مازال عالم السيارات يطل علينا كل يوم بكل ما هو يوفر أعلى درجات من الراحة لسائقي السيارات ومقنيها ، فلم يتوقع أحد أن تأتي اليوم ونجد سياراتنا تعتمد على الكهرباء لتسير لمسافات طويلة.
ودخلت مصر عالم إنتاج سيارات الكهرباء، حيث تم توقيع بروتوكولات لإنشاء محطات شحن لهذه السيارات داخل محطات الوقود، والتى بدأت بإنشاء عدد 12 نقطة شحن كبداية للانطلاق الفعلى للسيارات الكهربائية داخل مصر.
وطبقا لدراسات اقتصادية صدرت مؤخرا، فإن أعداد السيارات الكهربائية يتضاعف فى العالم ويستهدف 560 مليون سيارة بحلول 2040، وذلك يعد هروبًا من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون، الناتجة عن عملية حرق المواد البترولية بالسيارات، حيث توجه العالم نحو السيارات الكهربائية، بهدف الحد من 60% من انبعاثات ثانى أكسيد الكربون بحلول عام 2050، وفى هذا الاتجاه انضمت مصر إلى الدول التى تتيح بنية تحتية للسيارات الكهربائية للمساهمة فى هذا التحول.
النمو فى سوق السيارات الكهربائية، يشهد ارتفاعًا بنسبة 50% بالمقارنة فقط بين عامين 2016 و2017، حيث ارتفعت عدد السيارات الكهربائية فى العالم إلى أكثر من 3 ملايين سيارة، ويأمل العالم فى الوصول 560 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2040، وذلك بحسب شركة شاندير اليكتريك العاملة فى مجال شواحن السيارات الكهربائية.
وبدأت مصر بتدشين أول 12 محطة شحن للسيارات الكهربائية، بالتعاون مع محطات وطنية للوقود، التابعة للقوات المسلحة، ضمن مرحلة كبرى تشمل نشر 65 نقطة شحن على مستوى 7 محافظات، بهدف تشجيع العملاء على اقتناء السيارات الكهربائية.
ويرجع هذا الاهتمام الكبير من مختلف دول العالم لهذا النوع من السيارات لمزاياها المتعددة، والتى تنفرد بها المحركات الكهربائية في السيارة وتميزها كثيراً على نظيرتها التي تعتمد على الوقود والديزل هي انها تساعد بشكل كبير في حماية البيئة ، فهي لا ترسل الغازات السامة في الهواء من العادم كما تفعل الأنواع الاخرى من المحركات ، و تعتبر الصديق الأول للطبيعة والبيئة ، وبالتالي فهي تساعد في الحفاظ على ثقب الاوزون بالاضافة الى عدم اتساعه .
كما تتميز السيارات التي تعتمد على المحركات الكهربائية بأنها لا تسبب اي أضرار للغلاف الجوي أي أنها لا تؤذي الغلاف الجوي للأرض، لذلك فتساعد السيارات الكهربائية الإنسان أيضاً في الحفاظ على صحته، لأنه عندما يقوم باستنشاق الغازات السامة الصادرة عن السيارات العادية التي تعتمد على الوقود التقليدي، وتحديداً غاز ثاني أوكسيد الكربون، سوف يؤثر ذلك بشكل مباشر على رئتين هؤلاء الأشخاص ، مما يزيد من نسبة تفشي وانتشار الأمراض الصدرية والسرطانات في المجتمعات نتيجة لزيادة نسبة التلوث في الغلاف الجوي .
ولم تتوقف فوائد الاعتماد على السيارات الكهربائية عند حد الانسان فقط ، انما تنعكس على النباتات أيضا والتي تعد المصدر الأول للأكسجين في الجو ، فتبدأ الأشجار في التكاثر، وستعود الاشجار والنباتات ذات الحالات الحرجية إلى النمو من جديد، كما أنها سهلة التشغيل ولا تصدر أصواتا مزعجة، وهو ما جعل حكومات العديد من الدول تشجع مواطنيها على التحول للسيارة الكهربائية.
