آراء أخرى

محمد أحمد طنطاوى يكتب.. احجز مكانك بـ”طوبة

هذا هو الحال فى أغلب شوارع مصر، بالمناطق الراقية قبل الشعبية، فيلجأ “البيه السايس”، الذى يظن أن الشارع بات ملكيته الخاصة، ويفعل به ما يشاء، ليصبح مشهد الشارع مشوها تماما، لا يعبر عن أى مظهر حضارى، ولا يدل على حالة نظام، وهذا أمر لا يمكن أن نسأل عنه الحكومة أو أجهزتها التنفيذية، لأن هذا السلوك حتى وإن كان مرتبط بشخصية السايس ومدى نفوذه فى كل منطقة، إلا أنه بالأساس مرتبط بطبيعتنا ومسئوليتنا الأخلاقية عن الشارع التى مع الأسف فى حالة يرثى لها.

أثناء السير صباحا فى شارع الثورة بمنطقة الدقى، فوجئت بقطع كبيرة من الطوب على جانبي الشارع تمتد لمسافة تصل إلى حوالى 200 متر تقريبا، وتسيطر على أكثر من متر ونصف من عرض الشارع يمينا ويسارا، دون أن يستنكر أحد المشهد أو يحاول إزالة هذه الأحجار، التى تقع فى منطقة حيوية وشارع رئيسى بين حيين راقيين الدقى والعجوزة.

البعض ينظر إلى الموضوع بمنطق “سيبه يسترزق”، إلا أنني فى الحقيقة لا أجد أى منطق بين الرزق ووضع الطوب والأحجار والمتاريس فى الشارع، للتضييق على الناس وخلق زحام وتكدس مرورى دائم فى تلك المنطقة، فقد تحول شارع الثورة إلى جراج كبير تصطف فيه السيارات يمينا ويسارا، نتيجة سيطرة “السايس”، إلى جانب ثقافتنا المرتبطة بفكرة ” اركن فى أى حتة”.

لا يمكن بأى حال أن يكون تعاملنا مع الشارع الذى يعتبر ملكية عامة بهذه الصورة، خاصة أننا لا نقبل من أحد أن يضع حجرا أو عائقا أمام منزلنا أو مسكننا، إلا أننا نستحل الشارع وكأنه بدون صاحب، وهكذا يتعامل أغلبنا مع المرافق العامة، التى تتعرض للتخريب والتكسير والإتلاف يوميا، نتيجة السلوكيات الخاطئة.

أدعو المسئولين فى محافظة الجيزة، والقائمين على المرور بضرورة اتخاذ إجراء حاسم نحو إزالة كل التعديات على حرم الشوارع، ومواجهة محاولات البعض غير المسئولة فى إتلاف الملكية العامة، واستخدام عصا القانون فى مواجهة ظاهرة “السايس” سواء فى شارع الثورة أو مختلف شوارع الجيزة، فالأمر لا يقتصر على شارع بعينه، إنما أستعرض عينة عشوائية بسيطة لما يجرى فى شوارع المحروسة.

زر الذهاب إلى الأعلى