وفي مستهل اللقاء، أعرب الدكتور على عبد العال عن سعادته وتقديره لتلك الزيارة والتي تمثل امتدادًا لحالة الزخم الإيجابي التي تشهدها العلاقات بين البلدين الصديقين، مشيرًا إلى أن كلا البلدين يقتسمان تاريخًا حضاريًا لطالما أضاف للإنسانية وكان مصدر إلهام لها.
وأكد الدكتور على عبد العال على أن الزيارة تأتي في إطار حرص البلدين الصديقين على استمرار التشاور والتباحث حول مختلف القضايا الإقليمية والعالمية محل الاهتمام المُشترك في ضوء الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين، والتي تمثل كثافة الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى مؤشرًا هامًا على حرص القيادة السياسية في كلا البلدين على المٌضى قدمًا نحو ترسيخ تلك الشراكة، وكذا خلق قناة للتواصل الإنساني بين البلدين الصديقين.
وشدد الدكتور على عبدالعال على حرص مصر على تعميق أسس التعاون الاقتصادي بين مصر والصين، مبرزًا الموقف المصري الداعم لمبادرة الحزام والطريق الصينية باعتبارها تتوافق مع أولويات الدولة المصرية وإستراتيجيتها التنموية 2030، معتبرًا إياها خير برهان على تطابق الرؤى المصرية الصينية بشأن أهمية تعزيز التجارة العالمية، كما استعرض الدكتور على عبد العال أبرز التشريعات التي أصدرها مجلس النواب المصري مؤخرًا، خاصة فيما يتعلق بتوفير المناخ الملائم والجاذب للاستثمارات الأجنبية، مؤكدًا دعم مصر الكامل لعمل الشركات الصينية في مصر.
تطرق الدكتور على عبد العال خلال اللقاء إلى ملف مكافحة الإرهاب والدور المصري الرائد في هذا الشأن، وكذا الجهود المصرية لإقرار السلم والأمن بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خاصة أثناء رئاسة مصر الحالية للاتحاد الأفريقي، داعيًا إلى تعبئة الجهود الدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب.
من جانبه، أعرب وانج يانج رئيس اللجنة الوطنية للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني، عن جزيل شكره وتقديره على حفاوة الاستقبال التي لقيها والوفد المرافق أثناء تلك الزيارة، مشيرًا إلى أن الصين تنظر إلى مصر كبلد صديق، انطلاقًا من تقارب الرؤى المشتركة المصرية الصينية إزاء القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك للبلدين والمدفوعة بالإرادة السياسية الصادقة لزعيمي البلدين منذ إعلانهما الشراكة الإستراتيجية الشاملة عام 2014 وهو ما أعطى زخمًا للعلاقات بين البلدين الصديقين إلى آفاق أرحب على كافة المستويات، وفي مجال مكافحة الإرهاب أكد المسئول الصيني رفيع المستوى على أن الإرهاب آفة عالمية تواجه البشرية جمعاء، مستعرضًا الجهود الصينية في هذا الصدد ومشيدًا بالنهج المصري الشامل في مكافحة الإرهاب وهو ما يتطابق مع الرؤية الصينية في تلك القضية، مؤكدًا على دعم الصين الكامل لمصر في مكافحتها للإرهاب، وعلى الصعيد الإقليمي دعا المسئول الصيني مصر إلى استغلال دورها المحوري والرائد في تعزيز العلاقات الصينية العربية والأفريقية، واصفًا مصر بالدولة ذات الثقل على المستويات العربية والأفريقية والإسلامية وبين دول العالم النامي، وعلى الصعيد الاقتصادي.
وأشار المسئول الصيني إلى أن مصر كانت من أوائل الدولة التي دعمت مبادرة الحزام والطريق الصينية مضيفًا بأن العلاقات الاقتصادية المصرية الصينية لديها الكثير من العوامل المهيئة لنموها بشكل مضطرد، كما أشاد بتعدد الوجهات السياحية المصرية مؤكدًا اهتمام الصين بزيادة عدد السياح الصينيين إلى مصر وعلى الصعيد البرلماني، دعا وانج يانج إلى تعزيز العلاقات المصرية الصينية في شقها البرلماني وهو ما يتلائم مع علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقين.
اصطحب الدكتور على عبدالعال ضيفه والوفد المرافق في جولة داخل مجلس النواب حيث قام بدخول قاعة المجلس الكبرى وأعطى شرحًا تفصيليًا ثم عقب ذلك تم اصطحاب الوفد الصيني إلى متحف مجلس النواب واستمعوا لشرح حول تاريخ الحياة النيابية في مصر ثم أعقب ذلك إقامة مأدبة عشاء داخل البهو الفرعوني واستمع الوفد الصيني لشرح حول البهو والثقافة الفرعونية والمصرية.
يذكر أن العلاقات المصرية الصينية في شقها البرلماني تشهد نموًا مضطردًا، يتناسب مع حجم الشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين الصديقين ويظهر ذلك في كثافة الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين بين البرلمانين المصري والصيني، والتي كان آخرها الزيارة التي قام الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب على رأس وفد رفيع المستوى إلى الصين في يونيو الماضي، والتي شهدت إعادة تفعيل آلية التبادل الدورية البرلمانية المصرية الصينية وهي إحدى الآليات التعاونية البرلمانية المصرية الصينية، وقد تم إنشائها في عام 2007 وتهدف تلك الآلية إلى إجراء تقييم دوري للعلاقات المصرية الصينية على المستوى البرلماني، وتنعقد بشكل دوري كل عام بالتناوب بين مصر والصين، وقد توقفت أعمالها منذ عام 2010 قبل أن تستأنف أعمال الاجتماع الخامس لها خلال زيارة وفد مجلس النواب المصري إلى الصين يونيو الماضي.