وطبقا للدراسات، فإن السيارة الكهربائية التي تعمل بكهرباء مستمدة من مصادر متجددة للطاقة، فإن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة عنها طيلة فترة تشغيلها، أقل ست مرات من السيارة التي تعمل بالبنزين.
وتؤكد هذه النتائج ضرورة تركيز الدول على طرق إنتاج الكهرباء، حتى تصير السيارة الكهربائية أكثر فاعلية.
وفى الفترة الأخيرة ، افتتحت شركة ريفولتا المصرية 65 محطة لشحن السيارات الكهربائية في مصر كأكبر دولة عربية من حيث عدد السكان لتتيح بذلك فرصة لمستخدمي السيارات لاختيار سيارة تعمل بطاقة نظيفة، وتعتزم أن تصل محطاتها إلى 300 محطة بحلول عام 2020، وتبلغ تكلفة تصنيع كل محطة ما بين 700 ألف إلى مليون جنيه مصري.
ومحطات الشحن التى تم افتتاحها، موزعة بين محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية وبورسعيد والسويس والبحر الأحمر، وهناك 12 محطة بالتعاون مع شركة وطنية، القوات المسلحة، وبقية المحطات موجودة في أماكن مختلفة .
ومن فوائد محطات الشحن الكهربائية، تجنب ما كان يحدث خلال “تموين السيارات العادية بالوقود” فهناك شكاوى كثيرة كانت تحدث نتيجة لعدم نظافة البنزين، أما الكهرباء فهى مضمونة.
كما أن تكلفة شحن السيارة الكهربائية تتراوح من 50 إلى 60 جنيها ويمكن للسيارات أن تسير بالشحنة ما بين 250 – 320 كيلومترا.
وطبقا لتصريحات سابقة من وزير التجارة والصناعة السابق، طارق قابيل، فإن هذه الشبكة تعد تدشينا لأول بنية تحتية لخدمة السيارات الكهربائية فى أرجاء الجمهورية، مشيرًا إلى أن الشركة قامت على مدار عامين بإجراء أبحاث ودراسات للطرق المصرية وصلاحيتها لاستخدام السيارات الكهربائية بهدف ضمان تقديم أفضل خدمة للمستهلك المصرى.
وأكد قابيل، أن الحكومة المصرية، حريصة على إدخال التقنيات الحديثة فى الصناعة المصرية، خاصةً فى مجال صناعة السيارات، لتلبية تطلعات واحتياجات المستهلك المصرى خلال المرحلة الحالية والمستقبلية، مشيرًا إلى أن هذا النوع من السيارات يتيح ميزات هامة نظرًا لكونها سيارات صديقة للبيئة، كما أنها تتميز بتكلفة أقل من السيارات التقليدية فيما يتعلق بالوقود وخدمات الصيانة، وهو ما يسهم فى الحد من تلوث البيئة.
وقال أن العالم كله يتجه حاليا لتشغيل هذا النوع من السيارات كأحد الحلول للحد من التلوث، حيث أعلنت بعض الدول ومنها إنجلترا عن أنه بحلول عام 2040 لن يسمح بتسيير سيارات سوى السيارات الكهربائية فقط، وهو الأمر الذى يؤكد أهمية التوجه نحو هذه النوعية من السيارات، مشيرًا إلى أن الحكومة بدورها سوف تجهز كافة المدن الجديدة بالبنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية.
ومن مزايا محطات الشحن الكهربائية ، أن جميع نقاط الشحن سوف يتم ربطها بسيستم يساعد على معرفة صاحب السيارة للنقاط الأقرب له وأى منها مشغول، كما يتم إرسال رسالة عبر الموبايل لقائد المركبة عندما تنتهى عملية الشحن.