تحقيقات و تقارير

أبرز الخسائر الصهيونية بعد استعادة السيادة الأردنية على الباقورة والغمر

رغم إعلان المملكة الأردنية قبل عام أنها تنوي استعادة السيادة على منطقتي الباقورة والغمر اللتين تستأجرهما إسرائيل بموجب اتفاقية السلام المعروفة باسم “وادي عربة” وذلك لمدة 25 عامًا، إلا أن الجانب الصهيوني كان يعتقد أنها مجرد تصريحات ليس إلا، ولكن مع اقتراب الموعد المحدد لعودة الباقورة والغمر إلى الأردن بشكل فعلي، وذلك في 26 أكتوبر الجاري، بدأت شرارة الغضب تفوح من إسرائيل.

يوم أسود
في البداية ادعى الصهاينة أن الأردن سوف تمدد المدة التي تم الإعلان عنها قبل عام والتي تنتهي نهاية الشهر الجاري لكن مع إصدار نفى رسمي أمس من الأردن اجتاح الغضب إسرائيل، وبدأت الصحف العبرية تتحدث عن المجهول الذي ينتظر الصهاينة بعد دخول هذه الخطوة حيز التنفيذ ليصف الإعلام العبري أن يوم تسليم الباقورة والغمر هو يوم أسود في تاريخ إسرائيل ورصدت تداعيات تلك الخطوة على الاحتلال والمزارعين الإسرائيليين.

وقال الإعلام العبري اليوم الخميٍس، إنه بعد أقل من شهر، ستنتهي الاتفاقية التاريخية مع الأردن، وستضطر إسرائيل أن تعيد إلى المملكة الجيبين في موشاف “نهاريم وتسوفار” وهما الأسماء العبرية للباقورة والغمر، وأعلن مسئولو وزارة خارجية الاحتلال عن تأجيل إخلاء الباقورة والغمر ستة أو سبعة أشهر إضافية، لكن المملكة نفت ذلك بشدة: “قرارنا نهائي وقاطع”.

الخاسر الأكبر
الخاسر الأكبر هم مزارعو إسرائيل خاصة في تلك المنطقتين الذين أكدوا أن استعادة السيادة الأردنية على المنطقة سيكون بمثابة كارثة على إسرائيل، معتبرين أن ذلك تهديد حقيقي على إسرائيل.

وأضاف الإعلام العبري، أن الخطوة تعد ضربة مفاجئة ولكن لم تحدث عن طريق الصدفة، موضحًا أنه منذ 25 عامًا، تم توقيع معاهدة سلام مع الأردن توفر هدوءًا نسبيًّا على الحدود الشرقية للبلاد، لافتًا إلى أن المحادثات جارية حول هذه القضية، لكن من الواضح أنه بالنسبة للجيوب، سيتعين على إسرائيل الذهاب أمام الملك عبد الله بالعديد من المشاريع التي تم تعليقها حتى الآن من الجانب الإسرائيلي.

خسائر ضخمة
وتابع أن تلك الأنباء هبطت كالصاعقة على الإسرائيليين في الباقورة والغمر، وأن نحو 30 عائلة تزرع 1500 فدان في الجيب قلقون بشأن الأضرار التي ستلحق بمصادر رزقهم ومستقبلهم، وأنه إذا لم تقم الحكومة الأردنية بتمديد الاتفاقية، فإن خسائر ضخمة ستطال مستوطني تلك المناطق.

وضع حساس
“لا أحد يعرف ماذا سيحدث”، أوضح أحد السكان، مضيفًا: “إننا لا نعرف الحقيقة، هذا وضع حساس، كل هذا يتوقف على الملك عبد الله”.

وأضاف مزارع آخر: “لم نعد نعرف ما الذي سوف يحدث في المستقبل”.

وقال آخر في تحسر: “إنه لأمر محزن جدًا بالنسبة لي أن هذه المنطقة تعود إلى الأردن، أشعر أن هناك شيئًا ما معزولًا عن جسدي وعقلي، لم أكن أعتقد أن هذه المنطقة سيتم نقلها إلى السيادة الأردنية، كنت متأكدًا منذ اتفاقية السلام، أن المنطقة ستظل لإسرائيل لسنوات عديدة أخرى”، وأضاف آخر: “لقد اعتقدنا أن هذه الشراكة ستظل إلى الأبد، لم أكن أعتقد أن الأرض ستعود إلى الأردن، نحن في غاية الحزن”.

وكانت الحكومة الأردنية، أعلنت في بداية عام 2018 أنها تدرس إنهاء تأجير أراضيها مع إسرائيل، وتقع الغمر ضمن محافظة العقبة جنوب البحر الميت، وهي منطقة حدودية أردنية، تمثل أحد بنود النزاع الحدودي بين الأردن وإسرائيل، حيث وردت في الملحق الأول من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية عام 1994 تحت اسم “منطقة الغمر- تسوفار”.

زر الذهاب إلى الأعلى