أكد مؤسس شركة (هواوى) الصينية، ورئيسها التنفيذى رن تشنج أن التحول الرقمي في مصر سيكون له تأثير واضح على إفريقيا والشرق الأوسط، وقال “مصر واحدة من الحضارات الأربع القديمة، وهى اليوم تمثل قوة سياسية واقتصادية كبيرة فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خاصة في ظل تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الاتحاد الإفريقى منذ فبراير 2019 “.
كما أكد الاقتصادى العالمى البارز – في أول حديث مع صحيفة عربية – حاجة مصر القوية إلى زيادة الاستثمار في البنية التحتية إلى جانب التقنيات الحديثة من خلال إقامة منصة مركز البيانات الوطنية، وتعزيز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا الحوسبة السحابية.
وقال “رن تشنج” – في حديث مع علاء ثابت رئيس تحرير صحيفة (الأهرام) من مدينة (شنزن) الصينية – “نتابع عن كثب كيف بدأت مصر في تنفيذ استراتيجيتها للتنمية المستدامة 2030 منذ مارس من عام 2016، ونري أن التحول الرقمي للاقتصاد والصناعات سوف يمثل أهمية كبري في مصر، فقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، يظل هو العامل الرئيس وراء تمكين التحول الرقمي في مختلف الصناعات”.
وأبدى دعم الشركة العالمية (هواوي) لمصر، بكل ما تملكه من تقنيات وقدرات، “خاصة على مستوى التقنيات الحديثة، التي لا تزال ضمن خطتنا للسنوات المقبلة، مثل تقنية الجيل الخامس، التي تسهم في سد الفجوة الرقمية، وهي أحد الأمور المهمة التي يجب النظر إليها بقوة في مصر”، مؤكدا بزيادة معدلات مساهمة الشركة في تطوير التعليم والتدريب في مصر باستخدام مختلف التقنيات المتقدمة.
كما تعهد “رن تشنج” بمواصلة دعم المطورين المصريين، والعمل على جذب المزيد منهم إلى نظم ومشاريع الشركة، وكذلك دعمهم لإنشاء مشاريعهم الخاصة، إلى جانب التركيز على التعليم لأنه الأساس والمفتاح الرئيسي لإنعاش البلاد، وقال “نعرف أن الشعب المصري الذي بني الأهرامات ومكتبة الإسكندرية، وشق قناة السويس وغيرها من المشاريع العظيمة، قادر على مواصلة العطاء والإنجازات”.
وأردف “رن تشنج” يقول “نشعر بالمسئولية الاجتماعية تجاه إفريقيا، ولدينا خطة خاصة بها في المستقبل، خاصة أن هناك كثيرا من الدول الإفريقية تعمل على تحقيق نهضة مستدامة، ولكن لا يمكن فصل التطور السريع لإفريقيا عن الاستثمار الإيجابي في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”.
ورأى أن تحقيق تطور كبير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلدان الإفريقية يحتاج من الحكومات أن تنظر إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات باعتبارها استراتيجية وطنية تنتظر تنسيق التخطيط، وتطبيق النظام، والتركيز على الاستثمار في البنية التحتية، مثل الألياف البصرية والنطاق العريض، والاستفادة عمومًا من مميزات التقنيات والرقمنة في تحقيق التنمية الاجتماعية الاقتصادية، إلى جانب بناء قدرات الشباب في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، لتشكيل احتياطي وطني من المواهب الضرورية، لتعزيز تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في البلاد.
وأضاف “رأينا أن متخصصي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الشباب في العديد من البلدان الإفريقية بدأوا تدريجيًا في إظهار قوتهم” وساق مثالا بمصر حيث شاركت 48 جامعة مصرية وأكثر من ثمانية آلاف طالب جامعي – في عام 2019 – في مسابقة تقنية المعلومات والاتصالات التي نظمتها الشركة، وقد فازت المنافسة المصرية بالجائزة الثانية في المسابقة التي أقيمت في مقر الشركة في مدينة (شنتشن) الصينية.
وفيما تعلق بالصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، اعتبر الاقتصادي الصيني البارز أن الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة على عملاق التكنولوجيا (هواوي) لن يكون لها تأثير ملحوظ في أعمال الشركة حول العالم، وقال إن هذه الضغوط الأمريكية تزيد الشركة إصرارا على المضي قدما في مسيرة البحث والتطوير التكنولوجي.