justify;”>